في كل عام يَتَجدّد السيناريو حول ارتفاع تكلفة الإنتاج مُقارنةً مع الأسعار التي تُحدِّدها الدولة للمحاصيل، وهذا العام كان الخريف مُبشِّراً والأمطار مُوزّعة على المشاريع كَافّة وبالتالي اُستبشر المزارعون بولاية القضارف خيراً، ممّا ساعد في التوسع بزيادة الرقعة الزراعية, ولكن ما حدث لهم كان غير مُتوقّع بعد السياسة الاقتصادية الأخيرة، حيث تمّ رفع الدعم عن المدخلات كَافّة، بجانب ارتفاع أسعار الخيش وشُح في العمالة الأثيوبية. وقال عددٌ من المُزارعين ل (السوداني): لا نستطيع حصاد الذرة في ظل ارتفاع تكلفة الحصاد, مُؤكِّدين لُجوء عددٍ كبيرٍ من مُزارعي الولاية لبيع محصول الذرة قبل الحصاد (قصباً) لعدم تمكنهم من حصاده. وأكّد المُزارع بولاية القضارف حسن زروق ارتفاع تكلفة حصاد الذرة في هذا الموسم, وقال ل (السوداني) أنّ تكلفة حصاد جوال الذرة تُقدّر بحوالي 170 جنيهاً بما فيها مُدخلاته والتقاوي والكديب والأسمدة والمُبيدات، بجانب الترحيل والعتالة تقدّر بحوالي 300 جنيه وأن سعره حوالي 210 جنيهات, وقال زروق: الآن عرضت ثلاثة مشاريع دون حصاد للبيع وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الحصاد وقلة العائد، مُشيراً لحدوث مُشكلة في العمالة الأثيوبية, مُؤكِّداً أن هنالك عدداً كبيراً من المُزارعين عرضوا مشاريعهم دون حصاد للبيع للأسباب آنفة الذكر، بجانب توقف عدد كبير منهم عن الحصاد, وقال إنّ أسعار المدخلات مرتفعة خَاصّةً أسعار الخيش الذي عَانَى منه المُزارع في هذا العام، وأضاف: بلغ سعر بالة الخيش 8 آلاف جنيه بدلاً عن 3 آلاف جنيه في العام المنصرم. وأوضح المُزارع بولاية القضارف معاوية عثمان الزين ارتفاع تكلفة الحصاد بجانب أسعارالمدخلات، مؤكداً عزوف عددٍ كبيرٍ منهم عن الحصاد واللجوء لبيع محصولهم علفاً, وقال ل (السوداني) إن الأسعار كَافّة في ازدياد عدا أسعار المحاصيل. وقال المُزارع عبد الرحيم أحمد، إنّ سعر السلم المعلن حالياً مُطبقاً منذ أربعة أعوام دون زيادة وفي هذه الفترة ارتفعت المدخلات كَافّة، بجانب ارتفاع أسعار السلع، مُؤكِّداً بيع عدد كبير من المُزارعين لمشاريعهم أعلاف للماشية، وأضاف: لا يستطيع المزارع الحصاد في ظل ارتفاع تكلفته من عَمَالة وخيش وترحيل ومنصرفات أخرى.