ظل البنك المركزي متابعاً دقيقاً لاداء البنوك بالرغم مما يحدث فيها منذ فترة من تجاوزات وتسهيلات بضمانات وتسهيلات الامر الذي ادى الى فاقد كبير في ايرادات تلك البنوك، ومع ذلك هنالك بنوك التزمت باجراءات بنك السودان وتعليماته.. مثال لذلك البنك السعودي السوداني، هذا البنك بدأ برأسمال عبارة عن متأخرات الخطوط الجوية السعودية على بنك السودان واستحقاقاتها لديه مما جعل البنك في غياب العملات الصعبة آنذاك يقترح قيام بنك في السودان يحمل اسم البنك السعودي السوداني انضم اليه عدد من الرأسماليين. مسيرة البنك في سنواته الاولى لم تكن مرضية خاصة بعد ان اعتبر جزءاً من ديونه على آخرين ديوناً ميتة.. وقد رأى بنك السودان انه لا بد ان يكون هنالك اشراف من جانبه على هذا البنك حفاظاً على حقوق المساهمين ومدخرات المواطنين، فجاء انتداب احد كوادره القيادية لادارة البنك ثم آخر.. والبنك لا يشهد الا تحسناً طفيفاً. هذا البنك حقق معجزة حقيقية في العام المنتهي في 13 ديسمبر 9002م... اذ قفزت ارباحه من 8،396 مليون «ستمائة ثلاثة وتسعون» مليون جنيه في العام المالي المنتهي في 13 ديسمبر 8002م الى ثلاثة مليار وثمانمائة ستة وستون مليون في العام المالي 13/21/9002م.. كما التزم البنك بالوصول الى رأسماله الى ستين مليار جنيه «بالقديم» حسب تعليمات بنك السودان التي ظلت تطبق شروط بازل «1» منذ زمن وتسعى الآن الى تطبيق بازل «2».. ويطرح الآن أسهماً جديدة للوصول برأسماله الى مائة مليار جنيه «بالقديم» مما يصفه في مصاف البنوك ذات الرساميل الكبيرة، ولم يجيء ذلك اعتباطاً وانما باتباع البنك كذلك لعدة اجراءات ادت الى خفض الخطر الائتماني الى الحد الادنى مثل: 1- إعداد الدراسات الائتمانية عن العملاء والبنوك قبل التعامل معهم وتحديد معدلات الخطر الائتماني. 2- الحصول على الضمانات الكافية لتخفيض حجم المخاطر التي تنشأ في حالة تعثر العملاء او البنوك. 3- المتابعة والدراسة الدورية للعملاء والبنوك بهدف تقييم مراكزهم المالية والائتمانية وتقدير المخصصات المطلوبة للارصدة غير المنظمة.. 4- توزيع محفظة التمويل والارصدة لدى البنوك على قطاعات مختلفة تلافياً لتركز المخاطر لهذا جاء تحقيق هذه النجاحات خاصة بعد ان استلم الاخ عبد العليم المدير العام مهامه منذ سنوات منتدبا من بنك السودان حيث عكف على دراسة وضع البنك وعمل على وضع الخطط المؤدية الى نجاحه يساعده في ذلك كوادر مؤهلة وذات كفاءة كانت تنتظر من يحرك قدراتها. كما ان رئيس مجلس ادارة البنك هو صديقنا محمد خير الزبير وهو كما نعلم شخصية ذات سمعة مميزة في الداخل والخارج، وكان وزيراً للمالية ثم نائب مدير بنك الساحل والصحراء.. لذلك جاء اداء هذه المنظومة متناغماً ومنسجماً مع متطلبات البنك المركزي. هذه النجاحات جعلت البنك مرغوباً لدى آخرين يسعون لامتلاك أسهم فيه مما يعد انجازاً حقيقياً لإدارته.