شارع النيل قصة مكان عاش في وجدان السودانيين، شارع يروى جمال النيل والخرطوم بالليل وأهم ما فيه ان الجمال ليس متكلفاً ولا يؤمن باستخدام مستحضرات التجميل!! ظل شارع النيل متنفساً للمواطنين وملهماً للشعراء والادباء ورمزاً لجمال المدينة، وكنا نتوقع من ولاية الخرطوم أن تحافظ على الشارع وخصوصيته ورمزيته في الوجدان السوداني، اقصى ما كان يحتاجه شارع النيل النظافة والانارة والمحافظة على مظاهر الخضرة مع أشجاره الباسقات التي تتدلى أغصانها اليانعة ترمز للسلام في المدينة ،وهي اشياء لا تحتاج إلى لجان تنبثق عنها لجان ولا تحتاج إلى ميزانيات مليارية ونثريات وعربات ووقود وبدل لبس وبدل سكن، تحتاج إلى قليل من المال وكثير من الهمة في العمل ولكن ما تقوم به ما يسمى هيئة ترقية السلوك الحضري ومديرها يوسف عبد الفتاح بشارع النيل يدعو لرفع حاجب الدهشة!! لم يكتف الأخ يوسف بالتشوهات التي أحدثها في الخرطوم بتصميم بعض المجسمات القبيحة وقطع جائر للأشجار فبدأ يشوه شارع النيل، ويبدو ان الأخ والي الخرطوم ترك الحبل على غارب يوسف عبد الفتاح ليفعل في الخرطوم ما يشاء (بمزاجه) وما يحدث في شارع النيل يؤكد ذلك... فثمة تشويه واضح يحدث لهذا الشارع العريق الذي انطبع في الذاكرة بمظهره الكلاسيكي لا يقل جمالاً عن أرقى الشوارع العالمية، ولكن عبد الفتاح يقوم هذه الايام بتشويه غريب ويظن انه يطور شارع النيل (جاي يكحلها عماها) هل يعقل ان يقوم هذا الرجل بطلاء لحاء الاشجار وتصميم مجسمات قبيحة وتسوير الشارع وتحويله إلى سجن كبير، هل يحتاج شارع النيل إلى الطلاء بالجير!!! وهل يحتاج إلى طلاء (الجلاسات) بالبوهية.. هل هذا هو التطوير الذي يقصده...!!! وكل ما تقوم به هذه الهيئة يتم بدون استشارة للمختصين من المهندسين والتشكيليين وأولي العلم، والأخ يوسف مع احترامنا له فهو ليس متخصصا وبعيد عن هذا المجال ولا يفهم وظيفته التي تعني ترقية الخرطوم بالنظافة والتشجير وليس العمل بهذه العبثية، وقد أثبت رئيس هذه الهيئة انه قادر على أن ينفذ أية فكرة تراوده دون استشارة أية جهة ولا والي ولا محليات ولا مختصين، من أين يستمد هذا الرجل كل هذه السلطة؟!! ان أولى أولويات هذه الهيئة استشارة المختصين وفتح آفاق التعاون مع المجتمع المدني لترقية السلوك الحضري، أما يحدث الآن في شارع النيل وغيره من الشوارع لا يمت بأية صلة للسلوك الحضري ولا أحد يحاسب يوسف عبد الفتاح علي الذي يقوم به في شارع النيل باسم التطوير والسلوك الحضري، أعمال تتسم بالعبثية والارتجال.. والوالي صامت فهل هو سعيد بهذا التشويه؟!! [email protected]