فوجئت الاتحادات الوطنية الإفريقية من خلال الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم التي عقدت قبل أسابيع بسيشل إحدى الجزر الإفريقية التي تقع في المحيط الهندي، وتعتبر الأجمل بطبيعتها الساحرة التي جعلت منها قبلة للسواح وتميزها بالأمن وتعامل شعبها الراقي وهي بلد مفتوح لايحتاج لتأشيرة دخول، فوجئت الاتحادات بنص قدم كاقتراح من الاتحاد الجزائري بإجراء تعديل في النظام الأساسي للكاف بخصوص انتخاب الرئيس حيث أصبح يشترط على من يتقدم لهذا المنصب أن يكون من أعضاء المكتب التنفيذي وبالتالي قطع الطريق أمام كل الشخصيات التي أبدت رغبتها في خوض الانتخابات القادمة التي تقام بالمغرب في مارس من العام المقبل. وكعادة الجمعيات العمومية للاتحاد الإفريقي التي تأتي جاهزة وتبصم على مقترح حتى دون أن تطالع نصه فقد أجيز بالإجماع وأصبح ملزماً رغم أنه قرار يتنافى مع ديمقراطية العمل الرياضي التي لاتسمح حتى بتدخل الحكومات في النظام الأساسي وأن من حق أي شخص أن يترشح لأي منصب رياضي. المقترح ومع احترامنا للسيد محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري وعضو المكتب التنفيذي للاتحادين الإفريقي والدولي والنائب الأول لرئيس الاتحاد العربي قصد منه مساعدة السيد عيسي حياتو ليبقى في منصبه لدورة جديدة ليحقق الرقم القياسي حيث يكمل في العام المقبل ربع قرن من الزمان في منصب الرئيس بعد أن تم انتخابه في المغرب العام 1988 من القرن الماضي وللأسف الكل يعلم أن حياتو لم يعد يملك مايقدمه لكرة القدم الإفريقية التي مازالت تعاني من المشاكل وفشل في تطوير منافساته التي أصبحت تمثل عبئاً ثقيلاً على الأندية لضعف الرعاية وهي تتحمل كل منصرفات المشاركة في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها كل دول القارة. حياتو اقترب من السبعين ويعاني من فشل كلوي وقد كشفته الكاميرا في أكثر من مناسبة وهو يغالب النعاس بل أحياناً في نوم عميق وإن كانت الاتحادات قد جددت فيه الثقة في الدورة السابقة حتى يعايش نهائيات كأس العالم 2010 تقديراً لدوره في منح إفريقيا هذا الشرف لأول مرة فليس هناك الآن سبباً مقنعاً ليبقى في المنصب لدورة جديدة تتطلب عقلية جديدة. عيسي حياتو يعلم جيداً أن هناك شخصيات تملك الفكر والمال تهدد عرشه وعلى رأسها الأيفواري جاك أنوما عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم وأحد أغنياءالقارة والكل يعلم أن المال هو أفضل وسيلة لكسب الأصوات في القارة السمراء فالولاء للدولار قبل الأفكار وبالتالي أراد حياتو إغلاق الطريق أمام جاك وغيره من الطامعين. أعلم جيداً من خلال لقاءاتي العديدة مع السيد عيسى حياتو وعلاقتي بالسيد محمد روراوة أن الرجيلين تربطهما صداقة قوية ولهذا قاد الاتحاد الجزائري هذا الاقتراح وكنا نتمنى كعرب أن يتقدم رواروة بترشح نفسه للرئاسة حتى يعود المنصب للعرب كما كانت بدايته وهو بلاشك بمايملكه من خبرة وكفاءة عالية جدير بالمنصب وسيجد دعماً كبيراً من الاتحادات الوطنية خاصة العرب والدول الناطقه بالفرنسية. نقول لحياتو (قليل من الحياء) ترجل وأفسح المجال لغيرك فلم تعد تملك ماتقدمه.