تزايُد الغضب الشعبي والاحتجاجات الاخيرة أتت كنتيجة طبيعية لعدم رؤية العدالة او اي من متطلباتها تتحقق، وفاقم من هذا ما صدر من اللجنة التي كونها المجلس العسكري الانتقالي قبل الاتفاق السياسي للتحقيق حول احداث فض الاعتصام كتهديد لهذه المتطلبات. إننا اذ نترحم على شهداءنا في احداث مدينة الأبيض الاخيرة نؤكد ان إتمام العملية السياسية الحالية وتحقيق متطلبات الإتفاق السياسي اصبحت ملحة ومهمة لا تقبل التأجيل لإنجاز مرحلة مفصلية في الثورة السودانية وابتدار بناء اجهزة الحكم المدني الانتقالية، لتحقيق العدالة ومخاطبة قضايا السلام والذي أتى اعلان أديس ابابا الاخير والتفاهمات التي اجرتها قوى الحرية والتغيير ومكوناتها كخطوة مهمة، تم تأكيدها في اللقاءات اللاحقة بمدينة جوبا لوفد المجلس العسكري الانتقالي والتي شهدت تمثيلا لقوى الحرية والتغيير. الطريق الذي خطته الثورة السودانية يحتاج مزيد من العمل والمسؤولية لمخاطبة المستقبل وتحقيق اهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة وذلك وفق إرادة وطنية خالصة تتحمل فيه الأطراف الوطنية دورها لتثبيت كسب نضالات شعبنا وتاكيد نصرها الذي مهرته الدماء، وفق واجبات يأتي في مقدمتها: 1/ المجلس العسكري الانتقالي، ووفق الامر الواقع، يتحمل بصورة مباشرة مسؤولية سلامة وأمن المواطنات والمواطنين والاستقرار بالبلاد، ومسؤوليته أساسية لاي انتهاكات تتصل بالحقوق والحريات التي تصونها الدولة. 2/ على المجلس العسكري اعلان عدم اعترافه بتقرير لجنة التحقيق في أحداث فض الاعتصام وتاكيد إلتزامه وفق الاعلان السياسي باللجنة الوطنية المستقلة وكافة الاتزامات المطلوبة لبحث تحقيق العدالة. 3/ العمل سويا لإجازة الوثيقة الدستورية على وجه السرعة وإعطاء الاولوية لتكوين مجلس سيادة مشترك ومجلس وزراء مدني وقضاء مستقل. 4/ استصحاب ما أعلن في أديس ابابا كضرورة لمخاطبة قضايا السلام والالتزام به، وضرورة ان ينعكس هذا في الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية وقبول متطلبات اتفاق السلام في متنها وفق ترتيبات المرحلة الاولى من الفترة الانتقالية. ويؤكد نداء السودان التزامه بكل وثائق ومخرجات أديس أبابا الأخيرة. 5/ الإلتزام بتمثيل الجبهة الثورية في هياكل قوى الحرية والتغيير يشكل دفعا للإلتزام بمتطلبات السلام داخل قوى الاعلان كما نؤكد على مخاطبة نداء السودان واهتمامه منذ تاسيسه وبطبيعة تكوينه بقضية السلام، والتي يجب ان تشمل الان كل اطراف النزاع المسلح. 6/ وحدة قوى الحرية والتغيير ضمان لتعزيز انتصار إرادة جماهير شعبنا. التعبير عن هذه الإرادة ووحدة الجماهير ومواصلة نضالها السلمي الديمقراطي لتحقيق اهداف الثورة يجعل لزاما علينا الحفاظ على هذه الوحدة وتطوير مؤسساتها وأجسام قوى الحرية والتغيير لتوسيع قاعدة النضال الجماهيري وضمان فعاليته طيلة الفترة الانتقالية للحفاظ على مكتسبات الثورة السودانية وتحقيق أهدافها. ختاماً: نثمن اعلان جميع الأطراف الوطنية تمديد وقف اطلاق النار والخطوات التي تمت بإطلاق سراح اسرى الحرب وضرورة تعزيز فرص السلام في مناطق النزاع السودان بفتح الممرات الانسانية وأتاحة الفرصة وتشجيع المبادرات الوطنية للوصول لتلك المناطق والمساهمة في تخفيف معاناة الحروب والتبشير بالسلام وتوحيد الوجدان الوطني كأساس للمعافاة ووحدة الإرادة الوطنية. كما لا يفوتنا ان نشكر جهود المبادرة الافريقية والإثيوبية والقائمين عليها والمبعوثين الدوليين واهتمامهم بما حققته ثورة الشعب السوداني السلمية من ما يؤكد ضرورة تعاضد الشعوب والحكومات لتحقيق الالتزام الدولي بقضايا الحريات والحقوق والتعاون الذي يعزز من الاستقرار والسلم في العالم. 1 أغسطس 2019 قوى نداء السودان