أعلنت الهيئة القومية لدعم وحدة السودان بالسعودية، والتي تضم مختلف ألوان الطيف السياسي، عن أنشطتها التي ستنفذ خلال المرحلة المقبلة، في محاولة جادة لتصبح الوحدة بين الشمال والجنوب جاذبة، وتجنب شبح الانفصال. ووصف السفير السوداني لدى السعودية عبد الحافظ إبراهيم محمد خلال حفل الإعلان الذي أقيم أخيراً في مبنى السفارة بالرياض، استجابة السودانيين في مختلف مناطق المملكة لنداء الوطن وشروعهم في إنشاء تشكيلات مماثلة لهيئة دعم الوحدة، بأنها تمثل بادرة طيبة وتداعياً مشرفاً وعنواناً معبراً عن الوحدة التي ينشدها الجميع. وقال إن هذه المواقف الوطنية الصادقة لا بد أن تؤتي ثمارها المرجوة، مشدداً على أهمية أن تكون تشكيلات السودانيين التي تم إنشاؤها دعما للوحدة في تناسق تام مع الهيئة. وأكد أن أبواب السفارة ستظل مفتوحة للهيئة، وسنقف معها وسندعمها بلا حدود من أجل أن تحقق أهدافها السامية دون وصايا أو تدخل، داعياً للتركيز على الطرح الموضوعي والعقلاني. وأكد السفير محمد اهتمام الحكومة المركزية في الخرطوم بوحدة السودان، واستشهد بأن نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه قاد وفداً كبيراً يضم عدداً من المختصين وتوجه للجنوب في إطار دعم وتعزيز الوحدة الجاذبة. إلى ذلك أوضح البروفيسور عز الدين عمر موسى رئيس الهيئة، أن فكرة الهيئة جهد وطني خالص أملته ظروف الضرورة، وأهمية أن نحافظ على السودان وطنا موحدا كما ورثناه من صناع وحدته. وأكد أن استجابتهم كانت فورية وبلا تردد، لأن الاستجابة لنداء الوطن واجب، وأن الغاية السامية للهيئة التي تتمثل في الوحدة تجعلنا نتعاهد ونعمل إلى آخر قطرة من دمائنا. وقال إن الانفصال سيشكل جريمة كبرى يجب أن نتفاداها حتى لا نحمل وزرها، ويجب أن نترك التقاعس والتشاؤم، وأن نعمل جميعاً من أجل الوحدة بكل همة وإخلاص، مؤكداً بأن مسيرة الهيئة انطلقت ولن تتوقف. وأشار إلى أنهم في الهيئة اجتمعوا كمجموعة تمثل كافة ألوان الطيف السوداني لمناقشة دعم وحدة السودان والجهود التي يمكن أن يقدمها المغتربون في المملكة، وتوصلنا بعد مداولات مستفيضة وبناءة وبروح قومية متسامحة ومتقبلة للآخر إلى مبادئ أجمعنا عليها، ولا أحسب أن أحداً سينكص عنها إلا إذا كانت له مآرب أخرى غير وحدة السودان، وإن الباب سيظل مفتوحاً للانضمام للهيئة دون حجر أو إقصاء. وأكد البروفسيور موسى أنهم اتفقوا على أن تكون الهيئة جامعة ومستقلة ومفتوحة لكل أبناء السودان، للاستفادة من جهودهم الفكرية وعلاقاتهم بالمؤسسات والمنظمات وبالبلد المضيف من أجل دعم الوحدة، مؤكداً أن أي جهد مهما صغر سيكون محل الاعتبار والتقدير. وقال إنهم وجدوا من السفارة السودانية تعاوناً بلاحدود، وتعاملوا مع الهيئة بمسؤولية وطنية تامة، ولم يتدخلوا أو يفرضوا علينا أمراً على الإطلاق، وهذه شهادة نقولها للتاريخ. وخصَّ بالشكر السفير أحمد يوسف الذي قبل أن يكون رئيساً مناوباً بالهيئة، ليعكس تناغماً رسمياً وشعبياً فريداً ونموذجا يجب أن يُحتذى به. ومن جهته عبر البروفيسور أبو الحسن علي السماني الأمين العام للهيئة، عن ترحيبه بالحضور النوعي الذي يشارك في تدشين انطلاق الهيئة، والذي يعبر عن روح السودانيين الداعمة للوحدة. وقال السماني: انتظمنا في الهيئة القومية لدعم الوحدة، لأننا لا نريد أن نضيع أندلسا آخر في هذا الزمان وساعتها لا يفيد الندم، مسشتهدا بحادثة خليفة الاندلس الذي بكى عندما انهار ملكه، فقالت له أمه إنك تبكي كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال، واستعرض ملابسات تكوين الهيئة وهيكلها التنظيمي، مشيرا إلى أن الهيئة جاءت نتاج إجماع وطني متفرد. وأكد المهندس عبد الله الخليفة أمين لجنة التعبئة بأنه مع زملائه سيبذل الغالي والنفيس من أجل أن يبقى السودان موحدا، لأن حب بلادنا يجري في دمائنا مجرى الدم. واستنكر الخليفة الأصوات التي تشير إلى أن الهيئة تعمل في الزمن الضائع، لأن وحدة السودان القائمة ستظل الخيار الأوحد، وستبقى متى توفرت الإرادة والنية السليمة. وشهد حفل إشهار الهيئة ممثلين للجاليات من مختلف مناطق المملكة، منهم عثمان عبد الله رئيس الجالية بالمنطقة الشرقية، والدكتور السر أحمد رئيس الجالية بمنطقة حائل، وكمال عطا جالية رفحا، عصام الحاج جالية رأس تنورة، وصديق بابكر من الجبيل. وستشهد الأيام المقبلة تنفيذ حزمة من البرامج والأنشطة التي تصب في مصلحة وحدة السودان.