قتل ما لا يقل عن 30 شخصاً وأصيب العشرات بينهم أطفال تم نقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج، إثر انفجار شاحنة وقود محملة ب"بالبنزين"، بطريق "الخرطوم-مدني" قبالة منطقة فداسي الحليماب. وبينما فشل الأهالي في التعرف على بعض القتلى لتفحم الجثث، تحولت ساحة "مشفى الحوادث ومشرحة المدينة الرئيسي" إلى سرادق لتلقي العزاء. وأثار دوي الانفجار، الرعب والهلع وسط سكان "فداسي" الذين ظلوا يتفقدون أبناءهم طوال الليل بعد تردد معلومات عن تفحم عدد من الجثث، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي. وقالت مصادر عليمة، إن أكثر من (26) جثة تفحمت في الحال فيما توفى نحو (4) أشخاص آخرين بعد نقلهم إلى المشفى، وإصابة العشرات لدى محاولتهم شفط الوقود من شاحنة انقلبت قبل أن تنفجر بالقرب من منطقة فداسي، وأشار الشهود إلى احتراق (3) سيارات و(6) "رقشات" بجانب دارجة نارية كانت ترابط بالقرب من مكان الانفجار. وطبقاً للشهود، تعود تفاصيل الحادثة، إلى أن ناقلة وقود في طريقها من الخرطوم إلى دولة أجنبية مجاورة، انقلبت إحدى مقطوراتها بالقرب من قسم شرطة فداسي الحليماب شمالي مدينة ود مدني مساء أمس. وقال الشهود إن عدداً من سكان منطقة "فداسي" وقرى مجاورة لها، تجمهروا بالقرب من الشاحنة عقب انقلابها وبدأ بعضهم في شفط الوقود المتسرب منه، وأضاف الشهود: "وبينما كان المواطنون منهمكين في عمليات شفط الوقد وجمهرة آخرين، انفجرت الشاحنة وأحدثت حريقاً هائلاً". وقالت مصادر مطلعة، إن الانفجار أسفر عن تفحم أكثر من (26) جثة وإصابة أكثر من (50) شخصاً آخرين بينهم أطفال تم نقلهم إلى مستشفى الطورائ بودمدني ومستشفى جراحة الأطفال بالمدينة، كما جرى نقل مصابين إلى مستشفى مدينة الحصاحيصا الواقعة شمال المنطقة، وتابعت المصادر: "لا زال حصر الجثث جارياً حتى وقت متأخر من الليل" (حتى مثول الصحيفة إلى الطبع). وأثار دوي الانفجار، الرعب والهلع وسط سكان "فداسي" الذين ظلوا يتفقدون أبناءهم طوال الليل بعد تردد معلومات عن تفحم عدد من الجثث، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي. ورصدت (السوداني) تجهمر عدد كبير من سكان فداسي والقرى المجاورة، بمستشفى الحوادث بودمدني بعد نقل المصابين، وسط ارتفاع أصوات "بكاء ذوي القتلى والمصابين". وقال أحد مواطني المنطقة بينما كان يذرف الدموع داخل المشفى، إن الوضع كارثي ومأساوي "لا أحد لديه معلومة بأسماء الموتى لأن الجثث تفحمت.. جميع الأسر تبحث عن أبنائها المفقودين"، واضاف ل(السوداني) بحسرة: "كما تشاهد الكل يبحث والكل يبكي ولا وقت للحديث وكلنا في الحزن واحد فالجميع من المنطقة"، وقال إن هناك عدداً من الجثث تفحمت "كما أن مشهد المصابين محزن.. الجميع في حالة هلع وبحث عن ذويهم المفقودين". بينما تحولت مشرحة ودمدني، إلى سرادق عزاء، وبدأ المواطنون يتبادلون التعازي فيما بينهم، رغم عدم تأكدهم من أسماء المتوفين وعددهم نسبة لتفحم الجثث وغياب الكثير من المعالم عنها. وهرع إلى مشرحة المدينة مدير شرطة الولاية اللواء علي الطيب، ووزير الصحة بالولاية د.عماد الدين الجاك، بينما ظل والي ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا في طواف بين مستشفى الحوادث ومستشفى الطوارئ بشرق النيل ومستشفى حوادث الأطفال لتفقد المصابين والوقوف على الوضع. وشاهد مراسل (السوداني) رئيس المجلس التشريعي بالولاية جلال من الله جبريل، بمستشفى الحوادث بمدني، قبل أن يتوجه إلى موقع الانفجار بفداسي، برفقة عدد من المسؤولين والنواب بالولاية. وهرع رجال الإطفاء إلى مكان الانفجار، كما أغلق رجال المرور والدوريات الأمنية، الطريق القومي لساعات ومنعت السيارات من المرور، تجنباً لانتقال الحريق أو وقوع حوادث مرورية. غير أن عدداً من المواطنين استنكروا، تباطؤ السلطات في اتخاذ التدابير اللازمة عقب انقلاب الشاحنة وقبل حادث الانفجار، وإبعاد المواطنين من مكان الحادث لتفادي وقوع خسائر. يشار إلى أن ذات الموقع كان قد شهد قبل عامين، انفجار شاحنة محملة بالإسفنج بعد ملامستها الخط الرئيسي الناقل للكهرباء ما أدى لانفجار هائل أسفر عن إصابة مواطنين بالهلع.