المدير العام لمحلات ملوك للأحذية إيهاب أنور سليمان تحدث ل(كوكتيل) حول الأمر من خلال عدد من الأبعاد قائلاً: (أولاَ جزئية الحديث عن الحذاء والاهتمام به هي آخر جزئيات آدم السوداني إلا من رحم ربه)، وأضاف ممازحاً: (نحن لولا المنتجات النسائية من الأحذية كنا حنقفل المحل دا زمان)، وعبر تحليل شامل تحدث سليمان مضيفاً: (قدم الإنسان هي آخر جزء في تكوينات الإنسان الجسدية أما الاهتمام بصحتها وسلامتها وأناقتها فهي آخر اهتمامات الرجل السوداني، ونسبة من يهتم بها قليلة جداً مقارنة بالدول الأخرى الواعية والمدركة للشخصية وأبعادها وصحتها وسلامتها، فكل مشكلات الجسد الصحية وأحياناً النفسية تبدأ بالقدم وتنتهي عندها). (2) ويواصل إيهاب - من خلال خبرته الكبيرة في مجال بيع الأحذية -: إن الشخص الذي يهتم بمظهر حذائه وصحة قدميه هو شخص واعٍ ومثقف وأنيق ومُرتب وذلك وفقاً للتصنيف العالمي للرِجال بصورة خاصة، مؤكداً أن هناك دراسات طبية وعلمية عالمية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإصبع الصغير في القدم اليمنى يرتبط بصورة مباشرة مع الكبد ووظائفها أما الأيسر فمهمته القلب ووظائفه، وقدم الإنسان بصورة عامة تتعلق بها مشكلات الظهر والعمود الفقري والكثير من الوظائف الصحية لذلك لابد من الاهتمام بها وبسلامتها عبر الحذاء، وعند الرجوع للخلفية القديمة والإرث التاريخي للبلاد تجد أجدادنا القدماء يمتلكون ثقافة عالية في نوعية وكيفية إنتقاء الحذاء وقد تكون ثقافة الانجليز هي التي فرضت على القدماء هذه السلوكيات. (3) أما العاملون بالمحل فقد ابتدرت الحديث منهم الموظفة المسؤولة عن القسم الرجالي قائلة: (على فكرة نحن اليوم بعنا قطعة رجالية واحدة فقط، ونادر جداً ما يهتم الرجل السوداني بمظهر حذائه والجماليات التي تنعكس من خلال نوعية الحذاء)، فيما تحدثت عن أنواع الأحذية وقالت إن هنالك أحذية رياضية تخدم القطاع الرياضي تتماشي وتتناسب مع المجهودات الرياضية بالإضافة إلى أن هنالك حذاءً زراعياً وآخر عسكرياً وآخر طبياً وغيرها من التخصصات، مشيرة إلى أن المواطن السوداني يخلط الحابل بالنابل ويميل إلى التقليد الأعمى للعولمة الهوجاء، وذلك في نقله وتبنيه ثقافة الدول الأخرى دون مراعاة للبلاد وأجوائها ويرجع ذلك لانتشار وسائط التواصل الاجتماعي الكبيرة والميديا بأنواعها. (4) من جانبه أشار إيهاب إلى أن علماء النفس والباحثين في بعض الأحيان يحللون شخصيات الرجال عن طريق أحذيتهم فعلى سبيل المثال إذا وجد شخصاً يرتدي نوعية محددة من الأحذية ذات خمس فتحات وبها رباط ولديها عنق يمكنه أنت تصنيفه بأنه شخص ينتمي للسلك العسكري أو ضابط، وإذا وجد أحدهم يميل إلى إرتداء (المركوب) فهو شخص يحمل حساً وطنياً عالياً وغيرها من التصنيفات التى تنعكس على التصرفات الفعلية، أما جزئية الأسعار فهي تختلف على حسب نوعية وجودة الحذاء وتخصصه وماركته فهي تبدأ من 70 جنيهاً وقد تصل إلى أكثر من ألف جنيه. (5) تقول دراسة مصرية (المظهر يقود أحيانا إلى الجوهر.. فالشاب الذي ينتعل حذاءا متسخا يوحى بأنه شاب مهمل، وغير مكترث لمظهره الخارجي، أما من يشع حذاءه رائحة كريهة يترك إنطباعا بأنه غير مهتم بنظافته الشخصية، أما الذي لا يتماشى حذائه مع لباسه فقد يوحى بأنه شخص لا يهتم بتناسق ملابسه ولا يكترث لإراء الآخرين مما يعطى انطباعا بأنه شخص متسرع لا يتأنى في قراراته, أما الرجل الذي يرتدى حذاءا قديما لا يتماشي مع موضة الوقت الحالي فيدل على أنه شخص روتيني غير متطلع، ولا يسعى لتطوير نفسه وحياته. ويعد نوع الحذاء دليل قوى على شخصية الرجل).. فعلى سبيل المثال: إرتداء الأحذية الرياضية أو أحذية المشي تعكس شخصية مرحة وسهلة التعامل معها، وفي نفس الوقت تدل على أنه شخصية عملية إلى حد كبير, أما الرجل الذي يرتدي الحذاء ذو الكعب العالي هو مخادع بشكل كبير لأنه يحب الصور المزيفة, أما الرجل الذي يرتدى أحذية ذات ماركات عالمية والتي تعد باهظة الثمن فإنها تكون بمثابة وسيلة يريد صاحبها من خلالها الإفصاح عن مركزه الاجتماعى وثرائه، مما يعنى أنه شخص متكلف يؤمن بالمظاهر الخارجية. ولكن من ناحية أخرى، هناك أمر مهم ذكره الخبير أحمد توفيق ويجب أخذه في الحسبان ألا وهو يجب الحكم على حذاء الرجل طبقا للمكان والمناسبة وليس بشكل عشوائي.