بسم الله الرحمن الرحيم بقلم: د. عادل الخضر أحمد بلة جامعة الجزيرة * عضو هيئة جمع الصف الوطني * [email protected] (1-3) الفكرة: في هذه المرحلة الدولية الإنتقالية المضطربة .. إن قدر الشعب السوداني أن يأتي "بالنموذج" لا "بالممكن" .. ما كانت وليست هي الآن ولن تكون مشكلة السودان في: من يحكم؟ .. المسألة في: ماذا يراد تنفيذه؟ وكيف ينفذ؟ ثم كيف يحكم السودان؟ .. إذا تم التوافق علي ذلك فلن تكون مسألة من يحكم إلا ملحآ للديمقراطية .. السودان (الدائرة الأولي) من مركزه الخرطوم يخف الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني كلما إتجهت نحو الأطراف .. هذه الأطراف محاطة بتسعة أقطار (الدائرة الثانية) وكل منها محاط بدائرة (مجملها يمثل الدائرة الثالثة) .. تتأثر الدائرة الأولي بكل ما يحدث في الدائرتين الأخيرتين .. ولذلك يكون التأثر في الأطراف أشد من المركز .. فكانت سياسة شد الأطراف .. من جانب آخر فالقول بأن حزب أو حتي إئتلاف حزبي يحكم السودان يستطيع أن يفرض رؤيته وحدها هو قول غير عملي لأنه يحتاج للآخرين داخليآ علي الأقل عند الشدة .. والقول بنهضة السودان منفردآ في ظل الأوضاع البائسة الحالية لدول الجوار وجوار الجوار هو تنظير غير عملي ... وعليه فبدون "توافق وطني حقيقي" لا يمكن أن تكون للرؤية الوطنية المستقبلية أي إمكانية للقبول والتنفيذ والإستمرارية لا داخليآ ولا إقليميآ ولا دوليآ (الدائرة الكبري) .. فخلافآ للتجمعات الحالية كالإيقاد مثلآ .. فالفكرة هي النهضة المشتركة والمتزامنة للثلاثة دوائر الأولي (بتوسيع مفهوم الجبهة الداخلية ضمآ للأطراف) بتفهم ودعم الدائرة الكبري. المقدمة:بالنظر للوضع الراهن في السودان فمن زاوية النصف الفارغ هناك رأي يقول: يلاحظ قوة الدولة في المركز وضعفها كلما إتجهت نحو الأطراف (سياسيا..إقتصاديآ ..أمنيآ) .. ويقول أن هنالك فرق كبير بين: أمن الدولة والدولة الأمنية .. ويقول أن الدولة الآن أمنية بالكامل وبكل ما تعني الكلمة من إستحواز في جانب وإقصاء للآخر في الجانب الآخر مما يقود بالضرورة لكل نتائج التصرفات قصيرة النظر ويقود بالضرورة أيضآ لديكتاتورية الفرد أيآ كان موقعه .. ويقول أن أهل المؤتمر الوطني يستحوذون علي أي منفعة والسواد الأعظم من الشعب لا يعرف كيف سيسير قوت عياله ليوم الغد .. ويرون أنه وحتي من يأتي للوطن بخير يؤخذ منه الخير ويلفظ هو فعاد البعض لغربتة .. ويقول ومن أراد التغيير من الداخل سيتغير هو فقط .. ويزيدون بأنه وحتي قول أهل المؤتمر الوطني بأهمية مشاركة الجميع هي لتدجين مقررات أي لقاء (مؤتمر أهل السودان مثلآ) أو أي وضع سلبي يواجههم (أوكامبو مثلآ) لمصلحة المؤتمر الوطني كمصلحة حزبية ضيقة ومؤقتة .. يقول أصحاب هذا الرأي أن أهل الحكم الآن يسيرون الأمور بعمل اليوم باليوم .. لذلك يرون أنه ولمثل هذه الأسباب أصبح معظم الشعب يختار مصاطب المتفرجين. في المقابل فبالنظرللنصف المليان تجد إنجازات مقدرة: إتفاقية السلام (فإضافة لفوائدها الكثيرة فعلي الأقل بدلآ عن إقتتال الإخوة أصبحت مشاكسة وفي بعض الأحيان) .. وجاز الجاز.. ثورة تعليم عالي .. مشاريع تنموية ضخمة ومهمة الخ .. ومع ذلك تجد إعترافآ بأن ما أنجز يحتاج لتجويد كثورة التعليم العالي مثلآ .. وتجد إعترافآ بخطأ الإنقلاب ووجوب مشاركة الجميع في طريق التحول الديمقراطي والتنموي إستشرافآ لمستقبل يأمله الجميع .. حتي لو كان في ما قيل عن النصف الفارغ كثير أو قليل من الصحة في الفترة السابقة فالشاهد أن من أنجز هذه الإنجازات هم أفذاذ بلا أدني شك .. وإن الجلوس للتفرج غير صحيح والوطن يمر بهذه المرحلة الحساسة .. هذا يستوجب من الجميع الأخذ بالنصف الملئ والسعي بهم ومعهم للمأمول .. ولذلك وفي ظرفنا الحاضرماذا بإمكاننا أن نعمل؟ .. عليه سأعيد هنا محاولة المساهمة : مشكلة السودان الآن هي: ماذا يراد تنفيذه؟ وكيف ينفذ؟ ثم كيف يحكم السودان؟ وأخيرآ من يحكم السودان؟ النقطة الأخيرة ما كانت ستكون ذات بال لو تم التوافق علي النقاط الثلاثة الأولي .. الأمور عندنا ما زالت مقلوبة والعراك الحالي حول قانون الإنتخابات كان سيكون أكثر موضوعية لو تم التوافق علي النقاط الثلاثة الأولي .. علي كل حال هذا هو واقعنا فماذا نحن فاعلون؟ من أهم ما يمكن الإستفادة منه من الماضي هوغياب الرؤية المستقبلية .. فلو قام آباء الإستقلال بالتخطيط والتنفيذ للجيل القادم بعد 50 عامآ لكان الوطن في موقع آخر الآن .. لم يحدث ذلك .. إذن لماذا لا يتم ذلك الآن؟ بمعني وجوب التخطيط والتنفيذ للأجيال القادمة بعد 25 عامآ مثلآ ووجوب (مشاركة الجميع) تخطيطيآ وتنفيذآ. عليه:من هو المستفيد من الخطة الإستراتيجية؟الإجابة هي : هو المواطن السوداني الذي سيتم الحمل به في الدقيقة الأولي بعد 25 عامآ.الأساس الذي بني عليه هذا التعريف هو المثل الشعبي ""ما أحلي من الجني الا جني الجني".. فمنذ لحظة التأكد من حمل أول مولود يصبح هذا المحمول هو السيد وتصبح الأم والأب والجدود والحبوبات موظفين أو عمال همهم تسهيل حياة هذا السيد او هذه السيدة .. وعليه فالمأمول هو أن نرفع هذا العبء عن أي أبوين أوجدين .. ليصبح هذا همآ عامآ.. وهو مبتغانا من هذا التخطيط والتنفيذ .. الفكرة كما ذكرتها في مقال بجريدة الرأي العام وSudanile في ديسمبر 2005 هي: في كل موضوع يتم تحديد الهدف الذي يتمني الوصول إليه ثم الرجوع لنقطة الصفر (النقطة الحالية) ومنها يتم تقسيم الهدف لخمسة مراحل (25 عامآ علي 5 ..5 مراحل إذا كانت الإنتخابات بعد كل 5 أعوام)المأمول أن ينظر المؤتمر لوطني وباقي الإئتلاف الحاكم الآن لهذا "المؤتمر الجامع" أو"مؤتمر أهل السودان 2" بنظرة عميقة لأن مردوده سيوحد ويقوي الجبهة الداخلية وهو الطريقة الوحيدة والفاعلة لفعل ذلك ..إن هذا المؤتمر مأمول عليه التخطيط ومتابعة التنفيذ للتوافق علي الإطار العام .. وتكون في نهايته هيئة إستشارية (دار الحكمة) لإبداء النصح فيما يستجد.. تكوين هذه الهيئة يستوجب أولآ: أن يكون علي قمتها بعد إنفضاضه عدد قليل من الكفاءات العالية للتنسيق مع مراكز البحوث الخاصة والعامة والرأي الشعبي .. وثانيآ: أن تكون مستمرة لل25 عامآ القادمة تسلم عندها الراية "لخاصة" ذلك الزمان. المعلوم أن لكل وظيفة مهام ومتطلبات .. يختلف الموظفون أصحاب نفس المؤهلات في أداء نفس المهام بإختلاف قدراتهم الإبداعية .. لبناء نظام متوافق عليه ويضمن إستمراره لا يختلف وضع الأحزاب السياسية عن هذا المفهوم .. فالشعب كل الشعب بخاصته وعامته هو من يحدد المهام في شكل الإطار العام .. ثم يفتح باب التقديم والتنافس علي أداء الوظيفة للأحزاب -في شكل إنتخابات- كل حسب مفاهيمه وقدراته الإبداعية .. وهنالك محاسبة يتبعها إعادة التعيين أو إنهاء العقد وهو ما يقوم به صاحب الحق وهو الشعب كل الشعب .. بهذا الفهم تصبح اللجنة الدائمة للتخطيط ومتابعة التنفيذ للإطار العام (دار الحكمة) أمر مهم لقفل أبواب: الإستحواز والإقصاء من جانب وإزالة آثار من سبق في الإحتمال الآخر .. كما أن بها لجنة عسكرية/أمنية عن طريقها ستشارك القوات النظامية في شؤون الدولة .. علي أن يكون مهمة المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي الحالي للإطار الخاص فيما يخص الجانب التنفيذي داخل الإطار العام بشرط أن يكون هذا المجلس فنيآ وألا يكون حزبيآ .. وعليه سيختار الحزب أو الإتلاف الحزبي الفائز – عند الإختيار لتنفيذ أي مشروع مثلآ - أيآ من الخيارات العلمية المطروحة من هذا المجلس .. وعليه ستكون هنالك إستمرارية في التنفيذ ومتابعة علمية لما ينفذ بغض النظر عمن يحكم .. وحتي نصل ليوم نطبق فيه هذا الأمل فليس من المستغرب أن يكون الأداء متذبذبآ ونتيجة لردود أفعال داخلية وتوجس مما سيأتي به الخارج .. في ظل ظروفنا الحالية كل ما سيأتي به الخارج لن يكون مستغربآ وسيجد له التبرير المقنع حتي من قوي داخلية .. وداخليآ الجبهة هشة لأن كثيرآ من قواها يعتقد أنه مقصي عمليآ وكثير من المواطنين هم أعضاء في المؤتمر الوطني لأن هذا هو السبيل الوحيد للمصلحة الشخصية أو حتي مصلحة القرية أو المنطقة. الآن ستأتي إنتخابات .. هذا الشعب صاحب الحق لا يقرر ما يجب القيام به أو الحدود التي يجب العمل خلالها بل يملي عليه الإختيار بين زيد أو عمر ولا مفر من أن يختار وسيحتفل الفائز لإقناعه نفسه أنه فاز بثقة الشعب .. والشاهد أن الشعب وليقينه من أن مصالحه الشخصية ومصالح من حوله لن تقضي إلا بالإنضمام لهذا الحزب الفائز فسيصبح الكثيرون أعضاء فيه .. بمعني بدلآ عن أن يحدد الشعب الإطار العام وهو من يختار وهو من يحاسب يصبح الحزب مكان الشعب فهو من يحدد الإطار العام والخاص وهو من يختار وهو من يحاسب .. وعندها ليس غريبآ أن يصبح الشعب عمليآ "فراجة" ".حتي لو كان كل ذلك هو الحاصل فعلآ أليس من الحكمة ولدوافع وطنية بحتة تفسير الوضع بأن الظروف هي التي أملت علي المؤتمر الوطني مثل هذه التصرفات .. وعليه فالواجب الأخذ بما تيسر من إيجابيات والسير بها للأمام؟ هناك إعتراف من المؤتمر الوطني بخطأ القيام بالإنقلاب والرغبة في مسيرة ديمقراطية .. من هنا ليبني معهم الجميع المشوار وليساعدوهم: فليظلوا هم في الحكم – متي فازوا في الإنتخابات- فقط المطلوب أن يشارك كل الشعب في وضع الإطار العام الذي يريد وهذا حقه .. إنجاز هذا الإطار العام لن يتم في مؤتمر لعدة أيام أو شهور .. هذا عمل يحتاج لمشاركة كل الشعب بالرأي ولعقول تصيغه مع ما لديها من أفكار ثم يتفرغ عدد مقدر من هذه العقول في كل الميادين لمتابعة تنفيذ الأحزاب ودعمها بالرأي متي ما كانت هنالك حاجة .. تنبثق عنه دار الحكمة وهي جسم لا يتبع لحزب سياسي وفيه لجنة تنسيق عليا ولجان سياسية .. إقتصادية.. ثقافية .. إجتماعية الخ وعسكرية\أمنية .. ومن خلال الأخيرة يكون مشاركة القوات النظامية في كافة أمور الدولة وبالتالي لا مبرر لقيام بعضهم يومآ بإنقلاب عسكري .. هذه الهيئة مناط بها الإطار العام وداخله ليبدع كل حزب حسب رؤاه .. الشيخان د. الترابي والسيد الصادق المهدي وأمثالهما –كمثال- لا يختلف إثنان في انهما مفكران بمستوي دولي وواقع الحال ان إرتباطهما الحزبي قلل او أنهي العطاء العملي المرجو منهما للجيل القادم بعد 25 عامآ .. الأعمار بيد الله سبحانه وتعالي .. ولكن إذا أصبحنا يومآ ولم نجد هذه العقول النيرة "فالفرقة بتباينا" .. ليمد الله في اعمارهما وأعمار أمثالهم .. لن أمل التكرار في أني أري – بموافقة ودعم الشعب والحكومة- أن تتنازل مثل هذه العقول عن قيادتها لأحزابها الحالية وتتفرغ هي مع أمثالها من غير المنتسبين سياسيآ لعمل فكري لمصلحة الجيل القادم بعد 25 عامآ.عمومآ .. أولآ: دار أو بيت الحكمة أو المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي سمه ما شئت - كجهة لإدارة التخطيط للإطار العام والتنسيق ومتابعة وتقييم التنفيذ بعد إنفضاض المؤتمر- هي جهة إستشارية ولكن يجب وضع تصور مقبول لعلاقتها بمؤسسات الدولة (الرئاسة – البرلمان - القضائية) .. وإلا ذابت بلإقصاء والإهمال المتعمد مثلآ .. أهم فؤائد هذه الخطوة هي إستمرارية البناء وعدم تكرار "إزالة آثار من سبق".. ثانيآ: حتي من قبل البدء في مؤتمر التوافق هذا تقوم اللجنة الإعلامية بالجهد الأساسي لإستقطاب تفهم ودعم الشعب السوداني والأسرة الأفريقية والعربية والإسلامية والدولية .. وهذا يستدعي أن تكون من الكفاءات القومية في الإعلام والتنمية والدبلوماسية: مثلآ السادة: علي شمو ومحمد إبراهيم الشوش ومنصور خالد وبونا ملوال وإبراهيم دقش .. فداخليآ وإقليميآ ودوليآ هم يعلمون من يخاطبون؟ وكيف؟ ومتي؟ .. والتفهم والقبول لهذه الفكرة داخليآ وإقليميآ ودوليآ وقبل بدء المؤتمر مسألة غاية في الأهمية .. كما أن هذه اللجنة هي التي ستكون الناطق الرسمي بإسم دار الحكمة ولل 25 عامآ القادمة. فيما يلي فكرة عن هذا التصور:ولنبدأ بالدائرة الكبري ثم الجوار ثم الوطن ... (2-3) أولآ: الدائرة الكبري (الدولية) رغم العقبات الناتجة من عوامل داخلية وخارجية يريد الشعب السوداني لوطنه أن ينهض موحدآ ويكون عضوآ إيجابيآ في مقدمة الدولة الفاعلة مشاركآ لغيره؟ ولكن: كيف؟للسودان إنتماء عربي إسلامي إفريقي وإنساني .. لذلك يتأثر مباشرة بما يجري في الشرق الأوسط وفي إفريقيا بشكل مباشر. حاليآ: لماذا كل هذا الإضطراب الحادث في العالم؟ وما هو مآله؟ وما هي إنعكاساته علي الوطن؟ وكيف يمكن وضع السودان في المقدمة؟ .. الدور الإسرائيلي في زعزعة الأوضاع في السودان: في الجنوب أو دارفور مثلآ كان واضحآ منذ البداية .. وشهد بها شاهد من أهلها أخيرآ فقد إعترف بها المسؤول الإسرائيلي كما نشر أخيرآ .. وخذ أمثله لما يمكن أن يأتي قريبآ: الشاهد أنه حتي لو ساهموا في إنفصال الجنوب فالإنفصال لن يكون مفيدآ بالنسبة لهم لو تبعه إستقرار.. فلن يكون الجنوب بالنسبة لهم أفضل حالآ من يوغندا الآن .. ما يعني أن المطلوب لديهم أن يكون الإنفصال جزء من نار ستشتعل .. مثلآ: هل أدت دارفور إليهم كثيرآ مما كان مطلوبآ منها .. وفتحت ما سمي ب "غزوة أم درمان" الشهية لتكرارها بطرق أخري .. مثلآ يبدأ التنفيذ في غيرها كجبال النوبة ثم تتجه نحو الخرطوم وأثناء إشتعال النار نحو الخرطوم يتم فصل أبيي عنوة وإعلان إنفصال الجنوب من جهة واحدة إذا دعت الحال؟ .. هل مثل هذا السيناريو يمكن أن يفسر ترويجهم لإحتمال إنفصال الجنوب من جهة واحدة؟ .. هل هذا يحقق لهم الحصول علي العصفورين هنا: إنفصال متبوع بعدم إستقرار وتشظي؟ .. هل هذا يمكن أن يفسر تكدس السلاح في الجنوب وحمولة سفينة القراصنة؟ .. ليس بالضرورة معرفة أهل الجنوب بذلك ففي دارفور أعترف بدورهم مؤخرآ .. أتوتر في الجنوب والغرب والشرق وأوكامبو لجهجهة من يدير الحكم؟ .. عمومآ لماذا هجمة "القوي الدولية" علي السودان ومحاولة زعزعته وتقطيعه وكيف الخلاص من مثل هذا ومن غيره؟ .. للمساهمة في الإجابة علي هذا يتطلب الأمر بعض الخلفية: الشاهد أن مشكلة فلسطين لن تحل قريبآ: أولآ: الواقع أن إسرائيل وبعد قيامها ب60 عامآ ما زالت هي دولة بلا حدود .. ما يعني عدم إستقرار .. وإنعكاسه علي السودان. ثانيآ: قامت دولة إسرائيل عام 1948 .. ورغم شعار "شعب بلا أرض لأرض بلا شعب" الذي قامت عليه الدولة فقد كانت هنالك دولتان لشعبان حسب قرار الأمم المتحدة الذي نشأت بموجبه إسرائيل .. لذلك هنالك رأي يقول أنه لو كانت إسرائيل قد قامت علي أسطورة وخرافة فإن الهدف الذي يريدون الوصول إلية هو أيضآ أسطورة وخرافة .. يضربون مثلآ بأن الإسرائيليين يتخيلون أنهم ضمنوا هذه الحدود ولذلك يستمر العدوان والإضافة: فحدود 48 مرت بعام 1956 ثم أضحت حدود 1967 .. ثم زادت المستوطنات بظن أن بإمكانهم قهر الآخر نهائيآ وبأمل فرض الدولة اليهودية ..في مقابل هذا المتخيل يري أصحاب هذا الرأي أنه وفي الوقت الذي يتوهم فيه الإسرائيليون أن دولتهم قاب قوسين أو أدني من مشارف مصر والأردن فالواقع المر في المسألة بالنسبة لهم أنه علي الأقل فإن ما يزيد علي البليون ونصف فرد ما برحوا أصلآ كفر قاسم ودير ياسين وما قبلهما .. أي هم في حدود ما قبل 1948 (فعل ورد فعل) .. وعندما يحين الوقت فالمسألة في منتهي السهولة في تقدير أصحاب هذا الرأي: فإن كانت إسرائيل لم تنفذ أكثر من 40 قرارآ دوليآ ففي الوقت المناسب سيكون علي الجانب الآخر عدم تنفيذ قرار أممي واحد فقط وهو القرار الذي نشأت بموجبه دولة إسرائيل .. ويدعمون حجتهم بإمكانية تحقيق ذلك يومآ م بهلامية وضع دولة إسرائيل فهي دولة بلا حدود .. ويزيدون بأنه ورغم أن المشكلة عربية\إسلامية (للأرض والمسجد الأقصي وبالتالي فهي قومية\دينية) فالإسرائيليون لا يريدون الجانب الأخير لخوفهم منه ويظنون أن بإمكانهم تغيير دين الخلق .. ويضيفون بأن المشاعر الشعبية القومية والدينية والإنسانية العالمية العارمة مع أحداث غزة الأخيرة خير شاهد علي ما يقولون .. بإختصار مفيد يرون أن الواقع اليوم تم لهم وهم في أقوي ما يمكن تخيله في مقابل أضعف ما يمكن تخيله في الجانب الآخر .. كيف يكون الحال عندما يحصل تبادل الأدوار: والأيام دول .. ما يهمنا الآن أنه لن يكون مستغربآ إذا واصل تفجر الأوضاع وعدم الإستقرار. ثالثآ: أصحاب هذا الرأي يتساءلون أيضآ: هل تخدم الأمم المتحدة أمم العالم أم إسرائيل؟ وهل الشعب الأمريكي تحت الإنتداب الصهيوني؟ وأوروبيآ أيضآ؟ .. مثلآ: هل خدم توني بلير ومازال يخدم شعبه أم كان وما زال موظفآ لدي "القوي الدولية"؟ .. لقد وصلوا للقمة ومع ذلك لا بادرة أمل في عيشهم في سلام في هذه المنطقة ويتسآءل أصحاب هذا الرأي: إلي متي سيستمر هذا الحال؟ ويجيبون بأنه لن يطول لأن من يحكم أخيرآ هي الشعوب وليست الأنظمة .. ولذلك تجد لديهم الحماس في مقاومة هذا الوضع .. وهذا يعني أن الأمور ستكون متوترة في المدي المنظور.. وهو ما يعنينا في هذا الموضوع الآن. رابعآ: يري أصحاب هذا الرأي أنه وفي 1998 ارسلت مجموعة رسالة للرئيس كلينتون لضرب العراق لوجود أسلحة الدمار الشامل ولم يطاوعهم الرئيس كلينتون .. الرسالة وكتابها موجودة في النت .. ثم أنتخب الرئيس بوش ولأنه يبدو أن غزو العراق كان هو الهدف من دعم "القوي الدولية" له في الإنتخابات فقد تولي نفس كتاب الرسالة إياها المناصب أياها ونفذوا الغزو .. فإذن لا 11 سبتمبر ولا أسلحة الدمار الشامل كانت هي السبب .. لذلك يري أصحاب هذا الرأي أن الآمال المعقودة علي الرئيس أوباما أيآ كانت قناعاته فمجال الفعل لديه محدود للغاية .. ولذلك يتساءل أصحاب هذا الرأي: الآن هل كل المطلوب من الرئيس أوباما هو أولآ ضرب إيران ثم إزالة آلة باكستان النووية .. إن كان كذلك فهل ينفذ الأمر؟ بهذا الفهم وكسؤال جانبي: متي ستحتل الولايات المتحدة (وليس إسرائيل) لبنان؟ .. ببساطة يتساءلون: هل يعقل أن كل الوحشية التي سادت غزة الأيام السابقة هي فقط من أجل إيقاف صواريخ القسام؟ .. لماذا النيتو بجلالة قدرة يتحرك لحراسة صواريخ محلية وبدائية الصنع؟ لماذا درع صاروخي أمريكي في أوروبا؟ لماذا يحول الجيش الأمريكي من العراق لأفغانستان؟ هل كل هذا من أجل الإقتراب العملي من باكستان ووو تطويق إيران: الجيش الأمريكي والنيتو في أفغانستان (بإدعاء محاربة القاعدة) ثم نفس الجيوش من جنوب إيران مرورآ بالبحر الأحمر وحتي لبنان (بإدعاء منع الصواريخ من دخول غزة) .. وسفينة حربية فرنسية تقترب من غزة لتحمي إسرائيل: هل إسرائيل في حاجة لهذه الحماية أم الحاجة في أن يكون النيتو بقربها؟ وووولماذا؟ ... في المقابل إن لم يكن الحال كذلك فالبديل أن يكون حوارآ فقط مع إيران أليس كذلك؟ ولكن ألم يقولوا بأن في إستطاعة إيران الوصول للقنبلة النووية في سنوات قليلة وأنهم لن يسمحوا لها بذلك؟ .. خياران أحلاهما مر إذا ضربت أم لم تضرب إيران .. وكله سينعكس علي أوضاعنا الداخلية شئنا أم أبينا.ما يهمنا هنا هو: بغض النظر عن الأساس الذي إستندت عليه الحكومة حينها فإن موقفها –رغم أنه كان شفهيأ- من غزو الكويت قد أنعكس سلبآ علي السودان .. لذلك فإذا كان فيما ذكرت أعلاه كثير من التشاؤم فالأجدي والأنفع التحوط الجمعي لما هو أسوأ من هذا .. الأجدي التحوط لإنعكاس كل هذه الإحتمالات السيئة علي السودان؟ وهل سيكون الوضع الدولي خلال ال25 سنه القادمة (الخطة الإستراتيجية) أصعب مما هو عليه الآن؟ إن كان كذلك فإضافة لأوكامبو مثلآ: هل وجود القوات الأمريكية والنيتو في البحر الأحمر سيكون له دور في السودان كقطع تصدير البترول وضرب المرافق الحيوية كما أقترحت سوزان رايس وآخرين من قبل؟ .. وهل سيتم فصل دارفور ولزقها بتشاد كما رأي آخرون .. إذا رأي البعض فيما سبق تهويل للسالب فالحكمة تستوجب إفتراض الأسوأ من هذا ووضع مايدرأ الضرر. مجمل القول في أمر الدائرة الكبري:أولآ: ان المرحلة الدولية الراهنة هي مرحلة إنتقالية وبداية رجوع الوضع الدولي برمته من آحادي القطبية نحو التعددية .. والأمم المتحدة ما عادت منظمة لرعاية شؤون الأمم المنضوية لها .. و سيادة حكم القانون الدولي أصبح "حجوة" .. هناك بداية لتثبيت مفهوم العولمة (السياسية والإقتصادية) وبداية تغير مفهوم السيادة الوطنية وتجيير ذلك لمصلحة "القوي الدولية".. هناك الحروب الإستباقية وغزو العراق .. ومحاولة فرض "الذات المهيمنة" بقوة الآخرين تطفلآ .. أصبح هناك تساؤل واضح عن: من تخدم الحكومات الغربية: شعوبها أم "القوي الدولية" .. هناك تفكك إقليمي ومحاولة الهيمنة بفرق تسد: جورجيا وربما العراق وفصل جنوب السودان وما يتوقع من تفكك إقليمي إذا نفذ ودارفور ومحاولة قطعها ولزقها بتشاد .. وهناك إزكاء الصراعات الداخلية ومبدأ "سهر الجداد ولا نومه" ... الخ.. كل ذلك مع الكارثة الإقتصادية الأخيرة أصبح وضع الولايات المتحدة كثير الرهافة .. أي محاولة لجرها مرة أخري في حروب أخري كإيران أو أفغانستان أو لبنان أو السودان سيضعها في موقف شديد التدهور .. في المقابل فهذه الحروب "إيرانوأفغانستان وحزب الله" هي أساسية في عقلية "القوي الدولية".. ولذلك لن يكون من المستغرب أن يكون الوضع الدولي في الأعوام القادمة شديد السوء.ثانيآ: أفريقيآ هل ما زالت الأمبراطوريات القديمة (مثل فرنسا وبريطانيا) لديها عدم إهتمام ومعرفة بأن شعوب القارة الأفريقية ما عادت تستسيغ الهيمنة والإفقار وإزكاء الصراعات الداخلية لإستمرار الأوضاع المأزومة؟ .. في أفريقيا: لهذه القوي مصالح تخشي فقدها .. في المقابل لأي مدي يلعب الدور الإزاحي الأمريكي في خلخله القوي الإستعمارية القديمة كفرنسا للأوضاع المحلية كإثبات وجود لذاتها مثلآ هل كان لفرنسا دور فيما سمي ب "غزوة أم درمان"؟ لأي مدي يلعب دور "القوي الدولية" في تنسيق أدوار هذه القوي؟ .. رغم ذلك فالشاهد أن الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبية ودول أخري لها مصالح إستراتيجية في المنطقة .. في المقابل ورغم ذلك فالشعب السوداني في حاجة لعلاقات إيجابية معها جميعآ .. ولذلك فإضافة لما ذكر آنفآ فالشاهد أنه ورغم إعجاب الشعب السوداني بإنجازات الشعب الأمريكي فالتخطيط والتنفيذ للعلاقات مع الولايات المتحدة مثلآ في حاجة لجهد الجميع: فالعداء يسمي بمحور الشر .. وبمحاولة إستقلال القرار تصنف الدول كدول متمردة .. والصداقة أمرها أغرب ومثالآ: رئيس الكونغو يصبح رئيسآ للوحدة الأفريقية في إجتماعها في الخرطوم لأنه صديقهم كما قالوا وقتها في حين أن خيرات بلده منهوبة وأهله في أسوأ حالات الجوع والمرض والجهل والإقتتال .. إضافة لذلك لا يجب إستبعاد عقبات أخري في طريق العلاقات السودانية الامريكية مثل: إستخدام الولايات المتحدة للاستثمارات كوسيلة ضغط سياسي مثل انسحاب شيفرون الفجائي .. وإمكانية تجميد الارصدة الناتجة عن الاستثمارات معها في أي وقت وبالتالي يصبح الاستثمار معها سيفا مسلطا علي السودان بدلا عن أن يكون مصدر قوة له .. وإستخدام المنح (العطية) كوسيلة للتدخل في الشؤون الداخلية .. فبعد أن تصبح الهبة أو المنحة جزءا من الميزانية تتدخل الادارة الامريكية في الشؤون الداخلية بحجة أن المنحة هي أموال دافع الضرائب الامريكي... ولذلك حتي قبول المنح أو الهبات بها ما يخيف .. وتستخدم جزء كبيرا من أموال المنح كمرتبات لخبراء وموظفين امريكيين ... يكون من الممكن إيجاد سودانيين في مستوي كفاءتهم ... وبالتالي تكون الفائدة الحقيقية ضعيفة .. لمثل هذه العوامل مجتمعة مال ويميل الشعب السوداني للتعامل مع الصين مثلا رغم علمه بقلة جودة التكنولوجيا ..من كل ما تقدم - ولتحقيق وضع مستقر ومستمر- هل يمكننا إتخاذ ما بين ذلك سبيلا .. فالولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبية ودول أخري لها مصالح إستراتيجية في المنطقة .. ويجب ألا تترك مثل هذه العلاقات للاملاءات تارة وفتح القروح تارة أخري كما هو حادث الان "أوكامبو مثلآ" .. ولذلك فبناء علاقة واضحة المعالم معها جميعآ مسألة بالغة الاهمية ... والاساس في مثل هذا العلاقة هي الرؤية الوطنية ذات المنحي الوسطي التي يجب الإجماع عليها تخطيطآ في مؤتمر يضم الجميع أيآ كان مسماه: مؤتمر جامع أو مؤتمر أهل السودان 2 أو غيره .. يتم بهذا التوافق توحيد وتقوية الجبهة الداخلية .. والذي بدونها يصبح الحديث عن النهضة تنظير غير عملي .. عليه وبمفهوم أن في كل موضوع يتم أولآ تحديد الهدف المأمول الوصول إليه ثم الرجوع لنقطة الصفر (النقطة الحالية) ومنها يتم تقسيم الهدف لخمسة مراحل يصبح من الأولويات لخبازو هذا الشأن مجتمعين تحديد: كيف سيكون وضع العالم خلال وبعد 25 عامآ؟ .. عدا ال G8 +1 كيف سيكون وضع الدول المتوسطة القوة والغني؟ ما هو الوضع الذي نريده لوطننا بين الأمم بعد 25 عامآ؟ ماهي الخطوات التي سنتبعها للوصول للهدف؟ ما هي العواصف المتوقعة وكيفية تجاوزها؟ ماهي الطرق التي سنطبقها لننحني لأي عاصفة لم تكن في الحسبان؟ الشاهد أن هذا يتطلب أولآ: مشاركة الجميع في التخطيط للإطار العام .. وثانيآ: بعد المؤتمر أن تكون هنالك لجنة دائمة - لمدة 25 عامآ- من خيرة العقول في هذا المجال (كجزء من دار الحكمة) لمتابعة مستجدات الأمور وتنسيق نتائج مراكز البحث العلمي العامة والخاصة والرأي الشعبي لإستخلاص رؤي وسياسات فيما يخص الإطار العام في هذا الخصوص .. ومثال: إذا حدث غزو جديد مثلآ فالحكومة القائمة أيآ كانت هي التي ستتصرف كما تري طالما أن تصرفها داخل الإطار العام المتوافق عليه .. وإذا كان الأمر أكثر تعقيدآ فالكل سيشارك من خلال هذه اللجنة الدائمة .. لأن ما سيتخذ ستكون له إنعكاسات علي ما تم التوافق عليه كهدف في هذا المجال للجيل القادم بعد 25 عامآ. ثالثآ: الحلقات الثانية والثالثة: وهي الدول الملاصقة للسودان وتلك الملاصقة لهاالشاهد أنه وبدأ من الخرطوم يخف الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني كلما إتجهت نحو الأطراف .. هذه الأطراف تتأثر بكل ما يحدث في دول الجوار ويكون التأثر في الأطراف أشد من المركز.. فالواقع:أن هنالك تداخل قبلي علي طول الحدود يقود بالضرورة لهجرة غير قانونية يستحيل ضبطها.أن المشاكل القبلية في دول الجوار تنعكس في الحال علي أمن الوطن.أن صراعات علي السلطة في دول الجوار أيضا تنعكس في الحال علي أمن الوطن.أن صراعات بين دول الجوار تنعكس علي إستقرار الوطن.أن غيرها من المشاكل كالمجاعات تنعكس في نزوح يؤثر علي أمن وإستقرار الوطنالنتيجة: يصعب إن لم يكن مستحيلآ تصور تطور وتنمية السودان بدون تطور متزامن لدول الجوار.المطلوب تنفيذه: أن يتم وضع التصور لتطور وتنمية السودان وتنفيذه علي أساس النهضة المشتركة والمتزامنة لهذه الدوائر.. ويتم إقناع دول الجوار بأن من مصلحتها حذو تجربة السودان للإتيان بنموذجها الخاص بمشاركة كل شعبها .. وأن تتم النهضة المشتركة وفق: القواسم المشتركة في المفاهيم والرؤي أو قريبة الشبه لبعضها.أن يتم تنفيذ هذه الرؤي في وقت متزامن ما أمكن ذلك.وأن تحدد نسبة من الدخل القومي السوداني لدعم هذا المشروع .. أن ينشأ في وسط السودان (كوستي مثلآ) مركز دولي للطوارئ: تحت إشراف الحكومة وبدعم الأمم المتحدة والأسرة الدولية .. به مطار ووسائل نقل وبه أغذية وفرق وأدوات طبية ومعدات للإطفاء وكل ما يدرء أو يقلل الأضرار الناتجة عن الكوارث .. وذلك لمساعدة الداخل وهذه الدوائر وغيرها.أن يخطط وينفذ إمتدادات لطرق المرور السريع والقطارات لربط السودان بكل دول الجوار عرضيآ السودان إثيوبيا مثلآ والسودان ويوغندا طوليآ مثلآ .. ولأن دول الجوار هذه تتأثر بما يجاورها فيربط طريق السودان وإثيوبيا بطريق إريتريا-إثيوبيا .. والكونغو-يوغندا بطريق يوغندا-السودان .. ولأن دول الجوار هذه تتأثر أيضآ بدول جوارها الأخري مما ينعكس علي إستقرار السودان فيمد طريق السودان-إثيوبيا أيضآ حتي مقديشو .. وطريق السودان-يوغندا يمد حتي بورندي .. وهكذا.يخطط وينفذ لإمداد دول الجوار بالبترول والكهرباء وغيرها والتركيز علي تنمية مناطق الحدود معها قبل تمدد المشاركة في التنمية إلي داخل تلك الدول.التركيز علي أهمية التواصل الثقافي معها كما هو حادث في المجموعة الأوروبية: ينتقل المواطن الإيطالي مثلآ من أقصي الجنوب لأي مكان في اوروبا ويقضي شأنه ويعود لداره لسبب بسيط وهو أنه طالما توفرت له سبل الحياة الكريمة في قريته أو مدينته فلماذا يهاجر .. أهلنا وأهل الجوار وفي سبيل الهجرة لدول مستقرة يموتون غرقآ وقتلآ .. في ظل الظروف الحالية ومع هذه الحدود الطويلة يستحيل تأمين الوطن ونهضته .. فقط ساعدوهم علي إستقرار أوطانهم وتنميتها. (3-3) الحلقة الأولي (السودان): ماذا يراد التوافق عليه وكيف ينفذ؟ أولآ: للجيل القادم بعد 25 عامآ ماذا نريد أن نترك له: أدولة دينية أم دولة ديمقراطية؟لأن قدر الشعب السوداني أن يأتي "بالنموذج" لا "بالممكن" .. فالسؤال هو: كيف يمكن إشباع عشم المسلمون –وهم الغالبية- مع التساوي في حقوق المواطنة مع غير المسلمين؟ .. هذه مسألة تحتاج لعصف ذهني جمعي وهدوء في التناول مع إعطاءها الوقت الكافي .. عليه المقترح أن يتم الإستمرار بما هو قائم الآن حتي يحصل إصطفاف وطني حول النموذج وأخذ موافقة كل الشعب عليه قبل البدء في تنفيذه حسب المراحل التي سيتم التوافق عليها.إذا إفترضنا أن هناك من السودانيين من يري الصواب في قيام الدولة الدينية فهناك من يراه في العلمانية وهناك مابينهما .. ولتكن مسألة شريعة في الشمال وعلمانية في الجنوب هي مرحلة إنتقالية ليتم التوافق علي "النموذج" المرضي للجميع .. في هذا الإطار وفي واقع اليوم فبالنظر لرأي وتطبيق الجبهة القومية الإسلامية فالشاهد أنه لن يكون مستغربآ إذا لم يكن كل أعضاء المؤتمر الوطني مرتاحون للنموذج المطبق الآن من الشريعة .. هذا إضافة لرأي المؤتمر الشعبي المخالف والجانب الثالث الذي نأي بنفسه عما يجري .. هذا إضافة لآراء متباينة أخري عند حزب الأمة والإتحادي الديمقراطي والأخوان المسلمون وأنصار السنة وغيرهم إذن ليتم العصف الهادئ في حوار مباشر لا عبر وسائل الإعلام وفي خطوات تتم في قاعات مختلفة في نفس المكان ونفس الزمان ولتأخذ من الوقت ما تأخذ .. ويمكن أن يتم ذلك كالآتي: الخطوة الأولي (أ): جمع الإسلاميين بكل رؤاهم في موضع واحد للإجابة علي السؤال التالي: ما هو الإطار الإسلامي المعقول عمليآ لجيل سيأتي بعد 25 عامآ لشعب غالبيته مسلمة ويضم عددآ مقدرآ من غير المسلمين؟ .. علمآ بأن شكل هذا النموذج ستستفيد منه أقليات مسلمة في دول جوار غالبيتها ليست كذلك .. وأن يكون نموذجآ مقبول دوليآ؟الخطوة الأولي (ب): جمع العلمانيين بكل رؤاهم في نفس الموضع ونفس الزمان للإجابة علي السؤال التالي: في عصر لا يفصل فيه الدين عمليآ عن السياسة: كما في الولايات المتحدة الآن وأوروبا (الحزب الإجتماعي المسيحي في ألمانيا) ويهودية إسرائيل: ما هو الإطار االعلماني المعقول عمليآ لجيل سيأتي بعد 25 عامآ لشعب غالبيته مسلمة ويضم عددآ مقدرآ من غير المسلمين .. وأن يكون نموذجآ مقبول داخليآ وإقليميآ ودوليآ؟الخطوة الثانية: جمع الإسلاميين والعلمانيين في موقع واحد للإجابة علي السؤال التالي: بالتوافق علي الورقتين السابق الوصول إليهما ما هو نموذج الدولة المعقول عمليآ للمالك الحقيقي لهذا الوطن والذي سيتم الحمل به بعد 25 عامآ – بإذنه تعالي- ؟ ثم ماهي تفاصيل الخمسة خطوات التنفيذية لبلوغ هذا الهدف؟ من المهم التذكير بأن أي طرف لن يجد كل ما يتمناه بتفاصيله ولكنه –علي الأقل – سيجد الحد المعقول الذي يستطيع بالحسني أن يطوره مستقبلآ.الخطوة الثالثة: بعد توافق هذه الصفوة أن يتم طرح الأمر علي كل الشعب ومن ثم تضمينه في الدستور الذي نأمل أن يكون دائمآ. هذا مثال لطريقة يمكن بها الوصول لتوافق حتي في أكثر المسائل حساسية وأعقدها .. وقس عليها ما عداها من مواضيع .. ففي مثل هذا المؤتمر سيتم التوافق الجمعي علي أمور أساسية كثيرة .. ثم تبسيط الامر وطرحه.. ثم متابعة الجميع له عند التنفيذ لسد النقص والتطوير. وكأمثالة لتناول اللجان المختلفة للمواضيع:. يتم التوافق أولآ علي رؤية مشتركة تمثل الحد الأعلي المراد الوصول إليه في كل موضوع (مشاريع التنمية – حريات – الإنتخابات الخ) .. ثم تحدد أولويات التنفيذ داخل هذا الموضوع .. ثم للتنفيذ وإبتداء من الحالة الراهنة لكل موضوع يقسم الموضوع لخمسة مراحل تنفيذية .. كأمثلة: الحريات: من السهولة بمكان القول والمطالبة "بإطلاق الحريات" مثلآ .. ولكن ماهي الحرية؟ ما أنواعها؟ ماهو المدي المطلوب الوصول إليه بعد25 عامآ؟ ثم ما هي الحالة الراهنة لكل نوع؟ ثم كيف يمكن الوصول بها تدريجيآ لذلك الهدف .. بعد المؤتمر والتوافق فخلال ال 25 عامآ التاليه تواصل اللجنة الدائمة في هذا الشأن في تلقي الإقتراحات المستقبلية وتقيم التنفيذ وتوصي بالتطورإن جد جديد ليتم التوافق عليه. حقوق الإنسان: لجيل قادم بعد 25 عامآ لماذا لا يتم التوافق علي المعروف عالميآ .. وإضافة ما هو في قيمنا مثل: تبسمك في وجه اخيك صدقة وما زال جبريل يوصيني بالجار الخ .. ثم تبسيط كل هذا وتدريسة منذ بداية مرحلة الأساس وتطبيقه عمليآ في المدارس والشارع لآباء وامهات جيل عام 2030؟ التنمية مفتاح الفرج:طرق المرور السريع والقطارات: كما ذكرت في مقال في ديسمبر 2005 فالمعروف أنه لا يمكن إحداث النهضة بدون طرق مرور سريع وقطارات .. هذه الوسائل تنقل المعدات اللازمة للتنمية وتنقل الإنتاج للأسواق المحلية والعالمية وتخلط القبائل والولاية الشمالية نموذج حي .. مثلآ طريق كوستي-ملكال-جوبا-واو .. وطريق الفاشر- نيالا- واو-جوبا- كبويتا- الناصر-الدمازين-كسلا-بورتسودان ... وطريق كوستي-الرهد-كادوقلي-أبيي-واو وطريق الناصر-ملكال-أبيي وهكذا .. مقرونة بقطارات ركاب وعفش .. مثل هذه الطرق تخطط وتنفذ حسب الميزانية المتاحة .. ولكن يمكن أيضآ طرحها للمانحين والدول الصديقة علي أن تنفذها شركات هذه الدولة ويطلق إسم هذه الدولة علي هذه الطريق مثلآ: طريق الولايات المتحدة ..طريق السعودية .. طريق النرويج .. طريق الصين ..طريق جنوب أفريقيا ..طريق البرازيل ..الخ. بمثل هذه الطريقة أيضآ سيتم رفع بعض العبْ عن الميزانية الإتحادية وميزانية الجنوب وباقي الولايات مثلآ. .. المهم أيضآ –وحسب الميزانية الوطنية- أن كل الشعب سيكون علي علم بمتي سينشأ الطريق الفلاني .. هذه مسائل صغيرة ولكنها في غاية الأهمية: أن يشارك الشعب كل الشعب وعلي الأقل أن يكون -وهو صاحب الحق- علي علم بما يجري وتوقيته. الكهرباء: في عام 1998 وعند زيارته لباريس وفي جلسة محضورة بمنزل الأخ والصديق د. التيجاني فضيل (سفير السودان بباريس وقتها) طرحت علي الأخ د. عوض الجاز (وزير الطاقة وقتها) فكرة مناقشة الفرنسيين وغيرهم في مسألة إنشاء مفاعلات لتوليد الكهرباء في السودان .. كان منطقي حينها أنه وحتي لو قامت السدود فلربما تكون كافية لإنارة المدن والقري بما فيها من ورش وغيره في هذا الوطن الشاسع .. ولكن النهضة تستوجب ايضآ الصناعة الخفيفة والثقيلة من الموارد والخام المحلي والمستورد مثلآ من دول الجوار كالكونغو .. وتتطلب قطارات للنقل وأصبحت القطارات الكهربية أرخصها وأنظفها .. وعمومآ مثل هذه الصناعة تتطلب قدر كبير من الكهرباء .. ومع تطور تكنولوجيا المفاعلات وطرق الأمان فيها فلماذا لا تنشأ محطات في غرب وجنوب وشرق السودان أيضآ وتكون مرتبطة مع بعضها حتي تتجاوز فترة أي عطل يحدث في إحداها .. ويمكن تصدير فائضها لدول الجوار هذه كتبادل.. وخبازو هذا الشأن يمكن ان يفاضلوا بين هذه والطرق الأخري كالحرارية المهم المطلوب قدر كبير من الكهرباء. الزراعةجميل أن تعتبر الزراعة (بشقيها النباتي والحيواني) بترول السودان الحقيقي وأن تجد الإهتمام من أعلي القمة السياسية .. ومن جانب آخر وفي الوقت الذي أوضحت فيه الكارثة الإقتصادية العالمية مساوئ "الخصخصة الغير مسؤولة" .. والتي أدت بالرئيس أوباما لإتخاذ "إجراءات تأميمية" .. أحسب أنه وبنفس هذا المفهوم الخاطئ يبدو أن مشروع الجزيرة الذي كفل الوطن خلال ال 50 عامأ الماضية يسير ليصبح مزارع خاصة لن تسمن ولن تغني من جوع .. ولن يكون مستغربآ أن "تزرب" كل مزرعة أو حواشة "بالكتر" قريبآ .. بل إن الموافقة علي إبعاد الزراعيين ربما يتبعه إبعاد لكل إدارة المشروع لتقليل التكلفة ولأن المطلوب لمثل هذه المزارع هو الماء فقط .. النهضة الزراعية –سادتي- تحتاج أولآ لإعادة المشاريع القائمة لعهدها الذهبي ولو تطلب الأمر "إجراءات تأميمية" .. ثم وضع خارطة علمية لكل أراضي الوطن: ماذا يراد زراعته أوإنتاجه من الحيوان؟ وكيف ؟ ودراسة الجدوي الإقتصادية تهتم بفائدة المواطن قبل المستثمر لا كما يشكو البعض الآن؟ .. فمهم أن توفر للمواطن سبل حياة كريمة ومريحة فهدف التنمية هو الإنسان وليس الربح فقط .. يشارك الجميع في التخطيط ثم إعلام وإقناع المواطن بما يجري فهو المالك. النهضة الإجتماعية والثقافية:مما لا شك فيه أن تطوير أي منطقة سيكون لها إنعكاساتها الموجبة والسالبة .. وهذا يتطلب قبل البدء في المشروع دراسة مثل هذه المسائل للمحافظة علي ما هو جميل وتقليل ضرر الآخر .. وأهمية دمج القبائل .. وأهمية المحافظة علي الثروة الثقافية بأشكالها المختلفة .. وأهمية كتابة الشعرالمحلي والحكم والأمثال الشعبية والأحاجي ..الخ .. وترجمته لللغات الدولية المختلفة .. وربط كل ذلك بالسياحة .. ويكون من الأفيد أن يكون علي رأس مثل هذه اللجنة الثقافية أعلام كالطيب صالح وأمثاله. الأحزاب والإنتخابات:الناظر لوضع السودان خلال الخمسين سنة الفائتة يخلص- كما ذكرت- إلى أن لدينا أكثر من 100 من الأحزب والتنظيمات السياسية وغالبية الشعب غير منتسب لها .. هذا إضافة لغياب التخطيط الإستراتيجي الجمعي .. وان التخطيط عموما إن وجد- فهو موضعي ولإقناع النفس وللتأمين والتهدئة والاسترضاء لأنه حزبي .. في ظروف غير التي نحن فيها الآن ستكون الإنتخابات هي آخر ما يجب التوافق عليه .. مع هذا الواقع فالمطلوب: مع هذا العدد الكبير من الأحزاب والتنظيمات السياسية ولمصلحة الجيل القادم بعد 25 عامآ كيف يساهم الجميع في تقليلها وتطويرها؟ .. والتطور في قانون الإنتخابات مرتبط بالوضع العام .. ما حدث في فلوريدا يوضح -وبعد حوالي ال 200 عامآ- أن الإنتخابات مسألة ديناميكية .. ليتم التصور المراد الوصول إليه بعد 25 عامآ وليكن ما يتم التوافق عليه الآن هو نقطة البداية. ما تقدم ذكره فقط بعض أمثلة .. والعقل الجمعي هو الأمثل المصالحة الوطنية:أن تخطط وتنفذ لجيل سيتم الحمل به بعد 25 عامآ يستوجب هذا أن تتصالح مع نفسك أولآ .. من أوجب النقاط في النموذج المأمول أن تتفتق الذهنية السودانية عن نموذج تجبر به الخواطر والضرر الحادث منذ الإستقلال وحتي الآن وتفتح به صفحة جديدة وتجربة جنوب أفريقيا خير دليل .. بهذا الأمل تصبح مسالة أوكامبو مسألة تحتاج لوقفة قصيرة هنا .. بإختصار: في هذا الظرف الدولي بتعدد معاييره فيجب عدم الخلط بين ما يستوجب فعله لنهضة دارفور والسودان عمومآ وبين ما ترمي إليه القوي الدوليه من تشظي للوطن .. بهذا الفهم فإن تسليم الرئيس – حتي لو تم- لن يفيد حتي المكائدون السياسيون له الآن لأنهم أنفسهم يمكن أن يؤكلوا به .. وأيضآ سيضر الأجيال القادمة كثيرآ .. المطلوب ليس الرئيس .. لو تغير البشير بعلي عثمان فلن يتغير الحال .. والمطلوب ليس إزاحة المؤتمر الوطني من الحكم ولو كان فلماذا أوقفوا حتي "العطية وهي حوالي 800 مليون" عن حكومة الصادق المهدي الأخيرة .. عليه وفي ظل إزدواجية تطبيق القانون الدولي فإن القول بتنازل البشير حفاظآ علي وحدة الوطن هي "ظرافة" في غير محلها .. فقط للتذكير: حينما فشل المسعي بعد إستماع صدام حسين للرأي بالسماح بالتفتيش حتي في قصره طلب منه حفاظآ علي العراق أن يذهب بأسرته لروسيا وجاء الرد: حتي لو تنازل فسنغزو العراق .. وعليه فحتي لوتغير كل الشعب السوداني حتي في دينه فلن يساعدوه ليصبح دولة متقدمة ولو كان لأصبحت الكونغو مثلآ وهي دولة شديدة الغني بمواردها وفي دينهم ولم يمنع هذا من نهبها وبؤس حالها .. فالمقصود الوطن ولو كان الأمر بهذا "اللطف" لماذا يغني الشعب السوداني الآن مزهوآ: "لما بالسيف تحدي المدفعا" .. هل أحفاد اليوم أشطر من آباء الأمس .. ما يهمنا الآن أن الأمر أكبر .. ولا يظنن أحدآ في الجنوب أو الغرب أو الشرق أو الشمال أو الوسط أن في الأمر مصلحة له .. الحل الأوحد –في تقديري- لهذا ولمثله هو التخطيط والتنفيذ الجمعي للوضع الذي يتمناه الشعب السوداني لوطنه بين مقدمة الأمم ... في هذا المؤتمر وبالشكل المقترح هنا وبعد توافق كل الشعب علي الإطار العام وتضمينه في الدستور –المرجو ان يكون دائمآ- حينها فقط سيجد كل الشعب السوداني ووفق هذا الإطار العام الإجابة علي مثل كيفية التعامل مع مثل محكمة لاهاي إن ظلت هي كغيرها سيوفآ مسلطة علي هذا الشعب أو غيرها. و ..و ..ودارفور: هل هي مشكلة دارفورية؟ أم هي مشكلة وطنية أكثر وضوحا في دارفور؟إذا تم التوافق علي ما سبق فهنالك عاملان يكون مفيدآ إزاحتهما جانبآ حتي يمكن النظر لموضوع دارفور كما هو .. الأول هو الدور الدولي السلبي وخاصة الإسرائيلي .. والثاني هوالتنافس علي القيادة داخل الحركات المسلحة (وهي من أهم وأخطر أسباب التشظي الحادث داخلها) والتنافس بين الحركات (مثل طرح حركة العدل والمساواة بأنها الممثل الوحيد) .. حب القيادة صفة عامة عند الشعب السوداني .. والحاجة لها تستوجب عدم قهرها بل ترشيدها: فعند التخطيط تستبعد الطموحات الشخصية وترشد عند التنفيذ: الإنسان المناسب للمكان المناسب. في مقالين سابقين نشر آخرهما في عام 2007 تحت عنوان: "للمرة الثانية: يازعماء الخير في خطوتين يمكن إحداث التوافق الوطني" .. وكانا قبل ثم بعد وصول القوات الأفريقية لدارفور وأكرر ملخصهما الآن: إن المطلوب لقضية دارفور توافق الجميع ويمكن أن يتم في خطوتين: الخطوة الأولي: حل طارئ: وذلك بتأمين رجوع اللآجئين والنازحين أو توزيعهم علي قري ومدن الوطن لأن أهلهم في كل قري ومدن الوطن أولي بهم من هذه المعسكرات لتأمين حياتهم والمحافظة علي صحتهم وتعليم ابنائهم .. ثم جبر الضرر أيآ كان. الخطوة الثانية: يتوافق الجميع علي حلول مستقبلية لمجمل الوطن بما فيه دارفور.عليه يتضح أنه ولأنها مسألة وطنية أكثر وضوحا في دارفور فلا يمكن حلها إلا في الخطوتين السابق ذكرهما. فإذا إعتبرنا "ملتقي أهل السودان" قد ساهم كثيرآ في ترطيب الأجواء .. فليكن مؤتمر الدوحة للتهدئة كجزء من الخطوة الأولي .. وليكن "ملتقي أهل السودان 2" لحل الخطوة الثانية ... بمعني أن "ملتقي أهل السودان1" قد هيأ الأجواء للقاء الدوحة أساسآ لإرجاع النازحين واللاجئين لديارهم وبدأ حياتهم الطبيعية ثم رجوع قادة وأفراد الحركات المسلحة ليبدأ "ملتقي أهل السودان2" للتراضي علي "الإطار العام" لمستقبل الوطن .. وهنا أرجو أن أعيد التذكيربأنه لا داعي للقول بأن الهدف من حمل السلاح ليس به طموحات شخصية .. ولذلك مثلا إذا أعطت أبوجا أو حتي الدوحة مراكزآ للبعض آنيآ فطالما توافق الجميع علي الإنتخابات كوسيلة لتبادل السلطة ففي أقرب إنتخابات إذا فاز بها المؤتمر الوطني فهو من سيعين علي مستوي الولاية والإقليم والمركز وسيكون دور السلاح قد إنتهي فكيف سيصل هؤلاء لمناصب عليا؟ .. خطوة خطوة في الطريق الصحيح سيجد كل ما يتمناه ...وضربت مثلآ أيضآ: أإقليم أم ولايات: فطالما أن الجميع يخطط وينفذ لمن سيأتون بعد 25 عامآ فما هو الوضع الذي نتمناه لهم حينذاك: أقاليم أم ولايات؟ مثلآ إذا كان العشم أن نورث أحفادنا نظام قصير الظل الإداري (ولايات) فلماذا الرجوع للإقليم الآن ثم العودة منه لاحقآ؟ .. وفي الظرف الحالي هناك خوف مبرر من الإستخدام "الدولي" السلبي لهذا الأمر.. ورغم ذلك فعمومآ في هذا المؤتمر سيعطي كل خبز لخبازه .. ومسألة إقليم أم ولايات هي أمر علمي تماما بشقيه النظري والعملي وأبعاده الاقتصادية والاجتماعية ..الخ .. لكل من الشكلين ايجابيات وسلبيات .. وبالتالي سيوازن الخبازون وفق الاسس النظرية والعملية المتراكمة من التجارب السابقة وباستخدام المعايير العلمية المعروفة سيتوافقون علي ترجيح احدي الكفتين .. وأيا كانت النتيجة أقاليم أم ولايات فسيطبق المرجح علي كل الوطن .. وسيرافقه بحث علمي لدعمه .. وستكون هنالك مؤتمرات سنوية لكل شأن لسد الثغرات .. وحتي اذا رأي خبازو هذا الشأن يوما ما أن يتم التحول للشكل الاخر فهذا ما سيتم وهكذا .. ودائما سيكون هنالك توضيح مبسط وواضح للمواطنين ... وقس علي ذلك كل ما يخطر بالبال من هكذا أمور. ختامآ : فوائد مشاركة الجميع تخطيطآ وتنفيذآ هي:أولآ: سنقلل لحد كبير الطموحات الشخصية الهدامة: التكالب علي السلطة والمنصب والمال بأي شكل .. فعند التخطيط سيضطر المشارك أن يكون موضوعيآ لأنه إذا رفع سقف المطلوب في موضوع معين في مرحلة تنفيذية محددة فربما يفوز بالإنتخابات عند تنفيذ تلك المرحلة ولن يستطيع عمليآ أن ينفذها .. لأنها مررت عند النقاش "نكاية أو تصعيبآ" لطرف سياسي محدد بإعتبار أنه من سينفذ .. بعد الإتفاق علي الخطة وعند التنفيذ يمكن ترشيد الطموحات الشخصية بالكفاءة "الإنسان المناسب في المكان المناسب" تتبعها المحاسبة.ثانيآ: المساعدة في إزالة التعصب القبلي والجهوي فعند التخطيط: أنت الآن لا تستطيع أن تعرف نسب القادم بعد 25 عامآ ولا أين سيقيم .. وهذا سيجعلك تعامل الجميع بنفس القدر من الموضوعية .. وايضا يكون إهتمامك بكل المناطق بنفس القدر فربما يستقر المقام بحفيدك في منطقة لا توليها أي إهتمام الآن أو حتي تعاملها بسلبية الآن.ثالثا: شارك الجميع شعبا وقيادات في هذه الانجازات بدلا عن الالتجاء للاخرين لحلها .. وطالما أن الكثير من زعمائنا ذوو أوزان دولية فالاولي أن تظهر خبرتهم وحكمتهم في قيادة هذه المرحلة الحساسة.رابعآ: ساهم الجميع عمليا في حل المسائل علي أساس مستقبلي بدلا عن التسكين الموضعي.خامسآ: تم تخطي عقبة الاقصاء المتبادل وتم ايجاد أرضية مشتركة للتحاور والانجاز .. وهذه لها أهمية قصوي بحساب أن من هم في المعارضة اليوم ربما يصبحوا في الحكومة غدآ والعكس صحيح.سادسآ: ستصبح إتفاقية السلام الشامل مضمونة من كل الشعب بدلآ عن ضمانة المؤتمر الوطني لوحده داخليآ .. ول 25 عامآ بدلآ عن ستة أعوام .. وسيكون تنفيذها كاملة هو جزء من تنفيذ المرحلة الأولي في الخمسة سنوات الأولي لخطة ل 25 عامآ .. وتنفيذ الخطط القومية مثل طرق المرور السريع والقطارات الداخلية والدولية سيكون من الميزانية الإتحادية مما يرفع بعض العبء عن ميزانية الجنوب وهكذا ... والإتفاقيات الأخري ستكون جزء من المرحلة الأولي أيضآ .. سيصبح كل المطلوب هو التخطيط ليصبح تنفيذ هذه الإتفاقيات جزء من مرحلة هي قاعدة لما ستليها .. بمثل هذا العمل الجمعي يمكن تخطي عقبة إقصاء الآخر أثناء مداولات نيفاشا .. وسيكون دعمآ فعليآ لمفهوم الوحدة الجاذبة مما يقوي من إحتمال إختيار الوحدة عند الإستفتاء. سابعا: ساهم الجميع في أن تكون الرؤية العامة واضحة المعالم وهذا ما سيطمئن الأسرة الدولية وسيتوقف إفتعال القروح.. وسيكون مدعاة لجلب الاستثمارات الضخمة المرجوة من ناحية أخري.ثامنآ: إدارة التخطيط والتنسيق ومتابعة وتقييم التنفيذ بعد إنفضاض المؤتمر (بيت الحكمة أو المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي سمه ما شئت) هي جهة إستشارية وبوضع تصور مقبول لعلاقتها بمؤسسات الدولة (الرئاسة – البرلمان - القضائية) سنضمن مشاركة إيجابية من الخاصة في جانب وسيمنع هذا ذوبانها بالإقصاء والإهمال المتعمد مثلآ وسيضمن إستمرارية البناء وعدم تكرار "إزالة آثار من سبق" من جانب آخر. مجمل القول أنه إذا كان التوافق السياسي والممارسة الديمقراطية الحقة والمحاسبة والتنمية وناتج التخطيط المستقبلي عمومآ هو فعلا الهدف الذي ننشد فالشاهد أن مشكلة السودان مشكلة قومية .. فلوضع الوطن في مسار الإستقرار والنمو الديمقراطي والتنموي فالشفافية والهدوء وطول النفس في هذا المؤتمر هي الأدوات الأساسية والواقعية المطلوبة للبدأ في السير نحو مصاف الدول المستقرة والغنية والمشاركة دوليآ .. والشاهد أنه ما كانت وليست هي الآن ولن تكون مشكلة السودان في: من يحكم؟ .. المسألة في: ماذا يراد تنفيذه؟ وكيف ينفذ؟ ثم كيف يحكم السودان؟ إذا تم التوافق علي ذلك فلن تكون مسألة من يحكم إلا ملحآ للديمقراطية .. وفي أي من المراحل الخمسة فأيا كان الفائز في الإنتخابات فعلي الاقل سيكون هنالك توافقآ وطنيا .. وبالتالي هنالك جبهة داخلية موحدة وقوية وهناك مشاريع متفق عليها جاري تنفيذها وهنالك تبادل سلمي للسلطة وسيادة لحكم القانون وهناك محاسبة .. وهذا قدر هذا الشعب الرائع: أن يأتي بالنموذج. والله نسأله الهداية لما فيه الخير وبه التوفيق * وآخر المقطع للأرض الحبيبة:بعد غربة وشوق نغالب فيه ويغالبنا .. رجعنالك.