حظي إعلان الحكومة الإماراتية إرسال أول شحنة مشتقات نفطية للسودان مطلع فبراير المقبل عبر شركتها (أدنوك) ضمن اتفاق بين الحكومتين، بارتياح كبير من قبل الأوساط ذات الصلة لجهة إسهام هذه المشتقات في سد فجوتها وتوفيرها لما كان ينفق على استيرادها من نقد أجنبي، في الوقت الذي دعا فيه وزراء سابقون وغيرهم بقطاع المواصلات لأهمية أن يتم الاتفاق بين الحكومتين على توفير إمداد طويل الأجل لتوفير الاستقرار فيه وفك الاختناقات وتوجيه جُعلٍ مقدرٍ منها لصالح دعم قطاع المواصلات والنقل بشكل عام. وزير المالية السابق علي محمود عبد الرسول أكد ل(السوداني) أن شحنة الجازولين والمشتقات النفطية التي ستوفرها شركة أدنوك الإماراتية للسودان عبر الدفع الآجل -والتي تصل في مطلع فبراير المقبل- ستسهم في حدوث وفرة في المشتقات النفطية، فضلاً عن توفيرها للمبالغ التي كانت تخصصها الحكومة لاستيرادها من الخارج بالنقد الأجنبي، فضلاً عن توفيرها للبنود المرصودة لها لتوظيفها في توفير سلع أخرى ضرورية. إمداد مستمر: وأشار رئيس شعبة النفط بلجنة الطاقة والصناعة بالبرلمان القومي وزير الدولة الأسبق بالنفط مهندس إسحاق بشير جماع ل(السوداني) إلى أن استهلاك البلاد من الجاز أويل يقدر ب(80) ألف طن / اليوم وما ننتجه بالمصافي (4) آلاف طن / اليوم ولذلك فإننا نحتاج لاستيراد ما يعادل (4) آلتف طن /اليوم من السوق الخارجي، الأمر الذي يمثل عبئاً على موارد البلاد من النقد الأجنبي. وأبان جماع أن شحنة المشتقات البترولية التي سترد للبلاد من الإمارات عبر شركة أدنوك الحكومية تحتوي على عدد من الميزات أهمها أنها تعتبر للحكومة السودانية أفضل من الشراء بالدفع الآجل من الشركات التجارية البحتة، فضلاً عن أن مثل هذه الاتفاقيات التجارية عندما تكون بين حكومتين أفضل من التعامل مع القطاع الخاص التجاري فيما يلي تقليل تكلفة السداد الآجل، مشيراً إلى أن السودان أحوج ما يكون لمثل هكذا تعاون حكومي خاصة إن كانت هذه الإمدادات النفطية لفترات طويلة لمدة عام مثلاً، أي أن تستمر عملية الإمداد طيلة العام المتفق عليه لما يحدثه ذلك من استقرار في إمداد المشتقات النفطية وعدم حدوث اختناقات بفعل زيادة الطلب، مبيناً أن ذلك من آثار انفراج علاقات السودان الدولية ورفع العقوبات. دعم النقل: وأشار المدير الأسبق لشركة مواصلات ولاية الخرطوم أن المشتقات النفطية خاصة الجازولين التي ستصل للبلاد قادمة من الإمارات لابد من توجيهها لقطاع المواصلات وترحيل السلع والبضائع وبسعر مخفض حتى تنسحب بشكل إيجابي على أسعار التعرفة والسلع بشكل عام.