يتميز الفنان السوداني كمال ترباس بكاريزما خاصة، فهو من أشهر الفنانين في وطنه، تميزه عمامته الضخمة التي لا تجد مثيلا لها، وخلال مسيرته الفنية استطاع إبداع المئات من الأغنيات الناجحة التي تخطت حدود السودان إلى شتى الأرجاء العربية وفي حواره مع ?رؤى? السعودية يكشف ترباس أن السلم الخماسي ليس عقبة أمام انتشار الأغنية السودانية من الماء إلى الماء، إنما يعود ذلك إلى تدني طموح الفنانين السودانيين في إيصال إبداعاتهم إلى الآخر.. كما اعترف بأنه يخاف من المرأة العقرب، وتدهشه حواء التي تجمع بين الجمال والذكاء.. كل ذلك وتفاصيل أكثر تجدونها عبر السطور التالية. نلاحظ أن كثيرا من أغنياتك مناجاة للمرأة.. فما الذي تمثله حواء لك؟ المرأة هي المحرك الأساسي لإبداعات كل فنان في المطلق، ولولاها لكان عطائي الفني والثقافي كحديقة موحشة تبكي فيها الرياح. هل يشترط أن تكون المرأة جميلة حتى يكتب عنها الشعراء؟ الجمال لا يعني جمال الوجه وحده، إنما الأساس هو جمال الروح، فربما تكون المرأة صارخة الجمال لكنها مثل العقرب، وأكثر ما أخشاه هو المرأة العقرب، وفي تصوري أن الشعراء يتغنون بالمرأة المتوازنة التي تجمع بين الجمال والذكاء والعاطفة الجياشة. إذن.. كيف تختار نصوص أغنياتك؟ الاستهلال في النص يشدني جدا، وهذا الشيء أجده في قصائد الشعراء الذين تعاونت معهم أمثال الدكتور علي الكوباني، والسر قدور، وأشرف سيد أحمد الكاردينال، والدكتور أزهري عوض الكريم، والتيجاني حاج موسى.. وقبلهم كانت لي شراكة فنية متميزة مع الشاعر الراحل عوض جبريل أثمرت نحو 50 أغنية ناجحة. يقال إنك من المطربين الذين يعتمدون على الورش الفنية لإنتاج أعمالهم.. فهل هذه الورش بإمكانها أن تصنع إبداعا متميزا؟ في الغالب لا أشدو بأي نص إلا بعد أن أجلس مع الشاعر، ونعمل على الإضافة والحذف في النص، حتى نصل إلى قناعة بأنه قد اكتمل، وهذا ما تم في كثير من أعمالي، منها أغنية ?أنت المهم?، حيث عقدت مع شاعرها ورشة عمل كانت ثمرتها أن الأغنية حصدت لقب ?أغنية الموسم? في العام 2009م. هل صحيح أن أغنية ?أنت المهم? أدت إلى طلاق زوجين في السودان؟ للأسف هذا صحيح، هذه الأغنية كان يرددها فنان شاب في حفلة في الخرطوم، وحدث أن طلبت زوجة الأغنية من الفنان دون أن تهديها إلى زوجها، فاعتقد الزوج أن امرأته تقصد بها شخصا آخر، فرمى عليها يمين الطلاق. حدثنا عن الجديد؟ هناك نصوص كثيرة بعضها اكتمل، والأخرى لا تزال تنضج على إيقاع هادئ، وهذه النصوص لكل من الكاردينال وأزهري عوض الكريم وعلي الكوباني والسر قدور.. أما المفاجأة التي أتوقع أن تكون قنبلة فنية ناعمة فهي أغنية ?أحبك جد? التي فرغت من لحنها في جدة، وسوف تكون هديتي للموسم القادم لجميع عشاق كمال ترباس. كيف كانت زيارتك الأخيرة إلى السعودية؟ زيارتي لم تشمل جدة فقط، إنما زرت الرياض أيضا، والتقيت بمجموعة من الأصدقاء، كما زرت الفنان عبادي الجوهر في منزله، وتشاورنا في إمكانية التعاون في تنفيذ عمل مشترك.. وأتمنى أن يتحقق هذا المشروع، خصوصا أن عبادي من الفنانين الخليجيين المرموقين، كما اتصلت هاتفيا بالفنان محمد عبده في لندن فرحب بزيارتي جدة، وطلب مني انتظاره لحين عودته، لكن ارتباطاته العديدة أخرت عودته، فسافرت قبل أن ألتقيه، وفي جدة أيضا التقيت بالملحن عادل الصالح في الأستوديو الخاص به، واتفقنا على التعاون فيما بيننا، وقد وجدته يحفظ الكثير من الألحان السودانية. هل تعتقد أن استضافتك في برنامج ?جواز سفر? سوف يقدمك إلى المتلقي العربي؟ أعتقد ذلك، وأتمنى أن يكون هذا البرنامج بمثابة عربون بيني وبين المشاهد العربي، وقد تلقيت دعوة منذ أكثر من سنة من معد ومقدم البرنامج الإعلامي علي فقندش لاستضافتي، وفي زيارتي الأخيرة إلى جدة سنحت الفرصة لي بالتسجيل. هل صحيح أن السلم الخماسي إحدى عقبات انتشار الأغنية السودانية؟ هذا الكلام غير صحيح، ويروج له بعض العاجزين الذين فشلوا في مسايرة إيقاع النجاح، فالفن بصفة عامة وطن للتجاوزات، والموسيقى لغة عالمية، وعلينا أن نستثمر فنوننا لتعريف الآخر بالوجه الثقافي والحضاري للإنسان السوداني. لماذا تختلف عمامتك عن بقية عمائم السودانيين؟ أعتقد أن عمامتي بمثابة شيء يميزني عن الآخرين، وقد أصبحتْ عنوانا لي، وحتى في جواز السفر الذي يتطلب أن تكون صورة الإنسان برأس مكشوف، أظهر بعمامتي في الجواز، وقد تم استثنائي من هذا الإجراء. من يعجبك من الفنانين والفنانات العرب؟ يطربني محمد عبده وعبادي الجوهر، ومن المطربات أنغام ونوال الكويتية وديانا حداد وجورج وسوف. هل بالإمكان أن تشدو بأغنية لشاعر سعودي؟ أتمنى ذلك، وأتشوق إليه، وقد سبق أن شدوت بكلمات الشاعر المهجري اللبناني إيليا أبوماضي بأغنية ?عروس الروض يا ذات الجناح?، ولدهشتي وجدت أن هذه الأغنية شدا بها العديد من الفنانين السعوديين أمثال محمد عبده وطلال مداح وغيرهما.