النيل الابيض الولاية التي يقدر عدد سكانها بحوالى 2 مليون نسمة والتي تحادد اكثر من ثلاث ولايات هي الخرطوم وشمال كردفان واعالي النيل يضاف لذلك التعدد الاثني والعرقي الذي تزخر به الولاية وبالتالي يكون له تأثيره البالغ على مجمل التفاعلات السياسية بداخلها ويبدو واضحا للعيان في وجود عدد 41 مرشحا تقدموا للترشيح لمنصب الوالي في الولاية وذلك حسب ما كشفته اللجنة العليا للانتخابات بالولاية عن اكمالهم لاجراءات ترشيحهم.. 6 منهم كمستقلين وآخرين دفعت بهم احزابهم لشغل المنصب المهم في الولاية ذات التأثير الكبير.. الا ان ابرز ما افرزته تلك الترشيحات هو تفاقم الأزمات والاشكالات القبلية في عملية دفع المرشحين انطلاقا من هذا الجانب، الامر الذي لم تسلم منه معظم القوى السياسية، بما فيها المؤتمر الوطني. والصراعات التي اعقبت اختيار الشنبلي لخوض الانتخابات بغية الوصول للمنصب. من جانبه، قام الحزب الاتحادي الديمقراطي بتقديم مرشحيه في الولاية لمعظم الدوائر سواء على المستوى القومي او الولائي، ويعتبر السماني الشيخ الوسيلة ابرز من دفع بهم الحزب في الولاية، وتحديدا في دائرة الدويم ،وغيره من المرشحين في كل دوائر الولاية ال12، بالاضافة لقائمة التمثيل النسبي وقائمة المرأة والتي دفع فيها الحزب بنور الوسيلة الشيخ السماني. ودفع كذلك الحزب بالدكتور المعتصم العطا محمد لخوض الانتخابات في منصب الوالي، وهو رئيس الحزب بالولاية، ويعمل طبيبا في مدينة كوستي منذ سنوات وله مساهمات في مجال العمل الطوعي والانساني في المنطقة، وعضو مجلس تشريعي بالولاية ويشغل منصب نائب رئيس لجنة الخدمات. وهو من الامور التي يستند عليها الحزب للحصول على اصوات الناخبين من خلال برنامج قام بطرحه المرشح من خلال مؤتمر صحفي عقد بدار الحزب بام درمان تناول فيه الملامح العامة التي ينطلق منها لتحقيق الفوز من اجل تقديم خدمة لمواطن الولاية وبدا واثقا من تحقيق هذا الهدف انطلاقا من الواقع العام الذي تعيشه الولاية والذي وصفه بالسييء خصوصا فيما يتعلق بمسألة التنمية المتمركزة في الوسط الشرقي من الولاية حسب تعبيره، مشيرا الى ان نسبة الفقر في الولاية تعدت 55% مما يتطلب بدوره تحركا عاجلاً من اجل الحادبين على مصلحة انسان الولاية متناولا في جانب آخر تدني الخدمات خصوصا فيما يتعلق بمسألة المياه والصحة، والتعليم حيث اشار في هذا الجانب لتمركز العلاج داخل المستشفيات في المدن والتي وصفها بانها لا تفي بالغرض نتاجا لشح الموارد الممنوحة لها، واصفا ان معظم مناطق الريف في الولاية هي مناطق بلا ماء صالح للشرب، هذا بالاضافة لغياب الكوادر المؤهلة مهنياً لادارة شؤون الناس وتقديم الخدمة باعتبارها واجبا يجب ان تقوم به الحكومة تجاه رعاياها، والذين يكتوون بالدفع دون ان يجدوا مقابلا لذلك، وهو ما يؤدي لاختلال في المعادلة ما بين السلطة والشعب الامر الذي نحاول اعادة ترتيبه من خلال برامج الحزب الانتخابي في ولاية النيل الابيض ، والذي لا ينفصل عن البرنامج العام الذي يطرحه الحزب الاتحادي الديمقراطي منذ مبادرة الحوار الشعبي الشامل في اعقاب العودة التي نجح من خلالها الحزب في تفكيك الخطاب الاحادي وساهم في تراجع المشروع الحضاري ، مضيفا ان الخطاب الحالي للنظام هو خطاب الحزب الاتحادي الديمقراطي الهادف لتحقيق الآمال العريضة التي جئنا من اجلها وهي الديمقراطية والحرية والتداول السلمي للسلطة والتي تمثل هذه الانتخابات واحدة من آلياتها الا ان هنالك مجموعة من المعوقات التي تقف امامها وتحديداً في ولاية النيل الابيض حيث يمثل التناحر القبلي ثمة اساسية من سماته واصبحت القبلية هي الديدن الذي ينطلق منه في عملية الترشح او مواجهة المرشحين الآخرين، الامر الذي يهدد النسيج الاجتماعي ويقود سفينة الوطن للتراجع وكذلك الولاية، مضيفا انه في ترشيحه يحتمي بالمواطن وخدمة قضاياه، ويحمل راية الوحدة والتعايش لكافة مواطني الولاية، وقال المعتصم ان برنامجه يستهدف في المقام الاول الحالة المعيشية لمواطن الولاية والتي لن تتم الا في ظل رفع معدلات التنمية وذلك بالغاء حالة التباطؤ التي تتعامل بها الدولة مع المشاريع الاقتصادية القائمة، ودعم المزارعين باعتبارهم أس النجاح لأي نشاط اقتصادي في الولاية، ومحاولة جذب الاستثمار المحلي والعربي والاجنبي بتبني تشريعات جديدة ومن الضرورة بمكان العمل على دفع المشاريع القائمة مثل عسلاية وكنانة والنيل الابيض ومصنع ربك للاسمنت للمساهمة والقيام بدورها في عملية دعم المشاريع الاجتماعية من خلال تبنيها لأدوار ايجابية، وينطلق البرنامج في جانب آخر من ضرورة معالجات الاختلالات الاجتماعية من خلال تبني معالجات لمشاكل التشرد في الولاية معالجات جذرية ومحاولة صياغة ودعم حالة التماسك الاجتماعي الموجود وتقويته وخصوصاً في المدن الكبيرة كوستي وربك والدويم والكوة وغيرها، هذا بالاضافة لدعم مشاريع الشباب للقيام بدورهم في عملية التنمية وزيادة الدور الاجتماعي للجامعات في المنطقة والعمل على جعل اولوية التوظيف لمواطني الولاية. كانت تلك اهم الملامح التي طرحها المرشح لمنصب الوالي في النيل الابيض والتي تتواكب مع الواقع العام الذي تعيشه الولاية من حيث تدني الخدمات على كافة المستويات صحة وتعليم ومياه باعتبارها أهم المشاكل التي تواجه مواطن الولاية البسيط والذي سيتجه نحو صناديق الاقتراع يحدوه الامل في التغيير نحو الافضل، إلا ان الطريق نفسه تتناوشه مجموعة من الاشواك بعضها يتعلق بالصراعات السياسية في المنطقة وكثير منها يتعلق بالتركيبة الاجتماعية حيث ترتفع نسبة الانتماءات الاولية للاسرة والعشيرة وغيرها. ومنها ما يتعلق باشكاليات الحزب الاتحادي نفسه أو فلنسمها العوامل السياسية المؤثرة والتي تبدأ بوجود اكثر من عشرة مرشحين للمنصب، وهو الأمر الذي سيكون له الكثير من التأثيرات على وصول صوت المرشح نفسه للقواعد، كما ان الاختلاف حول ما يمكن ان نطلق عليها قوى المعارضة والتي تتحدث عن تنسيق مواقف ، الامر الذي يناقضه واقع التصرفات لهذه القوى على أرض الواقع وتصدقه مجموعة من النماذج ، من جانب ثانٍ يمكن الاشارة إلى ان حزب المعتصم يمثل واحداً من الاحزاب الفاعلة في احزاب حكومة الوحدة الوطنية والتي اعلن المؤتمر الوطني عن سحب بعض مرشحيه لصالح هذه الاحزاب وهو ما يمكن قراءته من خلال دعم رئيس الحزب جلال الدقير لترشيح البشير لرئاسة الجمهورية وهو ما يمكننا القول من خلاله ان المؤتمر الوطني في تكتيكاته السياسية دفع بالولاية لحليفه الامر الذي رفضه المعتصم بشدة بالرغم من دفع الحزب الحاكم بالشنبلي وهو محل خلاف لدى الكثيرين من مواطني الولاية ومن اعضاء الحزب الحاكم نفسه، الامر ايضاً يمكن قراءته من جانب آخر وهو تعدد المرشحين للمنصب من القوى الاخرى ومن المستقلين بالرغم من ان التسويات في قادم الايام قد تدفع بالبعض لسحب ترشيحاته، ويظل هنالك امر بالغ الاهمية وهو التنسيق ما بين التيارات الاتحادية في الولاية وتحديداً تيار الميرغني والذي دفع بمرشح للمنصب. اشار المعتصم إلا ان هنالك تنسيقا جزئيا في مدينة الدويم وبطلب من اعضاء الحزب والذي وصفه بانه اقرب للفيدرالية في التعامل مع مثل هذه القضايا دون ان يأخذ الامر أكثر من ذلك، مضيفاً انه واثق من دعم مواطني الولاية لبرنامجه الخدمي والوطني في آن واحد ، فان حدث ذلك فهو ما يسعى له وان حدث العكس سيدعم من تأتي به رغبة الجماهير وسيعمل معه لأجل خدمة المواطن في الولاية. واقع الولاية السيئ من ناحية تقديم الخدمات في ظل تنامي الصراعات العرقية والاثنية والسياسية والعدد الهائل للمرشحين لمنصب الوالي يجعل العملية اكثر صعوبة فمن يكسب رهان الانتخابات والخدمات؟.