بالمقابل تجري ترتيبات التحضير لاجتماعات الربيع المقرر عقدها في واشنطن من 21/23.. وإعلان الجانبين الأمريكي والسوداني الاتفاق على ترتيب لقاء تنويري للفنيين بمؤسسات "بريتون وودز" "البنك وصندوق النقد الدوليين" حول تطورات الأداء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في السودان، وترتيب لقاءات للجانب السوداني مع الأوفاك، وزارات الخزانة، والتجارة والخارجية الأمريكية.. ويرى الكاتب الصحفي بابكر فيصل أن ذلك سيكون ضمن إطار الرؤية الكلية لمدى التقدم في الملفات، وإشارةٌ أخرى بحسب فيصل يجدر النظر إليها وهي مشاركة الجيش السوداني للمرة الأولى في قمة عسكرية بألمانيا إذ يتوجه رئيس الأركان المشتركة الفريق أول عماد الدين مصطفى للمشاركة في قمة اجتماعات رؤساء "أفريكوم" وهو اجتماع بحسب فيصل ما كان ليسمح للسودان بالمشاركة فيه إلا أنها تعني أن هناك تطوراً في العلاقات رغم أن السودان ما زال تحت لائحة الدول الراعية للإرهاب. وأضاف فيصل في حديثه ل(السوداني) أن إشادة الولاياتالمتحدةالأمريكية بتطور الأوضاع في السودان تأتي في إطار قرار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالرفع الجزئي للعقوبات عن السودان والنقاط الخمس التي يتم التعاون فيها مشيرًا إلى أن السودان أبدى فيها تعاونًا وهي الملفات التي سيتم مراجعتها في شهر يونيو لرؤية مدى تقدم السودان في هذه الملفات، لأخذ القرار حول رفع العقوبات أو إعادتها. تكتل أمني: من جانبه يرى المحلل السياسي الحاج حمد أنهُ ما الناحية السيادية لا علاقة للولايات المتحدة بذلك معلقًا على وجود قائم بالأعمال في التمثيل الدبلوماسي عوضًا عن وجود سفير، وهنا يمضي الحاج في حديثه ل(السوداني) للقول بأن وجود القائم بالأعمال يمثل تنسيقًا بين الأجهزة الأمنية الأمريكية والسودانية مشيرًا إلى مشاركة السودان في قمة "أفريكوم" وهي جزء من عمليات أمريكا ضد الإرهاب التي تعتبر الداعم الرئيسي لهذا التحالف. ويعتبر الحاج أن تلك الإشادات تدل على تكتل أمني بات السودان في قلبه وشريكاً فيه لافتًا إلى أن عضوية السودان في صندوق النقد والبنك الدولي وذلك بحكم عضويته في الأممالمتحدة فما يزال البنك الدولي يقاطع السودان، ولا يبدو الحاج متفائلًا كثيرًا بالنظر لرفع العقوبات التي تحتاج إلى نشاط دبلوماسي لإلغائها. تطور طبيعي: وفيما يرى اللواء"م" حسن ضحوي أن الإشادة بالتقدم الأمني وغيره تطور طبيعي لتطور العلاقات والتبادل الأمني الأخير، ينحو الخبير الاستراتيجي بجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق حنفي عبد الله على ذات الاتجاه مشيرًا إلى أن السودان حقق تطورًا ملحوظًا ووفقًا لمجهودات السودان الأخيرة ودوره الإقليمي تغيرت الكثير من المفاهيم والمعايير التي كانت ترد في تقارير عن السودان بدون أسانيد ووضح حنفي في حديثه ل(السوداني): أن السودان حتى في ظل الضغوط والحصار المستمر والعقوبات سعى لتحقيق نظرة أفضل لافتًا إلى التنازلات التي تحدث وحدثت في إطار المفاوضات والتي أعطت صورة إيجابية بحسب حنفي إضافة إلى تطور الأوضاع السياسية وقرب تشكيل حكومة الوفاق الوطني ولقاء بعض الوفود الأمريكية بأعضاء لجنة الحوار ووقوفهم على حقيقة الأوضاع. استقطاب أموال: أما الجانب الاقتصادي الذي دخلت فيه العلاقات السودانية الأمريكية مرحلة جديدة بعد رفع العقوبات وذلك بحسب الخبير الاقتصادي هيثم فتحي إضافة إلى الوعود برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتأكيدات بزيارة وفد من الكونغرس الأمريكي إلى السودان أكتوبر المقبل لافتًا إلى دعوات الحكومة السودانية بأن أبواب السودان مفتوحة للاستثمارات الأمريكية في مختلف المجالات ويرى فتحي في حديثه ل(السوداني): إن الإشادة الأمريكية بتطور الوضع الاقتصادي يشجع المصارف الخارجية والمراسلين على مواصلة التعاملات والتحويلات المصرفية مع السودان وتشجيع الشركات العالمية الكبرى عامة والأمريكية خاصة للدخول في استثمارات كبرى إضافة إلى فتح المنافذ للقطاع الخاص لاستقطاب تمويل طويل الأجل ومتوسط الأجل من مؤسسات وصناديق ومصارف التمويل العالمية والإقليمية للاستثمارات الكبرى موضحًا أن رفع الحظر الأمريكي سيدفع العلاقات الاقتصادية بالسودان ويقلل من التأثيرات الاقتصادية الآنية في ظل وجود المشكلات الاقتصادية الكبرى التي تواجه السودان وتوقع هيثم أن يكون للإشادة أثر إيجابي في تحقيق الاستقرار في الميزان التجاري وحركة رؤوس الأموال القادمة وبداية لإحداث شراكات اقتصادية جديدة، وطالب هيثم بضرورة مراجعة السياسات المالية والنقدية والتخلص من الإجراءات التي استحدثها السودان للتعامل مع الحصار الأمريكي.