ما يجرى فى ولاية النيل البيض وخاصة الترشيحات لمنصب الوالى جذبت اهتمام المراقبين والمهتمين بشأن بحر ابيض وزاد الاهتمام بصفة خاصة بعد اعادة قائمة الترشيح التى حسمت لصالح الشنبلى التى اصبح بموجبها المرشح الرسمى للمؤتمر الوطنى والتفت حوله قيادات كبيرة ومعروفة، ولعل الفائدة الاعظم التى جناها المؤتمر الوطنى هى تعدد المرشحين الذى من ثمراته تجريد المنافسة القبلية وصياغة موقف تفكيكى للتجمعات القبلية، اذ ان المرشحين توزعوا على احزاب مختلفة فلم يعد مقبولا ان يطالب أحد أحدا بالتخلى عن حزبه طالما انه ينشد الدعم للحزب الذى ينتمى إليه، وهنا يمارس الفرد حقه متحررا من الخوف وقيود القبلية كما انه ثبات فى مواجهة التفرقة لصياغة موقف مبرأ تماما من العنصرية هذه اصابة يجرى توثيقها عبر الاقتراع فهذا التفاعل يزيد من فرص نجاح المؤتمر الوطنى فالاقدار جعلت الامور تسير فى اتجاه تغلب الشنبلى على منافسيه الذين باتوا يعتمدون على الولاءات الحزبية فى ظل تعدد المرشحين، اذن استناد المعركة الانتخابية الى خلفية حزبية يجعل تمرين الانتخابات اكثر صحة و لن يترك اي اثار قد تضر بتماسك الولاية مستقبلا بقدر ماهو استدراك ويقظة فى الوقت المناسب لتصحيح اخطاء جديرة بالمعالجة الفورية فهذا المخاض لن ينتج عنه الانسجام فقط والاسلوب الجديد للمنافسة بل سيكون هناك انفراج اوسع نطاقا يفتح الباب امام تلمس حاجات الحكم وهذا مؤثر كاف لتميز المرحلة المقبلة، وبالعودة الى مذكرة جنوب الولاية والتى تطالب باقتسام الثروة والسلطة على ذمة المذكرة، فإن المستجدات التى ذكرناها قد قضت على المشاركة الموعودة، اذ ان طبيعة المنافسة المستجدة ونتائجها تخضع للواقع الجديد وشروطه ولامجال لتقسيم الكيكة قبل الحصول عليها، وفى سياق التعبئة للانتخابات المقبلة قد يستفيد المؤتمر الوطنى على نحو اكيد من دعم الكواهلة اللامحدود لاسيما بعد تحررهم من الالتزامات التى ذكرناها، اى ان احتفاء اقطاب الكواهلة وعلى رأسهم فضل الله جموعه بثقله القبلى والاقتصادى له دلالته وتأثيره العظيم فى ترجيح كفة المؤتمر الوطنى، كنا نخشى من العواطف غير ان ترشح ابراهيم هبانى حسم هذه المسألة بلا جدال وجعل حظوظ المؤتمر الوطنى اكبر من ذى قبل، كما ان اعلان قيادات محلية ام رمتة ممثلة فى المعتمد عوض الجيد وكذلك الاغبش الشيخ الحسن فضلا عن مواقف مماثلة مناصرة كتلك التى يقفها دون زحزحة الاستاذ طه المدنى رئيس هيئة الشورى السابق والموقف المرادف ايضا للاستاذ عبدالقوى حامد الرئيس الحالى لهيئة شورى الولاية بحكم الالتزام الحزبى الذى يدفعه ويدعمه التأثير داخل القبيلة، كل هذه من اسباب النجاح التى سيتفوق بها الشنبلى على مواطنيه من الاحزاب الاخرى، ولعل المعركة قد حسمت سلفا لصالحه لان هؤلاء المؤثرين سيساهمون عمليا فى تذليل العقبات التى تواجه المؤتمر الوطنى ببساطة فان انتظام صف المؤتمر الوطنى وتماسكه وتنوعه يغرى كثيرا اولئك المترددين الذين بالطبع سيختارون من له الغلبة بل طبيعة المنافسة وسياقاتها ستحمل الكثير من الناس على ابداء مواقفهم الصريحة بلا تردد اذ ليس امامهم سوى حقيقة واحدة كبيرة هى اجتماع اسباب النجاح واتساقها وتضافرها لتزف مرشح المؤتمر الوطنى لمنصب الوالى.