نحن أهل السودان لا مولى إلا الله عز وجل، أمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ليس لدينا في هذه الدنيا أنفع وأعلى من طاعة الله ورسوله، وإرادة الله وقضائه فيما لا حيلة لنا فيه لا نجزع أو نحزن بحسرة لا تفيد وعلينا التسليم والاستغفار وطلب اللطف بما هو مقدر علينا ولا نتوقّف عن الجهاد في سبيل الله، والاستمرار بفعل المأمورين به وبترك المحظور وفي حالات كثيرة نحتاج لاستعمال جُملة الحمد لله التي نتلوها بعد بسم الله الرحمن الرحيم في صلواتنا كل حركة في الكون بقدر الله، وحركة الإنسان ساكناً أو متحركاً ونتحاشى لفظة (لو) وهي التي تفتح عمل الشيطان، والعبد يبتلى من الحسنات والسيئات، والسرّاء والضرّاء، فأمامنا طريقان الشكر والصبر أو الكفر والجزع، هَذا ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وغير مسموح في الدين الرجوع حتى للأديان السماوية الأخرى التوراة والإنجيل للاحتجاج بهم أو الأخذ من تعاليمهم ونورد في هذا المقام قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هذا الشأن قال (اذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبونهم) والأمر واضح، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الإرادة والسلوك، ويحث بذلك من توجهٍ، مُخلصاً بقلبه وانكشفت له من الفيض الإلهي الدلالات والمَعَاني وحَقائق الأمور وصار يشهد الربوبية والقيومية من نور الإيمان، وهنا يكون التّمييز واضحاً بين أهل التوحيد والشرك، إنها ينابيع النور التي اختص المولى عز وجل بها بعض عباده منهم أئمة الإسلام صلوات الله عليهم والصوفية والمشايخ من القدماء العارفين الربانيين أمثال الجنيد بن محمد والشيخ عبد القادر كانوا من أعظم الناس التزاماً للأمر والنهي واتباع السنة النبوية بدقة مُتناهية، واستحضر في هذا المقام رجالاً ربانيين مَرّ عليهم طيف إلهي فتحدثوا وكتبوا أقوالها غير مشاهدة في زمانهم، منهم الشيخ فرح ود تكتوك من منطقة سنار الذي تنبأ بالقطار والهاتف (التلفون)، والشيخ الإمام دوليب جد الدواليب وجزء كبير منهم بمدينة الحلفايا الذي كتب قصيدة عما سيحدث في السودان وذكر المهدية ولم يحضرها وفي قصيدته أنّ آخر الزمان يفرق أهل السودان وسيحكم السودان (أمردان)، الأول يُعذِّب أهل السودان، والثاني ينتهي عنده السودان، نسأل الله السلامة من هذا التنبؤ وأن يصرفه الله عن بلادنا بلطفه وقدرته، ونخاف مِمّا نراه الآن قد يكون بداية النهاية من هؤلاء الذين ليس لهم وجوهٌ ولا أسماء ولا دين أو هوية شياطين الانس الأبالسة الثعالب الذئاب.. تبدّل الحال كما نراه الآن من بعض الادعاء بالصوفية. ولو قال هؤلاء إنهم (يحسبون) أجدادهم وآباءهم كانوا من الصالحين لكان الأمر أقرب لتقوى الله، وعلى هؤلاء التّوقُّف عن غيِّهم، إن إشاعة الخرافات والدجل، وإنّ هذا جده كَانَ من (أهل الخطوة)، وآخر جده كَانَ يعطي الذرية، ومن يعالج الناس بعصاه، ومن أحيا المرأة المقبورة، ومن ابتلع الرجال، ومن عند إقامة الصلاة تظهر الكعبة شاخصة أمامه، وذكر لي أحدهم أنّ والده مرض وعملت له فحوصات وصور أشعة وظهر اسم الجلالة على قلب أبيه، وأن والده قبل أن يموت حرق صور الأشعة، كل ذلك يريدون من ورائه تحقيق مكاسب دنيوية وإيجاد مكانة رفيعة عند المُجتمع وتَجهيل الناس ومُحاولة إثبات أنّهم الأقرب إلى المولى عز وجل وبعدهم شطح، ويرى أنه وكيل لله بين الناس- نسأل الله السلامة، إنّها البدع الشركية الحالقة المُهلكة التي تردي أصحابها في النار، وهؤلاء أبعد الناس عن الدين الصحيح وخروج تام عن السنة النبوية، وأعمالهم هذه تتمحور في الاستثمار بالدين للغافلين، هداهم الله وأعادهم لنوره المبين باتباع الهدى ومصابيح الدجى قال تعالى (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) طه الآية: 123. الدين يحتاج للعقل والفهم والاتباع والأداء لنصوص الشرع وآثار خطى النبي (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين وصحابة نبينا الكريم ومرحلتهم الزمنية لم تكن عابرة ولكن مُجسّدة لاستمرار سبيل الأنبياء والمرسلين رابطة عقدية كلها صواب وإخلاص للقول والعمل والتّوجُّه الصادق، ونرى اليوم حالة الأمة المتدهور المُتراجع والانقياد للشيطان في ظلمة الإلحاد والبدع والشرك واستيلاء أئمة الكفر مقاليد أمر المسلمين، وصعد كثير من الضالين المُضلين المنابر يُنادون بالدين بما يحقق لهم مكاسب شخصية ويرضي الطغاة البغاة من الحكام والسلاطين، ويتكلّمون وكل مقالهم نفاق وكذب وإيهام للناس بالإيحاء بأنّ الشريعة لم تكتمل وبقي منها أشياء ناقصة هم شراعها ومعالجوها – نسأل الله السلامة – شرع الله مكتمل قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) المائدة (3). إن من خالف عمله السنة النبوية، فعمله مردودٌ عليه، والعبرة والنجاح باتباع السنة، أمّا الدعاوى بعلوم المنطق والآراء الفلسفية وعلوم الكلام والأفكار البشرية الأرضية وزخرفتها وتلوينها بما يوسوس به الشيطان فكله ابتداعٌ وهي دعاوى مردود عليها، وأصحابها ادعياء، قال تعالى (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف 108. وخطورة أصحاب البدع أشد من خُطُورة أعدائه الملحدين الذين يريدون إفساد الدين من الخارج وهؤلاء أصحاب البدع يقصدون إفساد الدين من الداخل وإصابة كبده ولبه وهم شر على الإسلام والمسلمين – نسال الله السلامة، ولنا عبر عظيمة للناظر والباحث في صدر الإسلام من عظمة ومجد حينما آمنوا بالإسلام ديناً ونظام دولة وحكم ومنهج حياة كما طلب منهم في القرآن الكريم وعباده وسياسة وأبدعوا وأشاعوا نور حضارة إنسانية لم تعرف من قبل على وجه الأرض، إنه الإسلام العظيم، دين الفطرة السَّليمة والحَقيقة الكونية القائمة الثابتة حتى قيام الساعة. والروح الإسلامية ما زالت وستظل تتحدّى سياسات الطواغيت من تخويف وإضعافٍ، التي تُمارس بطرق عديدةٍ وأنماطٍ مُختلفةٍ منها الظاهر والخفي، والمجازر الوحشية التي نراها ويرتكبها الطواغيت، ورغم كل هذا فإن روح الإسلام لا تنهزم، بل زادته اندفاعاً يطلبون أحد الحسنيين (النصر أو الشهادة)، وننبِّه ونكرِّر إنّما يسمون في بلادنا (الكيزان) هم مجموعة خارجة أبالسة، ثعالب لا علاقة لهم بالدين، رغم أنّهم يُخاطبون الناس من خلاله! إن الطواغيت أعداء الإسلام أبغض أمة الإسلام مكانتها الرائدة والمُستحقة على ظهر الأرض، وأشاعوا بين أمة الإسلام باسم التحضر والعلمانية روحاً مادية صرفة لحصر الناس بين هُمُوم البطن والفرج والتّطلُّع للماديات والرفاه والدعة الكاذبة وهجر الدين يرون أنّه يعيق التلذذ بمباهج الحياة – نسأل الله السلامة، هؤلاء حقت عليهم كلمة العذاب ولهم سوء الدار، انه الضلال المبين قد يكون بداية النهاية أو لبعث جديد والعلم عند رب العالمين والحمد لله رب العالمين.