ياسر عبدالله شفرات زوجية هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته قالت له برومانسية : بتحب شنو؟ قال ليها الكورة، الحقته بسؤال آخر قصدي من الكائنات؟، قال ليها : الحصان، إشهدت واستغفرت، وقالت ليه بدارجة سودانية فصيحة: قصدي من النسوان؟، فرد سريعاً: حبوبتي، حينها اخذ الغضب منها مأخذاً عظيماً وقالت له: ان شاء تلحقها، يعني (لحقتو امات طه)، هذه النكتة التي يتم تداولها على نطاق واسع هذه الأيام ربما تعبر بشكل ما عن الجفاف العاطفي الذي يعاني منه الرجل السوداني كما تدعي الكثيرات من بنات حواء، فالعلاقة الزوجية في مجتمعنا السوداني قائمة على الجدية والصرامة في كثير من المناطق وخاصة الريفية، واهم حاجة (الراجل يكون صاي وشوا طوالي ورابط وش كلب)، ودي عشان يؤكد انو حاسم وحازم و(المرة ما تقول بغم)، اي حاجة (حاضر)، والسودانيون لهم مصطلحات خاصة بهم تنظم هذه العلاقة الانسانية التي انبنى عليها الكون، فمثلاً المرأة من الصعوبة بمكان ان تنطق اسم زوجها في مجمع من الناس والشفرة المستخدمة في ذلك لزوجها تقول:( والله ابونا امبارح قالي لي كده)، وهي تعني زوجها لانها لو نطقت اسمو تبقي قلة حياء منها، ويكون تعليقات رفيقاتها:( اجي يا بنات أمي شوفي قوة العين يا حليل أيام زمان)، وذي ما بقول الفنان :( ما بجيب اسمو خايف الهواء يقسمو)، والرجال لا يشذون عن هذه القاعدة فالرجل في اي مجمع رجالي لا ينطق اسم زوجته فمثلاً ان كان مسافراً ، فعند سؤاله، انت مسافر براك، فيرد :( معاي الأولاد) وحتي ان كان متزوجا حديثاً، فشفرة الزوجة في القاموس الرجالي، هي الأولاد وطبعاً لو الله مغضبها عليهو يقول أسم (مرتو) فالجماعة طوالي يقولوا ليك ، والله صاحبك دا ضافرنو ضفرة وشكلوا رافع الراية البيضاء.. ( غايتو جنس غايتو). ويعج قاموسنا الاجتماعي بالكثير المثير فما زالت (النسيبة) لا يمكن ان تتناول الطعام مع زوج ابنتها وذلك تعبيراً عن الاحترام ومازالت هذه العادة متفشية بكثرة. هذه العادات جزء من تراثنا ومازلنا نتعاطى معها بكثافة، أحدهم وهو يطالع برنامجا دينيا تأثر جداً بحديث الشيخ الذي تناول فيه كيف كان يتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته والرأفة والمودة والرحمة التي كان يمنحها لهن، وهو في قمة التأثر هذه قرر ان يفرد ملامح وجهه الصارم مع زوجته وان يبادلها عبارات الحب، فنادى علي زوجته التي كان لا ينطق اسمها (ولو بالغلط)، فعندما يناديها كان يقول لها (ياهوي) جيبي لي موية لا كيف امسيتي لا كيف اصبحتي ، وهي تعودت على ذلك، فعندما قرر يقرر (النغمة)، فنادى عليها صباح الخير يا حياتي، فردت بسرعة (بسم الله)، ممكن لوسمحت ياحبي كباية شاي، فعاجلته برد سريع، انت ياراجل الليلة مالك (جنيت ولا شنو)، فقال ليها:( ابداً انا سمعت الشيخ بتكلم في التلفزيون وقلت اغير شوية في التعامل معاك واقول ليك كلام حلو لاني حسيت باني مقصر في حقك)، فزادت نبرة انفعالها وارتفع صوتها وقالت ليهو:( هوي يا راجل حركات الرجال ما تعملها لي انا لو عامل ليك عملة وعرست احسن تقول لي عديل كده واسع دي وديني بيت ابوي)، فغضب الرجل بشدة، ورد عليها بصرامته التي ظل يمارسها لاكثر من (20) عاماً والتي تأقلمت في التعامل معها:( قومي هوي سوي الشاي وجيب لي كباية موية انا غلطان)، فابتسمت هي وقالت ليهو (حاضر طيب من قبيل بتتعاور مالك). عزيزي الرجل لا يضيرك شيء ان تعاملت مع زوجتك بلين ومودة وحب، لن يضعف ذلك من قوة شخصيتك، بل بالعكس ستكبر في نظرها، احترمها وقدرها واعطف عليها فهي الأم والاخت وهي عالمك واعلم انه كما قال الحبيب المصطفي ما أكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم. وانت عزيزتي المرأة لا تكسري مجاديف زوجك كتلك التي اوردنا قصتها هنا تفاعلي معه لاجل استقرار حياتك وحتى تمضي الحياة بطريقة سلسلة ورائعة و(لا شنو).