عندما أصدر المجلس القومي للصحافة والمطبوعات قبل سنوات قرارا بإيقاف عدد من الصحف الرياضية وأعلن عن صدور قرار بسحب القيد عن بعض الصحفيين اتهم بعض الزملاء السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ بأنه وراء القرار لأنه ظل يتعرض للإساءة ولا أقول الانتقاد لأن ماكان يكتب هو إساءة ولا يقع في باب النقد رغم أن الرجل كان بريئا من تلك التهمة وأن مجلس الصحافة وجهات أمنية رأت أن ما يكتبه بعض الصحفيين وفي بعض الصحف يمثل خطرا على المجتمع عامة والمجتمع الرياضي خاصة. يومها طالبنا بأن تركز العقوبة على الصحفيين الذين يخرجون عن الخط لأن إيقاف الصحيفة يعني تشريد صحفيين وإداريين وعمال لاذنب لهم وبالفعل نجحت المبادرات في تأجيل القرار على أن يوقع رؤساء التحرير والصحفيون المتهمون على ميثاق شرف بأن يلتزموا برسالة الصحافة بالبعد عن المهاترات واحداث الفتنة وتم التوقيع في قاعة المجلس وفي شكل حفل تبودلت فيه الكلمات. ولكن وقبل أن يمضي على الاتفاق أيام عادت نفس الأقلام لتكتب وتسيء وتنشر التعصب وتسيء للأبرياء لم يسلم منها الإداريون ولا اللاعبون ولا الحكام ولا الصحفيون والمشجعون وهي اقلام معروفة ومحددة تكتب دون رقابة تتهم كل من يخالفها الميول او الرأي بالكذب وترهن نفسها لمن يريد أن يصفي حساباته مع شخص آخراليوم مع فلان وغدا ضده . وللآسف فشل مجلس الصحافة في القيام بدوره في ضبط الآقلام المنفلتة رغم ارتفاع الأصوات التي تطالب بالتدخل ورقم الشكاوي الكثيرة التي تتسلمها لجنة الشكاوي وفشل لجنة الرصد في المتابعة وبالتالي وصل الحال الآن الى الشغب والاشتباك بين جماهير الهلال والمريخ والذي بدأ في قمتي الدوري والكأس الموسم الماضي بسبب عبارات كتبها أحد الصحفيين ووصل الحال الى أسوأ في قمة الكنفدرالية بعد أن قامت جماهير المريخ بتحطيم جزء من كراسي استاد الهلال أيضا بسبب اتهام أحد الصحفيين للمريخ برشوة الحكم ورد آخر بأن الهلال هو الراشي وجاء الرد أعنف من جمهور الهلال في ديربي الممتاز لأن هناك من كتب وطالب بالقصاص وكأننا في حرب . أتيحت لي الفرصة لمداخلة في حلقة بقناة النيلين تناولت ماحدث في المباراة الأخيرة وقلت إن الصحافة الرياضية ممثلة في بعض الأقلام والكل يعرفها هي السبب فيما حدث وقلت إننا لا نطالب بإيقاف الصحف ولا الصحفيين ولكن نطالب بمحاسبتهم إما أن يلتزموا بالمهنية ويبتعدوا عن التعصب او يتركوا المهنة. هذا الرأي ظللت أجاهر به عبر زاويتي وفي كل الأجهزة الاعلامية وأكرر من جديد أن بعض الأقلام أصبحت الآن تمثل خطرا على واقعنا الرياضي بعد أن دنست سمعتنا وهي تتحدث عن رشوة الحكام واللاعبين وتسيء لاداريين ونسعد الآن للخطوات التي بدأت من أجل إصلاح الحال والمضحك بدلا من أن يعترفوا بالخطأ يمادون فيه ويتهمون من جديد السيد جمال الوالي بأنه وراء التحركات الأخيرة علما بأن الكل رفع صوت المطالبة بمراجعة حال الصحافة الرياضية وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية الذي تابع المباراة في القضارف وأبدى أسفه وانتقد الصحافة الرياضية كما ذكر مرافقوه. لو كان لجمال نفوذ وقدرة على إيقاف الصحف لفعل ذلك وهو مستهدف ولاعبوه من الذين يتهمونهم اليوم. حروف خاصة لست أفضل من الذين أساء إليهم الرشيدعلي عمر.