كمال إبراهيم الملقب ب"ترباس"، فنان خط اسمه على خارطة الأغنية السودانية بإبداعه وحسه الفني .بدأ حياته الفنية في الستينيات من القرن الماضي كفنان شعبي، اعتمد الإيقاع والكورال . في الحوار التالي، خلال زيارته الأخيرة لدبي يجيب ترباس عن مجموعة من التساؤلات عن مسيرة الفن السوداني وتجربته الخاصة . * بدايةً . . لماذا لم تخرج الأغنية السودانية من دائرة المحلية؟ - هذه مهمة اتحاد الفنانين، وندرك جيداً أن الرحلات الخارجية أقرب طريق لوضع الأغنية أمام المستمع الأجنبي، ولنا في ذلك تجارب ناجحة في دول عربية وأجنبية، ولكن ما يقف في الطريق من عقبات لا ينفصل عن الوضع الاقتصادي في السودان، وعلى الرغم من دعم الدولة للفن، إلا أنه يجب تخصيص مبالغ مالية لرحلات فنية خارجية خلال فترات متقاربة، بالإضافة إلى التزام الأعضاء بدفع اشتراكات الاتحاد . * تتمسك شركات الإنتاج الفني السودانية ب"الكاسيت" . . ما السبب؟ - “الكاسيت" وسيلة تتسبب باستمرار في القرصنة، وتقلل من العوائد المادية للشركة والفنان على حد سواء، لذلك لابد لإدارة المصنفات الفنية، بوصفها الجهة المسؤولة، من وضع حد لذلك بسن قوانين عقابية وغرامات ضد الشركات والجهات التي تنسخ أعمالاً فنية . * ما الصعوبات التي واجهتك عندما تحررت من الأغنية الشعبية إلى النظام الموسيقي الحديث؟ - الصعوبة تمثلت في نقل القالب الدائري إلى جمل موسيقية تساعد على التخلص من التقليدية التي عرفت بها الأغنية الشعبية، وأهم عامل في ذلك طموح الفنان وعزمه على الارتقاء بما يقدمه من عمل، فإن توفرت في الفنان مهارة التلحين والمقومات المساعدة له كالفرقة الموسيقية المؤهلة أكاديمياً، يستطيع تقديم عمل جيد . * شاركت في حفل فني في دبي، حدثنا عن هذه التجربة؟ - قدم لي النادي السوداني في دبي دعوة لإحياء الحفل، دعماً لمشروع بناء النادي، واستجبت لهم، لأن المناسبة جاءت بأكمل صورة بفضل القائمين عليها، وأتمنى أن تنظم حفلات سودانية في لؤلؤة الخليج دبي بصفتها مدينة رائدة في المنطقة ولها مكانة اقتصادية كبيرة . * ما أول عمل لحنته ومتى كان ذلك؟ - أول أغنية لحنتها كانت للصحافي والشاعر الراحل حسن ساتي، وتم تسجيلها في الإذاعة السودانية عام ،1970 وتمثل نقطة الانطلاق، وبعدها لم أجد أي صعوبات في التلحين إذا كانت القصيدة الغنائية مكتملة الصياغة اللحنية . * ما رأيك في ترديد الفنانين الشباب للأغاني التراثية التي قدمها الجيل السابق؟ - لا يجب منعهم لأن هذه الأغاني الركيزة الأساسية التي يستعينون بها للتعرف إلى مداخل ومخارج المجال الموسيقي، وأنا لا أطلب من أي فنان يتغنى بأعمالي أن يستأذن مني وعليه أن يغني متى شاء من دون قيود . * كيف يخرج الفنان موهبته في التلحين؟ - في الجيل الحالي فنانون لهم قدرات لحنية منهم من يستغلها، ومنهم من لم يستطع، بالسمع المتكرر والإصرار يمكن لمثل هؤلاء الوصول إلى هذه الموهبة وترجمتها عبر قصائد قابلة للتلحين . * حدثنا عن أسرتك؟ - أنا مسرور بتخرج ابنتي روى ونيلها درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الطب، وما يزيدني سعادة قرب موعد تخرج أخيها إبراهيم بدرجة البكالوريوس في القانون، وشهدت الفترة الأخيرة حصول شقيقها مصدق على فرصة لدراسة هندسة البترول، وعما قريب سنشهد زواج شقيقهم الأكبر المهندس خالد . * ماذا قدم لك الشاعر الراحل عوض جبريل؟ - ما قدمه لي عوض جبريل أسهم في خلق مسيرتي الفنية، إذ غنيت له أكثر من 50 أغنية نالت شهرتها بكل بساطة بحكم اللحن الجميل، وعوض جبريل شاعر وملحن مبدع سعدت بالغناء له ولغيره من شعراء الأغنية في السودان، ومنهم عبدالله البشير وأشرف الكاردينال والدكتور الكوباني . حوار: جلال جبريل