حرص المجلس العسكري والمسؤولون بسجن كوبر على المتابعة اللصيقة والدؤوبة لحالات جميع النزلاء الصحية بالسجن خاصة ذوي الأمراض المزمنة والمستديمة بجانب اهتمامهم بصورة ملحوظة بالسجناء السياسيين والمعتقلين، ووضح لنا ذلك جليا من خلال السماح لعدد كبير من الاختصاصيين والأطباء بدخول السجن بصورة دورية راتبة للوقوف على معظم حالات المرضى هناك. لذلك آثرت أسرة النزيل السياسي أبوهريرة حسين أن تقدم الاوراق الطبية وتقارير المختصين التي أكدت بصورة قاطعة على ضرورة إرسال أبو هريرة لروسيا لإجراء عملية عاجلة بالشبكية والتي قد يؤدي التهابها لفقدان البصر بجانب إصابته بجرح غائر في رجله وزيادة مضاعفات مرض السكر لديه. أبو هريرة في (السجن) اعتقل وزير الشباب والرياضة السابق والناشط الشبابي الرياضي المعروف أبو هريرة حسين في صبيحة 17 أبريل 2019م كمعتقل سياسي بسجن كوبر مع عدد كبير من السياسيين، ليمكث أبو هريرة مع رفاقه أياما وليالي بسجن كوبر، إلا أن بعض الأعراض وتضاعف إصابته بمرض السكر قاد لتدهور حالته الصحية، ليبدأ رحلة علاج جديدة تنطلق من عنابر سجن كوبر إلى مشافى مختلفة. بداية التدهور أبو هريرة طبقاً لمعلومات (السوداني) شعر بدوار وصداع حاد واستفراغ مستمر مع حمى شديدة بعد أن أصيبت قدمه اليمنى بجرح عميق وغائر استمر لعدة أيام دون أن يجف أو يندمل حتى بذلت الوحدة الطبية بالسجن كل ما في وسعها، ولكنها لم تتمكن من السيطرة على حالته، مما أدى إلى أن تتخذ إدارة السجن أمرا وفق التقارير الطبية بإرساله إلى مستشفى علياء الذي وصله في وضع حرج. وكان أبو هريرة أجرى عملية قص زجاجي وإصلاح للشبكية في روسيابموسكو قبل دخوله للسجن بثمانية أشهر بجانب إجرائه لعملية قسطرة قلب نتيجة جلطة سكري بمستشفى رويال كير في عام 2018م. مستشفى علياء وطبقا لذوي الرجل فإن التقارير الطبية بالمشفى تقول إنه كان في حالة حرجة ويحتاج لعملية نقل دم عاجلة نسبة لفقدانه كميات كبيرة من دمه جراء إصابته بجرح غائر في رجله اليمنى، إلا أن مرض السكري حال دون شفاء جرحه بصورة عاجلة وقد وصل إلى المشفى ودمه 45% مما اضطر الأطباء إلى أن ينقلوا له ثلاث زجاجات دم على وجه السرعة ثم تقرر بعد ذلك صرف 32 دربا مائيا أخذها خلال الأيام الثمانية التي قضاها هناك بجانب النقص الحاد في كرويات الدم البيضاء واستمرار حالة الاستفراغ ثم اضطراب في وظائف الكلى، ويقول أقاربه إن حالته تحسنت بنسبة 70% في مستشفى علياء، إلا أنه غادر المشفى بسبب العيد وعاد إلى السجن مما أدى إلى تدهور حالته مرة أخرى. ماذا قال الأطباء؟ وبحسب إفادات أكدها أبو هريرة نفسه مؤخرا، فإنه عقب مقابلته للدكتور عبد الباقي بمشفى الأمل، فإنه احتاج إلى تدخل جراحي في العين اليمنى لإخراج مادة السيلكون المتراكمة بها، وأضاف: المركز السوداني للعيون أفاده بضرورة إجراء عملية للعين اليمنى لاستخراج السيلكون بصورة عاجلة، منوها إلى أن عينه اليسرى أيضا تحتاج لعملية ليزر، وأضاف: الآن بعض الأطباء قالوا إن تأخر العملية قد يفقده البصر تماما إذا أهملها وتراكمت مادة السليكون بالشبكية. ويقول الطبيب المتابع لحالة أبوهريرة حسين، البروف كمال هاشم في تقريره إن (المريض يعاني من مضاعفات متقدمة في الشبكية، وقد أُجريت له عملية قص زجاجي وإصلاح شبكية قبل ثمانية أشهر في موسكو ويحتاج للعودة عاجلا جدا إليها لإكمال علاجه). ماذا قال الروس عن حالته؟ بحسب التقارير الطبية الموجودة التي طالعتها (السوداني)، فإن تقرير الطبيب الروسي يقول: ينبغي أن تجرى العملية الثانية والمكملة للأولى في فترة أقصاها 15-4-2019م، إلا أن الفترة الزمنية تجاوزت ذلك بشهرين أو أكثر.
