وصلتني رسالة من الاستاذ عبدالله عبد الرحمن عنوانها اوقفوا جريمه الانفصال، عبارة عن مقال ممزوج بالمرارة يتحدث فيها عن مشكلة الانفصال وهى مشكلة ولكن وصفها بأنها كارثة يعتبر وصفا ايجازيا .قلت في مقال سابق بانى لن اتحدث في السياسة لاسباب كثيرة ولكن الحديث في هذه القضية تحديدا اعتبره امرا وطنيا فمنذ ان افقنا على هذه الدنيا وخارطه السودان الجغرافية لها شكل مميز ارتبط بعقولنا وقلوبنا حفظناها عن ظهر قلب خاصة نحن العائشون في الاغتراب، فقد كنا نتشبث بكل مايربطنا بوطننا الحبيب .كارثة عندما نستيقظ صباحا ونجد الخارطة تغيرت كأنما ننظر الى المرآه وقد بتر احد اعضائنا كيف سيكون الاحساس وقتها انكمشت الخارطة شوهت لهذا الحد .أنت وأنا والكثيرون ممن اعرفهم لهم نفس المشاعر .مشاعر الوحدة نحن من عامة الشعب اناس وطنيون فقط وهذا يكفي .سؤال في هل المؤتمر الوطني يمثل كل اهل الشمال ، هل جميع من في الحزب يؤيد قرار الانفصال ، هل الحركة الشعبية تمثل كل اهل الجنوب .قطعا لا وقع الشريكان اتفاقية نيفاشا تحت ضغوط عالمية نعم ولكن اين نحن .في التاريخ القديم حدثت أخطاء في حق اخواننا الجنوبيين تعرضوا للظلم وللتهميش لتفاصيل اخرى لن نستعرضها حتى لانجدد فتح جراح الماضي .ماذا فعلنا نحن كأجيال جديدة لاصلاح آثار مامضى لاشئ ، ولكن الى متى سيدوم دور المتفرج، يعتقد البعض من اهلنا في الجنوب ان خيار الانفصال افضل لهم فهو يمثل لهم الحرية والخلاص لكن اي خلاص هذا في استعمارهم الجديد ونهبهم من دول الجوار بكافة الاساليب وغزوهم بالوافدين عليهم لاحبا فيهم انما لاستنزاف ثرواتهم .ليس مايهمنا كشماليين ثروات الجنوب هناك امكانية لوجود بدائل ثروة في الشمال مع المناخ الآمن في الشمال .نتحدث من حس وطني علينا التعقل على حد سواء نغض الطرف عن المصالح الآنية الخاصة ونسعى نحو المصلحة العامة أن ننظر لوطننا المتعب ، لقد تفننا في القاء اللوم والمسؤولية على التدخل الاجنبي ننسى او نتناسى واجبنا لان ذلك بالطبع اسهل ليستريح ضميرنا وينام قرير العين ونظل نحن المتفرجين ونختار لانفسنا في اي صف نجلس لتكتمل متعة المشاهدة .لم ننظر يوما لمشكلاتنا على اننا جزء منها، بذر المستعمر بذور الشقاق وعاوناه في رعايتها حتى تطاول الزرع وكاد ان يخنقنا .مصير ابناء الجنوب المسلمين ماذا سيكون عليه اذا وقع الانفصال .جنوب السودان هو بوابته على افريقيا لنشر الثقافة .هذه رسالة لكل وطني ذي حس سليم ووعي قومي بعدم اقتراف جرم وغلطة لن تغفرها لنا الاجيال القادمة لانهم ايضا لم يفوضونا بتأييد الكارثة .سعدت كثيرا برسالة اخي عبدالله فقد اشعرتني بأنني لست الوحيدة التي مع خيار الوحدة .كل من شهد هذه الكارثة ولم يتصدى لها حتى ولو بلسانه سيظل مكبلا بهذا الجرم على مدى ايامه وتوالي سنينه.