لا يحق لاي شخص قيادة مركبة عامة او خاصة الا بعد حصوله علي الرخصة التي تؤهله لذلك و اجتياز امتحان رخصة القيادة، وفي اعقاب تعدد وسائل المواصلات وظهور الركشات اصبح بعض سائقي المركبات من اولئك الذين لا يملكون اهلية القيادة خاصة سائقي الركشات اذ ان اغلب سائقيها داخل الاحياء اطفال لايتجاوز الواحد منهم سن الخامسة عشرة. في احد مواقف الركشات بالحاج يوسف التقت «مع الناس» بسائقى الركشات الاطفال الذين لاتتجاوز اعمارهم السادسة عشرة .. وجدناهم يتجادلون حول من يفلح فى خطف الركاب ولا يلتزمون بنظام الدور . يقول مختار الذى يبلغ من العمر 14 عاما ان قيادة الركشة من اسهل الاشياء لا تحتاج الى تعليم او جهد وقيادة الركشة مثل قيادة العجلة الهوائية وحول تجربته الشخصية قال ان قيادة الركشة فيها شئ من المتعة ولم تواجهه اية صعوبة مستدلا بعدم ارتكاب أي مخالفة او حادث مروري بل انه تعلم ان يكون علي درجة من الوعي والادراك خوفا علي نفسه، اما عمر محمد أحمد يبلغ من العمر 15 عاما من الحاج يوسف قال انه كان من المتفوقين بالمدرسة غير ان ظروف اسرته المادية سدت امامه سبل مواصلة الدراسة التي ودعها منذ السنة السادسة وبحث عن عمل لسد حاجة اسرته في اعقاب وفاة والده خاصة انه كان اكبر اخوته الاربعة ولم يجد سبيلا لكسب العيش غير ان احد اقاربه انعم علي الاسرة بركشة من اجل مساعدة الاسرة .. يمضي عمر للقول ان الاسرة قامت بتسليم الركشة لاحد السائقين غير ان العائد كان ضعيفا ما اضطره لاستلام الركشة والعمل بها ، واضاف عمر بانه ورغم عدم المامه بقيادة الركشة الا انه وتقديرا لحالة اسرته فقد تعلم القيادة في ثلاثة ايام فقط ولم يجد صعوبة تذكر في العمل بالركشة غير ان صغر سنه وحجمه يعرضانه للكثير من المواقف خاصة مع النساء فكثيرا ما يغادرن الركشة عندما يصعد لقيادة الركشة ، ويتأكدن انه السائق «فيجفلن منها »، واشار عمر الي ان شريحة الرجال لا يبالون بالامر وكأنهم لا يمانعون في الانتحار ، مختتما حديثه بالقول « لولا الظروف الاسرية لما عملت في هذا المجال خاصة انه مرهق وغير مجز كما تذهب اعمال الصيانة والتأهيل بكل العائد وارجو ان اشيد بمواقف شرطة المرور معنا فهي تسهل مهمتنا كثيرا » عثمان عبدالله يبلغ من العمر 16 عاما امتحن من مرحلة الاساس وحقق نجاحا وتفوقا واضحا غير ان وفاة والده دفعته لمغادرة فصول الدرس خاصة انه الابن الوحيد بين شقيقاته الاربع خاصة ان الوالدة اضطرت للخروج للسوق بائعة للكسرة فاصابها المرض ولم يجد عثمان غير اتخاذ القرار الصعب بعد الحصول علي معاش الوالد الراحل في شراء ركشة اضطر للعمل بها وباتت عائدات الركشة تفي بالضروريات.