وتبعد محمية جزيرة "سنقنيب" عن اليابسة نحو (12) ميلاً، وهي تعتبر آخر نقطة للبلاد في المياه الإقليمية، يبلغ طولها نحو (6) كلم وعرضها (2) كلم وتضم أكبر فنار في الحدود السودانية وتعمل على تنظيم حركة الملاحة البحرية، الطريق إلى جزيرة سنقنيب استغرق أكثر من ساعة بدأ بنقطة التحرك من مرسى البحرية الملكية بطق "هيدوب"، الذي استقله صباحاً العشرات من منتسبي الأجهزة الإعلامية المختلفة، متجهين نحو جزيرة سنقنيب والتي سبقهم إليها الوفد الرسمي لحكومة البحر الأحمر، وزير السياحة، الأمين العام لمنظمة السياحة، وزراء المالية والصحة والحكم الاتحادي، بجانب وفد رفيع من اتحاد أصحاب العمل السوداني. (2) تحرك الطق "هيدوب" وجلس الجميع على سطحه في كراسٍ أنيقة وضعت منتثرة فوقه، وذلك وسط "رهبة وخوف" من قبل بعض الإعلاميين بسبب المغامرة بركوب موج البحر لأول مرة، وفي تلك الأثناء اندهش البعض من طبيعة حركة الطق بحسب سرعة الرياح مع أمواج البحر ترتفع وتهبط، وأخذ الإعلاميون كاميراتهم والتقطت عدساتهم العشرات من الصور والفيديوهات ل"تمايل " هذه الأمواج، ثم تفاجأ معظمهم بعلو الأمواج عالياً ودخولها إلى الطق وتعالي أصوات الجميع والضحكات بينهم، في منتصف عرض البحر بدأت تظهر أعراض "دوار" البحر على بعض الإعلاميات والسيدات، مما اضطر إلى نقلهم إلى الغرف الداخلية للراحة وأخذ حبوب لتخفيف حدة الدوار، وانقضت مسافة الوصول إلى سنقنيب في أحاديث جماعية وثنائية بين الإعلاميين ومع الضيوف والمرافقين الآخرين في الرحلة، وشكلت مسألة النزول من الطق إلى داخل الجزيرة معاناة خاصة للسيدات بسبب علو الطق مع ارتفاع حركة الموج، ولكن بمساعدات جماعية تجاوزت السيدات تلك العقبة. (3) استقبلت الجزيرة الوفد بترحاب من قبل العاملين وبتجهيز صيوان ومنصة للاحتفاء بهؤلاء الزائرين الذين تجولوا في أنحائها، واحتوت الجزيرة على مبانٍ إدارية متعددة وسكن للعاملين ثم موقع الفنار الذي يرتفع الدرج فيه إلى نحو (360) درجاً، وبدأت مراسم الاحتفال بجزيرة سنقنيب بحديث توضيحي لعميد كلية علوم البحار د. معمر الطيب عن تفاصيل الإجراءات والخطوات التي تمت حتى تمكن الخبراء الوطنيين والأجانب من ضم سنقنيب وخليج دونقاب كمحمية طبيعية في قائمة التراث العالمي، ثم استعرض بالحديث عبر فيلم توضيحي موارد الجزيرة البحرية، موضحاً أن هناك أكثر من (124) نوعاً من الشعب المرجانية، بجانب حصر (250) من الأسماك المختلفة مثل أنواع القرش وأبوسلامة والسلاحف البحرية والدولفين وغيرها وأعداد كبيرة من "عروس البحر" المهددة بالإنقراض، ثم تميز الجزيرة بالشعب المرجانية المستديرة الوحيدة على نطاق البحر الأحمر، إضافة إلى وجود (8) أنواع من الحشائش البحرية، والطيور المستوطنة والمهاجرة، ومن ثم توالت المخاطبات الرسمية من قبل المسؤولين. (4) من جانبه قال وزير السياحة بالبحر الأحمر صالح صلاح صالح إن تسجيل سنقنيب يعتبر خطوة مهمة في الارتقاء بالعمل السياحي بالولاية، وهي تعد إحدى الكنوز الطبيعية بضم ثلاث بحيرات داخلية، مبيناً أن هذه الموارد تتطلب الاهتمام والحرص عليها من قبل الوزارة الاتحادية، كما أن هناك خططاً طموحة لتطوير مستقبل السياحة في هذه المنطقة، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى لجذب أعداد مقدرة من السياح خلال الموسم السياحي الحالي. (5) من أجمل المشاهد في رحلة العودة من جزيرة سنقنيب، عندما استجابت أسماك "أبوسلامة " للنداء والصافرات ولم تخيب ظن الزميل عبد الرحمن صالح بظهورها على سطح البحر واستعراض مهاراتها في الغطس أمام الجميع وسط التصفيق الحار والتقاط العديد من الصور لهذا العرض الجميل، حيث اعتادت أسماك "ابوسلامة" الظهور على سطح البحر عقب سماعها لهذه الصافرات.