مدرسة نسيبة بنت كعب الأساسية للبنات تقع بمدينة أم درمان بحي الثورة الحارة (13) بمحلية كرري، وتعد إحدى المدارس الحكومية التي أنشئت في عام 1973م بالجهد الشعبي. المدرسة عقب افتتاحها ظل أهالي المنطقة يرعونها بمتابعتهم ودعمهم المتواصل، لتكون بمثابة التضامن الشعبي المساهم في عملية التعليم المدرسي بالبلاد، لتشهد فيما بعد المدرسة وضع رؤية ورسالة خاصة بها بالتعاون مع جميع عناصر العملية التعليمية بالمنطقة من إدارة ومعلمات وطلاب وأهالي، وخلصوا جميعاً لأن تكون رؤية وهدف المدرسة التفوق عبر صناعة مؤسسة تعليمية رائدة ذات أداء متميز لتحقيق أهداف وطموحات الأفراد، والتميز على جميع الصعد وتسخير المرافق والاحتياجات والوسائل التعليمية عبر توفيرها من الجهد الشعبي. أصل الحكاية كل الأحاديث المنمقة عن الجهد الشعبي والرسالة التعليمية والمسؤولية الاجتماعية في خلق بيئة مدرسية ملائمة، بددتها تذكر (السوداني) لسبب الحضور إلى المدرسة، لتغطية حدث انهيار مرحاض راحت ضحيته المعلمة رقية محمد صلاح الدين، التي ضجت وسائل التواصل الاجتماعي به وأثار الكثير من السخط والخوف قبل الجدل.. قبل أن يُضاعف من الحنق ما تسرب من معلومات تقول إن عدد طالبات المدرسة يقارب ال700 طالبة في بيئة تعليمية متردية، الأمر الذي زاد من معدلات القلق إزاء مخاطر وجودهن في تلك البيئة بعد الحادثة. البيئة المدرسية عند الدخول للمدرسة يتسرب إحساس مخادع بأنها إحدى مدارس وسط العاصمة بسبب البيئة المدرسية المترعة بالأشجار والتقسيمات الجيدة للمباني ولساحة المدرسة.. فمن الاستقبال تبرز خضرة الأشجار وأرض تكسوها ال(نجيلة) في خضرة زاهية يتوسطها علم السودان يرفرف بشموخ. الدهشة هي رد الفعل العفوي إزاء مشاهد الجمال المضاد تلقائياً للصورة الذهنية بأن المدرسة عبارة عن مقبرة للطلاب وليس مدرسة لها قاعدة وثقل من المعلمين والطلاب. فاجعة الانهيار مصدر داخل المدرسة – فضل حجب اسمه – تحدث ل(السوداني) حيال تفاصيل الحادثة، واصفاً المشهد وقتها بالهدوء التام في المدرسة، حيث لم يكن هناك ما يشير إلى أن الأقدار تخبئ الحدث الجلل، مرجحاً أن الحادثة وقعت حوالي بين الساعة 10- 11 ظهراً تقريباً، كاشفاً عن الفقيدة كانت لتوها قد انتهت من حصص ما بعد الإفطار.. وأضاف: لم يكن هناك شخص راشد قريب من المعلمة وقت دخولها للمرحاض ولكن بحسب الوقائع فإن إحدى التلميذات بدأت في الصراخ فركض الجميع لمعرفة ما يحدث. (رفض المصدر مواصلة الحديث من فرط حزنه وبكائه). قبل الانهيار المعلمة أميرة نجم الدين كانت المعلمة التي استثناها القدر من الحادثة، إذ كانت الشخص الوحيد الذي استخدم ذات المرحاض قبل الفقيدة، وتذهب أميرة في حديثها ل(السوداني) إلى إنها بالفعل استبقت رقية إلى المرحاض ولم تلحظ أي آثار للتصدع أو إيحاءات للانهيار، وأضافت: "قدَّر الله وما شاء فعل". ووصفت نجم الدين الحمام بأن شكله العام مقبول فأرضيته ثابتة تشبه أرضية المكتب من ناحية التماسك وعدم الثقوب، أما من ناحية عمره فيبلغ أربعين عاماً، وأضافت: "بالتأكيد فترة كافية لسقوطه لأنه لم يحدث ترميم طوال تلك الفترة". من زار موقع الحادث؟ فور سماع خبر انهيار الدورة بالمعلمة سارع وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم فرح مصطفى والمدير العام لمرحلة الأساس فتح الرحمن فضل المولى، ومدير الإدارة التعليمية لمرحلة الأساس محمد عبد القادر، بالإضافة إلى مدير الإدارة التعليمية محلية كرري أبو القاسم محمد أحمد البشير، ومعتمد محلية كرري الصادق محمد الحسن، ومدير مرحلة النقابات واتحادات المعلمين من الخرطوموأم درمان وبحري، وتقاطر الكثير من المعلمين والزملاء فور سماعهم بالخبر، حيث حضر الجميع انتشال الجثة والذهاب بها إلى منزل ذويها وانتظروا حتى مراحل تجهيز الجثمان ومواراته الثرى. ردة فعل الأسرة أسرة الفقيدة فجعت بالخبر الذي وقع على رأسها كالصاعقة، نسبة لطيبتها وحسن خلقها وعلمت (السوداني) أن الفقيدة أم لخمسة أطفال. الأسرة بدت مؤمنة بقضاء الله وقدره مُسلِّمة أمرها لله.