لا يمر أسبوع دون أن تصدمنا صحف وصفحات الجريمة بخبر أو قصة مأسوية، تصيبنا بالهم والغم والقلق! في أقل من شهر وقعت ثلاث جرائم أسرية فاجعة، شاب يقتل والده أثناء نومه ويبشع بجثته، وفتاتان تشتركان في قتل والدهما لأسباب غامضة، وأب موتور في لحظة انفعال طائش يقتل ويصيب خمسة من أفراد أسرته ثم يضع مسدسه في جيبه! ولا تغيب عن الصحف قصص اختطاف واغتصاب الأطفال وأخبار المحاكمات! بالأمس عاقبت ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز السادسة من العمر لخروجها من المنزل إلى الجيران دون إذن والدتها! بعد لحظات من العقاب ذهبت إليها في الغرفة فوجدت في نومها بقايا بكاء وعلى خدها دمعة لم تجف، وفي رأسها الصغير سؤال بلا إجابة: (ليه يا بابا؟)!! أصابتني نوبة حزن غامرة، ما ذنب هذه الصغيرة أن تعاقب على فعل عفوي برئ بأن تزور قريناتها من الصغيرات وهن من أسر فاضلة وكريمة، وحينما كنا في عمرها كنا نتحرك بين منازل الجيران وفي طرقات الحي بلا محاذير ولا تحذيرات؟! الذنب ليس ذنبها. كل ما في الأمر أنني عاقبتها بذاكرة ملوثة بالأخبار السيئة!! أخبار الصحف ومحاضر الشرطة وتبويبات (أبحثوا معنا) وحكاية الطفلة (بانا) كلها تقول إن المجتمع لم يعد آماناً بما يحمي براءة الصغار! الذئاب في كل مكان، والمرضى النفسانيين في الطرقات والمنازل بلا علاج ولا رعاية، ومنظمات حماية الطفل والأسرة ووقاية المجتمع خفيضة الصوت وقصيرة اليد! والقوانين لا تطال الكثيرين، بل تقف عند نهاية الطريق خلف نظارة سميكة وبيدها عصاة غليظة، لتعاقب المجرمين على اللبن المسكوب والزجاج المشروخ! شاهدت الفيلم..! نشرت بالأمس أول صورة واضحة للقبطي المصري (نيقولا باسيلي) صانع الفيلم المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم بصحيفة "ديلي ميل" ومعه آنا غورجي وهي إحدى الممثلات الرئيسيات بالفيلم والتي قالت إنها تعرضت لعملية غش وخداع!! عافت نفسي مشاهدة الفيلم المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم، لكنني ألزمتها بذلك لسبب وحيد وهو رغبتي في معرفة الهدف من إنتاجه وكلمة السر التي يحملها السيناريو وهل هو مبادرة شريرة أم رد فعل حاقد..! ما خلصت له بعد الانتهاء من المشاهدة أن المنتج وكاتب السيناريو أرادا توجيه صعقة كهربائية للوجدان المسلم..! الفيلم مقزز وردئ وأرجح أنه رد فعل انتقامي من بعض المتطرفين الأقباط لصعود التيار الإسلامي في مصر وبعض حوادث العنف الطائفي! ردود الفعل الحارقة التي ترتبت على الفيلم في المنطقة الإسلامية، ستقوي تيارات التطرف في الغرب وستشجع على إنتاج المزيد من الأفلام المسيئة، وربما مثلت فرصة ضائعة للتعريف بالرسول الكريم بصورة حضارية، بعيداً عن أدخنة الحرائق ودماء السفراء، حتى لا يسيئه الأعداء بأقولهم والنصراء بأفعالهم..!