انتزع مئات الأهالي في منطقة المحس، قراراً من والي الولاية الشمالية بإيقاف مصنع لتعدين الذهب يستخدم "السيانيد" بالقرب من محطة المياه، في أعقاب تنظيمهم احتجاجات سلمية متواصلة. وخاطب نائب الوالي ووزير التخطيط العمراني علي عبدالرحمن، مواطنو بلدة (صواردة) الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر بالقرب من المصنع، وقطعوا الطريق الرئيس أمام السيارات، معلناً صدور قرار من الوالي علي عوض بإيقاف مصنع "الشركة الدولية للتعدين". وأعاد المواطنين فتح الطريق بعد إغلاقه منذ التاسعة صباحاً عقب سماعهم بقرار الوالي،الذي جاء بعد مفاوضات مع أعضاء اللجنة السداسية الممثلة للقرى المتضررة من المصنع. وقال السكرتير الإعلامي للجنة السداسية وائل حسن ل(سودان تربيون)، "نجحنا في انتزاع حقنا في أن تكون أرضنا خالية من هذا المصنع المميت"، وتابع " قرار الوالي بإيقاف عمل المصنع نافذ ، ويوم الأحد سنتسلم القرار من حكومة الولاية". وأوضح وائل أن العمل لم ينتهِ بعد حيث كونت لجنة لمراقبة تفكيك المصنع، وترحيله من بلدة صواردة ، لافتاً إلى أن اللجنة الفنية من أبناء المنطقة حددت 15 يوماً لإكمال عملية التفكيك. وأبدى وائل تفاؤله بأن قرار إيقاف المصنع في (صواردة) ، سيشمل كل المناطق من حلفا، وحتى دنقلا، حتى تخلو مصانع السيانيد. من جهتها، طالبت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية التابعة لوزارة المعادن كافة قطاعات التعدين المستخدمة للسيانيد، الالتزام الصارم عند الاستخدام وفق الأسس العلمية والمهنية والضوابط البيئية المتبعة، وقالت في بيان أمس، إن كل الدراسات العلمية والتجارب أكدت كفاءة مادة السيانيد في استخلاص الذهب حيث تصل نسبة الاستخلاص إلى أكثر من 90%.