وعلى ذكر اللواري يجول بخاطري المثل الذي يستخدمه أهلنا في مناطق النيل الأبيض وجنوب كوستي وهم يقولون: (بجي الخريف واللواري بتقيف) وهذه المقولة يطلقها الأهالي على أصحاب التركترات الذي يجرون من خلفهم مقطورة حديدية على شكل صندوق كبير لحمل الركاب وأمتعتهم وبضائعهم في موسم الخريف فقط نسبة لوعورة الطرق وكثرة الأمطار والأوحال ولكن عندما تجف الأرض ويذهب الخريف يتجه الأهالي إلى ركوب اللواري التي يعتبرونها أكثر سرعة وراحة من التركترات التي يقل طلبها في ذلك التوقيت، فلذلك نجد سائقي التركترات يقولون للركاب وهم على متن اللوري (بجي الخريف واللواري بتقيف). (2) ويمزج الأستاذ الفنان صديق عباس ركوب اللواري برومانسية وحنين في منتهى الروعة والجمال وهو يقول: (أنا بركب اللواري وأتابع القماري وأزور الشيخ اللّيِن عشان الشاغل بالي) إلا أن لوري الدكتور عبد القادر سالم يوفر للمستمع سياحة جغرافية تعريفية بمناطق كردفان الجميلة وهو يصدح ويقول: (اللوري حلا بى دلاني في الوِدى)، والوِدى تلك من أجمل مناطق كردفان ولكن لقلة سائقي اللواري في بداية أربعينيات القرن الماضي وباعتبار سائقي اللوري من أحد معالم المنطقة فقد شدا كروان الحقيبة فضل المولى زنقار قائلاً: (دو دو بي اللوري دودو بي وسواقوا عبد الحي) فنجده وثَّق لعبد الحي الذي كان من أشهر سائقي اللواري في تلك الفترة، وعلى ذات النسق مثلما تم التوثيق للسائق عبد الحي من أمدرمان فقد وثق عبد الرحمن عبد الله لأشهر سائقي اللواري في كردفان واسمه كباشي فترنم قائلاً: (كباشي لو برضى وسدني ودبندة خلي ناخد سندة) ولكننا نلحظ أن الفنان القامة حمد الريح قد زج باللوري في أروع أغنياته الحماسية وأغاني المروءة والنفير فقال: (عجبوني أولاد الأهالي عجبوني وسروا بالي ترسوا البحر بالطواري وما شالونا باللواري)، فيما مارست عقد الجلاد استدعاءً جميلاً ل(بوري) اللوري وهي تردد: (يا اللوري عليك الرسول بوري)، أما الفنانة ندى القلعة فقد أثارت قبيل أشهر ردود أفعال واسعة وذلك بعد ظهورها وهي على متن ذلك (اللوري) والذي يبدو أنه أيضاً استطاع أن يجذب إليه تلك الفنانة الجماهيرية. (3) اللوري لم يكتفِ بالمساحات الواسعة التي قطعها وأخذها من أشعار الأهالي والمواطنين بل اقتحم معسكرات الجيش وصار يلهب الحماس في رياضة الجري للعساكر وهم يعبرون عن أشواقهم لذلك اللوري الذي يقولون عنه: (اللوري هينو طن الشال الطالبة خلاني براي) وأحسب الكثير منّا قد سمع بأغنية (في سنجة بركّبُوا في السفنجة) والسفنجة المقصودة هنا اسم لإحدى اللواري من ماركة بدفور وقد جاءت بعد اللوري (الأوستن) وسميت بالسفنجة لأنها كانت مريحة وأكثر مرونة وتهادياً في الرمال ولذلك شُبّهت بالسفنجة الحذاء بجانب لونها الأزرق الجميل، أما اللوري (الأوستن) الذي سبقها فقد حظي بعدة أسماء أشهرها (أبو الصديق) نسبة إلى أنّ الحاج أبو الصديق هو من أوائل التجار الذين اشتروه وهو من مناطق النيل الأزرق وذلك في نهاية ستنيات القرن الماضي، أما الاسم الذي كان أكثر ارتباطاً بالأوستن هو اسم (أبيض ضميرك) لأن الأوستن جاء وجهه ومقدمته باللون الأبيض الناصع فضلاً على أنه تزامن مع أغنية الفنان الكبير الطيب عبد الله من كلمات الحلنقي (إنت يا الأبيض ضميرك).