خطوة الطرف الواحد التي أقدمت عليها الحركة الشعبية، بدت مختلفة عن تلك المعلنة من قبل ما يعرف بمبادرة (السائحون). وقطع الأمين العام ل(السائحون) فتح العليم عبد الحي في حديثه ل(السوداني) أمس، عن أن قطاع الشمال أخطرهم منذ وقت مبكر بعزمه على القيام بتلك الخطوة، معتبراً الخطوة التي قام بها قطاع الشمال أكبر من المبادرة من حيث العدد والأسماء التي ضمتها، وأضاف: "خطوة الحركة تقارب الضعف مما طرحته المبادرة، وهي خطوة في الاتجاه السليم". خامس مرة: فتح العليم استذكر ل(السوداني) ثلاث محاولات لإطلاق سراح الأسرى في سياق مبادرة (السائحون)، وأكد أن المحاولات الثلاث التي جرت كانت لتبادل الأسرى بين الطرفين الحكومة والحركة، وأنهم في سياق ذلك طالبوا الحركة بكامل عدد الأسرى إلا أن الحركة حددت 22 أسيراً كحسن نية، وأضاف: "قبل مبادرة (السائحون) حدثت عملية لتبادل الأسرى بين الحركة والحكومة لم نكن طرفاً فيها بالتالي فإن المحاولة الحالية هي المحاولة الخامسة". الخطوة من منظور سياسي: إطلاق سراح الأسرى ال132 بحسب البيان المنسوب للحركة الشعبية قطاع الشمال، تم تقييمها سياسياً بأنها خطوة لها ما بعدها، واعتبرها فتح العليم جيدة، مؤكداً أنها ستنعكس على أي عملية تفاوضية في القريب العاجل تتم بين الطرفين الحكومة وقطاع الشمال، بحيث ستكون الحركة أكثر مرونة. الرجل دلل على فرضيته تلك بالتنازل الذي تعبر عنه خطوة إطلاق سراح الأسرى، الأمر الذي يشير بحسب أمين عام (السائحون) إلى أن الحركة تريد تجاوز عقبة الملف الإنساني كحاجز قبل أي عملية سياسية وتهدف لتأكيد حرصها ومرونتها في هذا السياق الإنساني، وأضاف: "خصوصاً أنها ظلت تتعرض لضغوط إقليمية ودولية في هذا الملف خصوصاً بعد المقترح الأمريكي.. خطوة الحركة الشعبية قطاع الشمال رغم أنها ذات اتجاه واحد، إلا أن قراءتها سياسياً تختلف عن أحادية الخطوة لجهة أن التأثير السياسي سيمتد للطرف الآخر". ويرى فتح العليم أن خطوة قطاع الشمال ستمثل ضغطاً معنوياً على الحكومة. المشهد في يوغندا: من جانبه كشف سفير السودان بيوغندا عبد الباقي كبير في حديثه ل(السوداني) أن الخطوة التي أقدمت عليها الحركة الشعبية قطاع الشمال ليست مفاجئة، وأنهم على علم بها والتنسيق من أجلها عبر أتيام تم ابتعاثها من الخرطوم، منوهاً إلى أنهم فضلوا الصمت وعدم الإعلان تحسباً لتعثر العملية. كبير أكد أن الأسرى بدأ توافدهم بإشراف ورعاية الصليب الاحمر في يوغندا منذ الخميس كأول فوج ثم الجمعة، وأضاف: "نحن في انتظار الفوج الأخير ليكتمل عدد الأسرى". وكشف الرجل عن أن العدد المحصور لديهم والمطلوب رسمياً هو 125 أسيرا من عسكري إلى مدني، مؤكدا أن المدنيين هم مجموعة من المعدنين وأضاف: "المعدنون يتراوح عددهم من 20 و25 شخصاً". وكشف سفير السودان في يوغندا عن وصول وفد خاص من الخرطوم لمتابعة الترتيبات بصورة رسمية بما في ذلك مندوب الهلال الأحمر السوداني كطرف معني بالإضافة إلى بقية الفريق الذي يتابع العملية. واعتبر كبير أن ما تم يجيء كثمرة لتطور العلاقة بين الخرطوم وكمبالا وقال: "نحن نشيد بها"، وأضاف: "جوبا أيضاً تستحق الشكر والإشادة لأنها سمحت بعبور الأسرى الذي كانوا في أراضيها". آخر المعلومات التي أفاد بها سفير الخرطوم أن وفد الأسرى سيصل إلى الخرطوم اليوم، مؤكداً وصولهم إلى الخرطوم في حدود السابعة والنصف مساء اليوم. أسماء الأسرى: خطوة الحركة الشعبية التي أعلنتها بررت لها بحسب بيان متداول في وسائل التواصل الاجتماعي على أنها تأتي في سياق عملية حسن النوايا، معلنة قائمة بأسماء الأسرى الذين أطلقت سراحهم وبلغت 132، وضمت أسماء بارزة منهم البيروني بابكر أحمد عبد الجليل، وشهاب محمد عبد الله أحمد، بالإضافة للعقيد رفعت عبد الله أحمد فضل وكشف السفير عن أن الأسرى يقيمون بشكل مستقر وآمن وأنهم اطمئنوا عليهم وإن لم يلتقوا بهم.