ويشير المهدي إلى أنهم اتخذوا موقفهم الأخير بعقل واعٍ، مؤكدا أنهم لا يبحثون عن انتقام بقدر سعيهم لتحقيق سلام دائم وعادل وتحول ديمقراطي كامل، من خلال (الهجمة عبر القوى الناعمة)، وقال: "هذا يختلف عن ما يردده البعض عننا برفع العكاكيز والحراب"، وقال: "إذا أردنا القوة الخشنة فإن قواعدنا قريبة من الغباش مرقت"، مشيرا إلى أنهم تربوا على القتال، وتمتعوا بروح فدائية. ويضيف المهدي أن واجبهم هو العمل بالحسنى مقتدين بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يقاتل الا دفعا للعدوان وحقق فتوحاته الكبرى عبر القوى الناعمة بما ذلك دخول المدينة وفتح مكة. ومضى المهدي في حديثه ليعدد ركائز القوى الناعمة، ويقول إن أولها إبراز الحشود الجماهيرية الصابرة والثابتة، ويلفت إلى أن الأمر بدأ بأم درمان، والآن مدني، أما الركيزة الثانية فتتعلق بتأكد النظام من أن القوى المعارضة موحدة. وأقر المهدي بوجود خلافات داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال بأنها تنظيمية بسبب رؤية تيار داخل الشعبية مطالب بتقرير المصير لجبال النوبة، ولفت المهدي إلى أنهم قادرون على حل هذه المشكلات وجمع الكلمة. وأضاف المهدي في لقاء جماهيري بدار الحزب في ود مدني أن قيادات الشعبية اتفقت معهم على إعلان باريس ومن ثم نداء السودان على التخلي عن المطالبة بتقرير المصير والعمل على إسقاط النظام بالقوة. ولفت المهدي إلى أن بعض العناصر داخل الشعبية ما زالت تطالب بتقرير المصير، إلا أنهم - في اشارة لقوى نداء السودان- يدركون ذلك ومنطقهم معه قوي، وقال: "يا أخوانا شفتو شيلت التمساح في الجنوب ودت وين؟!"، وأضاف: "ليس هناك داعٍ لإعادة تجربة فاشلة ومضرة"، ودعا للاتفاق حول إزالة المظالم. وأشار المهدي إلى أنهم وعبر مشروع (الهجمة عبر القوى الناعمة) لديهم مشروع لتوحيد كل القوى السياسية خلف مشروع سياسي معقول متجاوزين أشكال الاختلاف، ولفت المهدي إلى أن بعض الصحف المحسوبة على النظام سعيدة لخلافات الشعبية، وقال: "هذه المشكلات لو مشت لي قدام مضرة، لأن من يصنعها دعاة تقرير المصير". ودعا المهدي للتوافق مع قيادات الشعبية المعتدلة التي يمكن التوصل معها لاتفاق، مؤكدا أن الحلو وعقار "أناس معتدلون" ولا يريدون شراً للسودان، وأن سبب خوضهم للحرب يعود لتعطيل برتوكولات المنطقتين في اتفاق نيفاشا الذي كان مليئا بالعيوب وعلى رأسها القضايا العالقة التي باتت قنابل زمنية. وفي ذات الوقت دعا المهدي في ركيزته الثالثة لميثاق لبناء الوطن ملحق به سياسات بديلة في مجالات الصحة، التعليم، الزراعة.. إلخ، تنشر في مجملها في كتاب دليل بناء الوطن. وأضاف المهدي: "من المهم كتابة دستور دائم يعالج كل المشكلات الموجودة حاليا، يورث الأجيال القادمة سودان سلام وعدالة واستقرار وتنمية، على أن تكون التنمية عادلة في توزيع الخدمات والبنى التحتية". وحذّر المهدي من انتشار الفقر، وأشار إلى أن سياسات النظام التي ألغت دولة الرعاية الاجتماعية خلفت ما لا يقل عن مليون خريج وخريجة، وأدت لانتشار الفقر، بل إن الحكومة تمول سياساتها المسرفة بالضرائب ورفع الدعم، وزاد: "إن الجوع أخو الكفر، لذلك من المهم أن تُولي سياساتنا أهمية لإزالة الفقر والظلم الاجتماعي". وفيما يتعلق بالركيزة الرابعة فهي تتعلق بالمجتمع الدولي، ولفت المهدي إلى أن المجتمع الدولي يدعم موقفهم المنسجم مع مواثيق الأممالمتحدة. وأضاف المهدي: "إن قرار رفع العقوبات النهائي عن السودان رهين بشهادة حسن سير وسلوك". وأكد المهدي أن المؤتمر الوطني فوت العديد من الفرص التاريخية لإنقاذ السودان، ولكن أمامه الآن فرصة تاريخية، مشيراً إلى أنهم في حال حدوث سلام دائم وديمقراطية، فإنهم ملتزمون بإيجاد حل للمحكمة الجنائية الدولية وديون السودان الخارجية. وأشار رئيس حزب الأمة إلى أنه في حال فشل التسوية مع النظام فإنهم سيلجأون لخيار (الاعتصام السياسي)، وأضاف: (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى).