أول كلمة في التنزيل هي (اقرأ) لتوحي بأهمية هذا النشاط الإنساني في حياة البشرية، ولكن العملية التربوية ونسبة التحصيل العلمي تعوقهما بعض المشكلات، منها ظاهرة نوم الطلاب ما إذا كان نومًا عميقًا أو إغفاءً داخل حجرة الدراسة، ومشكلة النوم أثناء الدروس قد تُلاحَظ في مختلف مراحل الدراسة، ونجدها تقتصرعلى بعض الطلاب، وهي تؤدي إلى عدم الانتباه للشرح الذي يقدِّمه المدرس، وقد يتكرر هذا السلوك في دروسٍ معينة ومع طلاب غالبًا ما تكون أماكنهم في مؤخرة الصف الدراسي هروبًا من معلم المادة، وهنا نجد أن ضبط الصف والحزم في بعض المواقف وإثارة الدافعية أثناء الشرح أمرٌ واجب؛ حتى يتفاعل الطلاب مع معلم المادة،. إن سبب نوم الطلاب في قاعة الدراسة هو السهر والإرهاق وعدم تنظيم الوقت بأخذ قسط كافٍ من الراحة، فمعدل عدد الساعات ليلا، لا يعوضه معدل نفس عدد الساعات نهارًا (وجعلنا الليل لباسًا، وجعلنا النهار معاشًا)، تعبير واضح لم يأتِ عن فراغ، وهناك دراسة تقول إن الطلاب الذين لم يحصلوا على قسط من الراحة الكافية، يحصلون على أسوأ الدرجات العلمية والأكاديمية. نجد طالب اليوم دائمًا في ملل وتعاسة وضيق، وهذه المعاناة تُعَدُّ من حالات الكآبة وانخفاض الثقة بالنفس، والسبب غالبًا هو الإرهاق والسهر والعكس، فالطالب الذي ينام مبكرًا يصحو مبكرًا، وطاقته تكون أكبر، وبالتالي نسبة تركيزه مع المدرس تكون معقولة؛ مقارنةً بأقرانه السهرانين، فقد تكون قلة النوم في مرحلة معينة، وهي مرحلة البلوغ للجنسين، وفي هذه الفترة تكون نسبة السهر للفتيات أكثر وبصورة أكبر مقارنةً بالأولاد، وبرغم ذلك فإن هؤلاء الفتيات يستيقظنَ في وقتٍ مبكر لتجهيز حالهِنَ لمدارسهِنَ. وعمومًا، السهر في مرحلة البلوغ ليس به حكم، لأنها فترة معينة في زمنٍ معين وسوف تنتهي بعد ذلك، ولكن الذي أقصده هنا هو سهر الطلاب، لأن السهر غير محمود ويضر بالصحة لكل الأعمار، ويُلاحظ علماء النفس أن كمية النوم تقل كلما تقدم الطلاب وارتفعوا إلى صفوفٍ أعلى في المدرسة؛ موضحين أن المستويات العالية من الكآبة وقلة الثقة بالنفس هي من المظاهر التي لا يمكن تجنبها في مرحلة البلوغ أو المراهقة، وغالبًا ما تحدث هذه التغيرات بسبب قلة النوم، فالذي يجب عمله هو مراقبة أولادنا وبناتنا جيدًا ليلا، ويا حبذا مرور الأب أو الأم متى ما استيقظ أحدٌ منهم من نومه ليلا لمراقبة الأولاد والبنات بغرف نومهم، ليس تجسسًا عليهم، ولكن لمعرفة هل هم نيام أم لا؟ وماذا يفعلون بغرف نومهم ومع من يتكلمون؟ دون أن يشعروا بذلك، فالمراقبة خلف الكواليس مهمة تحتمها النظرة التربوية السليمة. ::: مصحح/الحسن إذًا كيف نعالج ظاهرة نوم بعض الطلاب في حجرة الدراسة؟ علينا أولًا تنظيم وقت مواعيد النوم وتجنب السهر، ثم ملاحقة الطالب بالمدرسة والتشاور مع المدرسين لمعرفة أولادنا ما أن كانوا منتبهين في حصصهم الدراسية أم لا؟ وللمعلم دور في تغيير مكان جلوس الطالب الذي يميل للنوم بالصف الدراسي بأن يكون في مقدمة الصف حتى تسهل مراقبته جيدًا ، كما أن منع الطالب من تناول المنبهات ليلًا له بالغ الأثر في النوم المبكر وفحصه لحل المشكلات العضوية في حالة مرضه بالأنيميا، كما أن التعزيز السلبي لشرح بعض المعلمين للدروس يؤدي إلى النوم والكسل والنعاس وقلة الدافعية للتعلم، هذه المشاكل تؤدي إلى عدم انتباه الطالب للشرح الذي يقوم به المعلم، أخيرًا النوم المبكر يوفر النشاط والحيوية لليوم الدراسي التالي.