جدد عدد من مزارعي القضارف مطالبتهم للحكومة بالالتزام بشراء الذرة بالسعر المعلن تجنبا لتعرض المزارعين لخسائر قد تضطرهم للعزوف عن الزراعة في الموسم المقبل مؤكدين تدني إنتاجية الذرة مقارنة بالمساحات المزروعة وتدني أسعاره وعدم شراء البنك الزراعي لمحصول الذرة حتى اللحظة. ووصف نائب رئيس اتحاد مزارعي القضارف حمزة عبد القادر إنتاجية الذرة لهذا العام بأنها دون المستوى المطلوب مقارنة بالمساحات المزروعة التي تقدر ب 5 ملايين فدان، مشيراً إلى أن الإنتاجية في حدود المليون طن، مشيرا إلى أن إنتاجية الفدان ما بين 1,5 و2 جوال، مؤكداً أن أسباب تدني الإنتاجية ل 90% من الزراعة بالولاية تقليدية ولا تستخدم فيها التقانات فضلاً عن زيادة معدلات الأمطار خاصة في المناطق الجنوبية وشحها في المناطق الشمالية من الولاية إلى جانب ظهور الدودة الأمريكية وآفة الماسح والنباتات الطفيلية البودا والعدار ببعض المناطق والزراعة المتأخرة؛ كل هذه الأسباب مجتمعة أدت لتدني الإنتاجية، مشيراً للتكلفة العالية في المدخلات من تقاوى وسماد ومبيدات زراعية مع ارتفاع أسعار الآليات الزراعية وارتفاع الأيدي العاملة مما يجعل من السعر المعلن 500 جنيه لشراء أردب الذرة غير مجزٍ للمزارع. وتوقع عبد المحسن تعرض محصول الذرة لذات الخسارة التي تعرض لها محصول السمسم، مؤكداً أن البنك الزراعي لم يتدخل إلى الآن بشراء الذرة حتى من صغار المزارعين، مشيراً إلى أن سعر أردب الذرة بسوق المحصول 420 جنيها وأن المزارع في حاجة لمال لتسيير عملية الحصاد وبالتالي يضطر لبيع جزء كبير من المحصول بالسعر الحالي للسوق وهذا يستنزف جزءا كبيرا من المحصول وبالتالي لا يستطيع المزارع سداد مديونيته للبنك الزراعي في حال استمرار هذا الوضع، أضاف: "هذا ينبئ بحدوث كارثة كبرى للمزارع في محصولين وهذا يعني خروجه من دائرة الإنتاج"، مؤكداً أن هذا بسبب عدم تنفيذ السياسات الصادرة من الجهات المسؤولة، لافتاً لقدرة المزارعين على امتلاك زمام أمورهم وحل مشكلاتهم دون دعم أو سياسات حال انتظامهم في جمعيات. وطالب رئيس اتحاد الزراعة الآلية أحمد أبشر بالتزام الحكومة بشراء محصول الذرة كما وعد نائب رئيس الجمهورية إبان اجتماعه بالمزارعين في شهر نوفمبر المنصرم حيث وعد بشراء أردب الذرة بواقع 500 جنيه للأردب عبر البنك الزراعي، مؤكداً شراء البنك الزراعي للذرة من صغار المزارعين فقط في وقت تدنت فيه أسعاره حتى وصلت ل 350 جنيها للأردب، الأمر الذي يعرض المنتجين لخسائر كبرى خصوصاً إذا وضع في الاعتبار التكاليف العالية للحصاد في هذا الموسم، مناشداً نائب رئيس الجمهورية بتنزيل التزامه وشراء الذرة من جميع المزارعين دون فرز، مشيراً لإنتاج كبار المزارعين لنسبة 75% من الإنتاجية الكلية لمحصول الذرة، مؤكدا ضعف الإنتاجية لتأثر بعض المناطق بزيادة معدلات الأمطار. قال أبشر إن السعر المعلن 500 جنيه لأردب الذرة غير مجزٍ للمزارع ولكنه أفضل من الأسعار الموجودة بالسوق، مشيراً لبطء سير الحصاد نتيجة لندرة الأيدي العاملة وزاد أن تأخر الحصاد يزيد من نسبة الفاقد. وأكد رئيس اتحاد مزارعي الحدود الشرقية أحمد عبد الرحيم تدني أسعار الذرة، مشيراً إلى أن السعر التركيزي الذي أعلنته الدولة 500 جنيه للأردب غير مجز وأن السعر في السوق ما بين 430 و435 جنيه، مؤكدا أن السعر المعلن يعرض المزارعين للخسائر, مشيراً لعدم وجود آلية شراء للذرة إلا عبر البنك الزراعي وإلى الآن لم يشتر إلا من صغار المزارعين بالمحليات، وأضاف أن المزارع يحتاج في هذه الفترة للسيولة لتسيير عملية الحصاد وهذا يعرض المزارع إلى خسائر وبالتالي لا يستطيع سداد ما عليه من مديونية من البنك وقال إن هذه الأسعار تشكل خطورة على المزارعين ومستقبل الزراعة وعدم مقدرة المزارعين على الزراعة في الموسم المقبل.