اصطف صباح أمس تلاميذ ولاية الجزيرة في طابور الصباح ينشدون نشيد العلم (هذه الأرض لنا) مباركين به العام الدراسي الجديد الذي يحمل في ثناياه العديد من التساؤلات التي ظلت معلقة طوال فترة العطلة الصيفية تبحث عن إجابة استفهامات تحمل في طياتها مخاوف وصعوبات للأسر والتلاميذ في ظل عدم استقرار الوضع السياسي الراهن ربما تصل إلى قلق الأسر على حياة التلاميذ في ظل الاضطرابات الأخيرة التي انتظمت الشارع السوداني بما فيها ولاية الجزيرة. بيد أن والي الجزيرة المكلف التزم بتوفير التأمين اللازم للعام الدراسي الجديد بتخصيص مخابز ومحطات وقود للمدارس بالولاية. مواقيت خطأ قرار وزارة التربية والتعليم بالولاية طبقاً للكثيرين لم يقرأ الواقع اليوم والذي يشهد العديد من الأزمات بدءاً بأزمة الخبز وندرة وشح الوقود والكتاب المدرسي والإجلاس، فضلاً عن تفشي حالة من السخط والاستياء نتيجة لعدم استقرار الوضع السياسي بالبلاد الذي بدوره يؤثر سلباً على جميع مناحي الحياة بما فيها العملية التعليمية والتربوية ويهدد استقرار العام الدراسي الجديد، بحسب مراقبين للوضع بولاية الجزيرة تحدثوا ل(السوداني) واعتبروه قراراً خطأ في التوقيت الخطأ.. موضحين أنه قرار سياسي أريد به إرسال رسالة سياسية تفيد باستقرار الوضع الأمني بالولاية بحسب وصف المراقبين. مطالب مشروعة طالب عدد من أولياء أمور التلاميذ بضرورة تأجيل العام الدراسي الجديد وعزوا الأمر لعدم استقرار الوضع السياسي، وحملوا والي ولاية الجزيرة المكلف ومنسوبي وزارة التربية والتعليم بالولاية مسؤولية سلامة جميع التلاميذ بالولاية. وتمسك عدد من أولياء الأمور أمس ببقاء أبنائهم بالمنازل وعدم السماح لهم بالذهاب للمدارس بسبب أزمة الخبز إضافة إلى عجزهم عن تلبية كل احتياجات ومتطلبات العام الدراسي الجديد وبالأخص في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار هذا العام. وقال عثمان أحمد دفع الله إن توالي المناسبات رمضان والعيد والمناسبات الاجتماعية التي تتطلب كل منها ميزانية خاصة أدى إلى وضع الأسر في موقف مادي محرج يقابله ضعف الأجور. وطالب عثمان الجهات المسؤولة بضرورة التدخل بتأجيل العام الدراسي إلى حين استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية بالبلاد أسوة بولاية الخرطوم التي اتخذت قراراً بتأجيل العام الدراسي حتى نهاية الشهر الجاري. واقع مرير واقع مرير مع بداية العام الدراسي الجديد كشفته جولة (السوداني) أمس، مع انطلاقة العام الدراسي ببعض المدارس ناتج عن وجود نقص في الإجلاس، ففي مدرسة محي الدين دياب بودمدني، رصدت (السوداني) وجود نقص كبير في إجلاس الصف الأول إضافة إلى عدم تهيئة البيئة المدرسية لانهيار عدد من الفصول في عدد من المدارس بوجود تشققات تهدد حياة التلاميذ خصوصاً في مدرسة ود أزرق بنين بودمدني ورصدت عدسة (السوداني) وجود التلاميذ في صفوف الخبز المتطاولة بودمدني، وكشف عدد من المعلمين ل(السوداني) عن وجود نقص كبير في الكتاب المدرسي والمعلمين مؤكدين عدم استعداد الوزارة للعام الدراسي الجديد بوجود نقص في أهم محاور العملية التعليمية والتربوية المتمثلة في الإجلاس والكتاب المدرسي والمعلمين، ويقدر النقص في جميع المدارس بمرحلتي الأساس والثانوي بنحو 3 آلاف معلم ومعلمة. نقص وتقصير واعتبرت لجنة المعلمين بولاية الجزيرة في بيان تحصلت عليه (السوداني) أن قرار بقايا النظام المباد أن يبدأ العام الدراسي الجديد في هذا الظرف الحساس لا يهم الناس.. بطبيعة الحياة في هذا الخضم المتلاطم من الشرور. وأوضح البيان أن التربية ظلت تعاني طيلة عقود عجاف من نقص وتقصير وإهمال وفساد في جميع مناحي العملية التربوية وجاءت الظروف التي تعيشها البلاد الآن عبئاً إضافياً. ولفت البيان إلى أن ذات الإدارة التي صنعت الأزمة ما تزال تتربع على سدة المسؤولية وتمارس في أمان تام كل ما قاد البلاد إلى وهدتها الراهنة علاوة على أزمات مستحكمة في الخبز والوقود والسيولة. وأضافت اللجنة أن هذا الوضع الكارثي الذي أوشكت فيه الحياة على التوقف أبعد ما يكون عن الظروف المؤاتية لممارسة حياة طبيعية. وأكدت اللجنة وفاءها لدماء الشهداء وتحقيقاً لشعارات الثورة أن يكون هذا العام الدراسي حداً فاصلاً بين الحق والباطل. والي الجزيرة على الخط والي ولاية الجزيرة المكلف اللواء أحمد حنان صبير التزم بتوفير التأمين اللازم للعام الدراسي الجديد، مؤكداً لدى قرعه الجرس ببداية العام الدراسي الجديد لمرحلتي الأساس والثانوي بمدرسة عمار بن ياسر أساس بود مدني أمس، التزامه بتهيئة البيئة المدرسية وتوفير الإجلاس والكتاب المدرسي، معلناً عن تخصيص محطات للوقود ومخابز لتأمين احتياجات المدارس بالولاية. ومن جانبه قال مدير عام وزارة التربية والتعليم فتح الرحمن السيد النذير أن انطلاقة العام الدراسي جسدت لاستقرار وأمن الولاية.
