منذ مغادرته السلطة ظل الفريق صلاح قوش يمارس أنشطته التجارية وحياته الجديدة بقدر كبير من التناقضات، وتقول الشواهد أنه تارة يدير شئونه بعقلية رجل المخابرات الذي لا يثق في أحد بعد أن أدلى بمقولته الشهيرة (الأوفياء في حياتي قليلون) وتارة أخرى تجده شخصاً عادياً لا يعبأ بأمنه الشخصي.. يلعب (الحريق) ويجلس على مقاعد بائعات الشاي ويطرب لنغم الطمبور، ويشارك بحلقات الذكر في (مسيد) الصالحين.. في تسفاره أو في تجواله في شوارع العاصمة الخرطوم يكون وحيداً داخل سيارته، كثير الاستعانة بعقليته الهندسية في تقدير المسافة وقراءة الطريق.. ثم لا ينسى ممارسة لعبته المفضلة "الروليت" لتضاف هذه الهواية إلى توصيفاته المتناقضة صفة "المغامرة".. وأمام كل هذه التناقضات التي يدير بها الرجل نشاطه تزدحم المشاهد والروايات عنه.. جدل حوله: ذات رحلة على طريق شريان الشمال أوقف الرجل سيارته وتناول طبق فول ثم جلس على "برش" مهترئ ودفع حسابه ثم غادر، وما يزال الذين شاهدوه منقسمون إن كان ذاك البسيط هو ذات "المرعب" أم شخص غيره؟.. في الخرطوم وتحديداً على مساحات شارع النيل، لم تعرف بائعة الشاي أن ضيفها اليومي من الشخصيات المهمة إلا بعد وقوع اشتباك بين جنود للشرطة وضابط مع عدد من الشباب بعد حملات "كشة" ومطاردات لبائعات الشاي، فنادى الرجل على الضابط وأمره بسحب جنوده من المكان بهدوء.. وفي إحدى ولايات البلاد يتحدث الناس عن شيخ طريقة صوفي أصابه "العمى" فقرر قوش سفره إلى "تايلاند" وعاد الشيخ بعد أن ارتدَّ له بصره.. كل هذه المواقف والطرائق الظاهرة التي يتعامل بها الرجل قد تجعل من الصعب لأي محلل في علم النفس السياسي أو الاجتماعي الإحاطة به وسبر أغوار شخصيته الناضحة بالغموض والتناقض والمفاجآت. حقائق جديدة برغم الجدل الكثيف حول انتماء الرجل للختمية ومبايعته مثار الجدل، إلا أن الفريق قوش، يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أنه حسم موضوع البيعة باكراً، ويضيف: في عمري بايعت مرة واحدة وقد كانت في العام 1989 للرئيس البشير وما تزال هذه البيعة في عنقي وليس لي أية بيعة أخرى.. وكشف قوش بأن علاقتهم كأسرة بالختمية علاقة قديمة بحكم الانتشار الجغرافي للطريقة في مناطق شمال السودان، وأوضح بأنه قام بزيارة الخليفة الشيخ تاج السر ود إبراهيم في مسيده بمنطقة "الاراك" لأنه أحد أهم رموز المنطقة وقام بمساندته في الانتخابات الماضية، فيما نقلت مصادر مقربة من الخلفية ود إبراهيم بأن مولانا الميرغني نفسه ذات اعتقال توسط لدى الرئيس البشير لإطلاق سراح قوش.. وإن كانت علاقة قوش بالختمية علاقة تاريخ وانتماء أسري ومؤازرة سياسية واجتماعية، فإن الفريق قوش يشير إلى أن علاقته مع كل الطوائف والطرق الصوفية وجماعة أنصار السنة المحمدية علاقات تواصل راسخة، أسهم العمل العام والمهام الرسمية التي اطلع بها في توطيد هذه العلاقة، ويقول: "أتواصل مع السلفيين وأنصار السنة والشيخ الطيب الجد في أم ضواً بان وأزرق طيبة في الطريقة القادرية بالجزيرة وأبناء وأحفاد الشيخ المكاشفي بالمناقل والشيخ موسى شيخ الطريقة التجانية بنيالا والشيخ البادرابي في الهلالية، بجانب زياراتي التي لم تتوقف للمسائد الطرق الصوفية مثل الفادنية في أمبده ومسائد الشيخ ود بدر والشمالية".