علقت السلطات الأمنية أمس صدور صحيفة «الانتباهة» إلى أجل غير مسمى، وبرر الجهاز القرار لتحجيم الدور السالب الذي تقوم به الصحيفة في تقوية الاتجاهات الانفصالية في الجنوب والشمال ما يتعارض مع الدستور واتفاقية السلام. وقال مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، للمركز السوداني للخدمات الصحافية ، ان القرار يأتي في سياق تحجيم الدور السالب الذي تقوم به الصحيفة في تقوية الاتجاهات الانفصالية في الجنوب والشمال، مما يتعارض مع الدستور واتفاقية السلام الشامل التي تحض على دعم خيار الوحدة ونبذ الدعوة للانفصال. وأوضح مدير إدارة الإعلام ، ان موجهات دستور السودان الانتقالي تدعو لنبذ العنف، وتحقيق التوافق والإخاء والتسامح بين أهل السودان كافة تجاوزاً للفوارق الدينية واللغوية والثقافية والطائفية. واضاف، ان ميثاق الشرف الصحفي الموقع عليه من رؤساء التحرير دعا كافة وسائل الإعلام للالتزام بأخلاقيات المهنة وعدم إثارة الكراهية الدينية أو العرقية أو العنصرية أو الثقافية أو الدعوة للعنف أو الحرب. وبثت الحركة شكواها للمؤتمر الوطني أكثر من مرة بأنها متضررة من خط الصحيفة الذي يركز على الأخبار السالبة في جنوب السودان، خاصة تلك المتعلقة بتمرد ضباط في الجيش الشعبي. وقالت مصادر، إن الخطوة قد تشمل صحفاً أخرى مؤيدة للحركة الشعبية، بجانب إسكات الأصوات الناشزة داخل الحركة وحكومة الجنوب لإعطاء الفرصة لخيار الوحدة. في سياق ثانٍ، أوقفت السلطات يوم الثلاثاء صدور أربع صحف سياسية ليوم واحد هي «الأحداث والتيار والحرة وأخبار اليوم». وأفاد صحفيون أن هذه الصحف لم تتقيد بتوجيهات عدم نشر تقارير حول التمرد الذي يقوده ضباط في الجيش الشعبي ضد حكومة الجنوب، خاصة الجنرال جورج أطور. واوضح مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن ، ان الإجراءات التي تمت في حق بعض الصحف امس جاءت نتيجة لتجاوزها للقيم المذكورة المتفق عليها من الجميع، ومحاولة تضخيم التوترات الأمنية بالجنوب، الذي يسعى للاستقرار استعداداً لمرحلة الاستفتاء، فضلاً عن الجنوح للإساءة إلى بعض دول الجوار، داعياً الصحافة إلى القيام بدورها في حرية التعبير وتلقي ونشر المعلومات دون المساس بالنظام والسلامة والأخلاق العامة وفقاً لما يحدده القانون. ودعا الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ، للتمسك بالمكاسب الوطنية والإنحياز لقضايا الوطن المصيرية. وقال الاتحاد، في بيان له امس ، ان وحدة واستقرار الوطن تتطلب من الجميع الحرص التام، وعلى الصحافة قيادة الرأي العام لتحقيق هذا الهدف وتفويت الفرصة على كل المتربصين بالبلاد. كما أكد استعداده لقيادة حوار شامل حول مستقبل الصحافة ودورها في المرحلة المقبلة وتوفير كل ما يعينها لتحقيق أهدافها المهنية والوطنية.