٭ لا أحد ينكر دور الإذاعة السودانية في تشكيلها لوجدان الشعب السوداني، فلم تفقد بريقها على مر السنين، رغم ازدحام الفضاء بالقنوات الفضائية والتلفزيونية، بجانب الإنترنت، حيث ظلت الإذاعة تؤدي رسالتها ولم تفقد الا عددا يسيرا من المستمعين، ولكن الخارطة البرامجية تحتاج الى وقفه ومراجعة. ٭ اذاعة البيت السوداني لم تكن خصماً على هنا أم درمان كما يدعي الكثيرون، ولكنها شكلت إضافة حقيقية للإذاعة الأم، تتغذى من أرشيفها الضخم الذي يمثل ذاكرة وتاريخ الأمة السودانية وإبداعها. ٭ ولكن نخشى على الإذاعة العريقة ان يصيبها ما أصاب تلفزيون السودان الذي أصبح طارداً لمشاهديه ببرامجه الجافة والرتيبة والتي تفتقد خفة الإيقاع والحركة، وميل التلفزيون الى الأخبار والبرامج السياسية، على حساب البرامج الترفيهية، مما تسبب في هروب المشاهدين من شاشته المملة، بسبب الخلل البرامجي وعدم التوازن الواضح بين المواد الإخبارية والسياسية، وبين المواد الترفيهية والمنوعات. ٭ الإذاعة ايضاً بدأت تنزلق الى الهاوية التي أضاعت التلفزيون، بتركيزها على البرامج السياسية والإخبارية على حساب البرامج الأخرى، ويظهر ذلك بوضوح في الخارطة البرامجية التي افتقدت لكثير من البرامج التي تميزت بدرجة عالية من الاستماع. ٭ اختفت كثير من البرامج الناجحة، ونرجو تعود حتى يرجع البريق الأول لذاكرة الأمة السودانية «هنا ام درمان». ٭ ومن ابرز البرامج التي اختفت « أقبل الليل صالة العرض استراحة المساء الدنيا الجديدة نجوم بعيدة صالة فنون والعديد من البرامج». ٭ رمضان على الأبواب، وما أجمل «الإذاعة زمان في شهر رمضان»، حيث كثيراً ما نستعيد متعة الاستماع الى هنا ام درمان في شهر رمضان، وذلك لثبات الخارطة البرامجية التي ألفها جمهور المستمعين، وموسيقى فترة المنوعات وبرمجتها الناجحة، بجانب السهرات المتميزة، إضافة الى البرامج الدينية. ٭ نأمل من الإذاعة ان تهتم بإحياء البرامج القديمة التي شكلت حضوراً في الذاكرة السماعية للمتابعين، حتى يعود الألق وتعود الإذاعة كما عرفناها بحر زاخر بالإبداع. ٭ بعد إضافي من دار الإذاعة برسل ليك تهاني أترقب سماعها برسل ليك تهاني يا وطني البريدك بالهنا والسعادة ابارك ليك عيدك