كانت الساعة تشير إلى الرابعة والربع من صباح أمس الأول الأحد، بينما كان المدير العام العام لوزارة الثقافة ولاية جنوب كردفان د.علي إبراهيم يغط في نوم عميق، وأثناء نومه شق صمت الظلام أصوات طلق ناري بدت له في الوهلة الأولى أنها مصوبة ناحية جسده ليفتح عينيه على الطلقات التي كان يرى أضواءها الخافتة وهي تتساقط حول فِراشه بينما كان الجاني يقف خارج سور المنزل وقد صوب بندقية كلاشنكوف ناحية فِراش المسؤول وبعد أن أطلق أربع رصاصات لاذ بالفرار، لينهض الرجل ويوقد المصابيح ويتفقد جسده وما إذا كان قد أصيب برصاص إلا أنه تبين له أنه بخير ولم يُصب بأذى، ليتوجه الرجل إلى قسم شرطة الأوسط كادوقلي ويدون بلاغاً بالوقائع وهبت الشرطة بفرقها المختلفة إلى المنزل مسرح الحادث وعثرت على فوارغ الطلقات النارية كما عثرت على ثقب الرصاص على الأرض فاستقرت طلقتان أمام السرير وأخريين تجاوزتا السرير حيث ينام لتصنعا فجوتين على الأرض. رواية المسؤول الغريب في الأمر أن الحادثة وقعت بحي يقع وسط كادوقلي وجميع سكانه من طبقات المسؤولين والطبقات المهمة ويقع على نحو بعد (100) متر من المنزل الذي شهد الحادث ارتكازاً لقوات الدفاع الشعبي. وحسب إفادات المسؤول الناجي الذي صرح ل(السوداني) فإنه وأثناء نومه سمع أصوات طلقات رصاص مصوبة نحو فراشه فاستيقظ ليشاهد ولكنه لم يتبين ملامح الشخص الذي كان يقف خلف السور ويصوب ناحيته بندقية كلاشنكوف ويطلق الرصاص وبعدها اختفى، مشيراً إلى أن المتهم أطلق أربع رصاصات اثنتان منها استقرتا في الأرض قبل فراشه والأخريين تجاوزتا الفراش لتستقرا على الأرض، لافتاً إلى أن الحادث يبدو مخططاً ومدبراً له علماً بأن الرجل ليس لديه أي عداوات حسب إفادات مقربين منه وحسب إفاداته أيضاً. وأضاف د.علي إبراهيم أنه قام بتدوين بلاغ بقسم الأوسط وسارع إلى منزله فريق مسرح الحادث ولا زالت الشرطة توالي تحرياتها للقبض على الجاني. وأضاف د.علي أنه في نفس الليلة تعرض مواطن لحادثة إطلاق نار في حي آخر يسمى حي البطاح إلا أنه اتضح أنه حادث لا يخرج عن طابع النهب أو السرقة حيث تمت سرقة بهائم واستنجد صاحبها بجاره الذي خرج من منزله لنجدته وعندما حاول ملاحقة الجناة أطلقوا عليه الرصاص. ويضيف د.علي أن الشرطة عثرت على فوارغ الرصاص الحي الذي تم إطلاقه لافتاً إلى أنها الحادثة الأولى التي تقع بالولاية ويتم فيها استهداف مسؤول ومحاولة اغتياله وفق حادث مدبر، مشيراً إلى أنه لم يسبق أن وقع حادث مماثل. حوادث مماثلة خلال الساعات الماضية أعلن راديو دبنقا نجاة أبو جمال خليل رئيس حركة تحرير السودان القيادة العامة الموقعة على اتفاقية كورون مع حكومة ولاية وسط دارفور بجبل مرة العام الماضي من محاولة اغتيال راح ضحيتها حرسه الشخصي بمدينة زالنجي يوم السبت. وقال "راديو دبنقا" إن مسلحين مجهولين حاولوا اقتحام منزل أبو جمال مساءً بحي الكرانيك بزالنجي لكن حراسه تبادلوا معهم إطلاق النار ما أدى لمقتل أحد حراسه وجرح اثنين آخرين بينهم مواطن يدعى حمودي الهادي. ولعل حادث محاولة اغتيال مسؤول جنوب كردفان تعيد للأذهان محاولة اغتيال والي شمال دارفور الأسبق عثمان محمد يوسف كبر في العام 2014م حيث نجا الوالي من محاولة الاغتيال بينما قتل سائقه الخاص وشرطي من أفراد طاقم الحراسة، ووقع الحادث آنذاك بمدينة الكومة (80) كيلومتراً شمال الفاشر حيث تعرض موكبه لإطلاق نيران مكثف من قبل مجموعات مسلحة أثناء مغادرة الوالي لرئاسة مبنى محلية (الكوما).