بدأ العام الدراسي وبدأ معه الازعاج والصراخ الصباحي المعتاد، الذي ينطلق من حنجرة الطفلة الصغيرة ذات السبعة أعوام (ريم )، ليخترق الفضاء ويصيب أذن الجيران فيطرد النوم من أعينهم ، فهى طفلة شرسة وفريدة في طباعها ،اعتاد الجيران على سماع بكائها بصوت عال عند كل صباح، لرفضها الاستيقاظ من النوم، والذهاب إلى المدرسة في ظل إصرار والديها على إيقاظها مبكراً حتى لا تفوتها عربة الترحيل . ما يمنع (ريم ) طالبة الأساس من الاستيقظ في الصباح هو(السهر). إذ تظل تلهو وتشاهد التلفزيون حتى أوقات متأخرة من الليل دون أي إعتراضٍ من الوالدين ، وفي النهاية تتغيب عن المدرسة وتشكو معلماتها من نومها أثناء طابور الصباح . هناك حالات عديدة أمثال الطفلة ( ريم ) تلهو ليلا ويحلو لهم النوم في الصباح. زمان يخلد الطفل إلى النوم بعد تناوله كوب (الحليب ) . أما اليوم فأغلب الأطفال يبدأون سهرتهم بعد تناول الحليب و(يستعدلون) في جلستهم أمام شاشة التلفزيون لمتابعة البرامج المفضلة، ويحلو السهر مع تناول الحليب والتجوال بين القنوات الفضائية. ومن العادات السيئة التي انتشرت بين الأطفال اليوم عادة ألعاب الفيديو ليلاً وهذا بدوره ينعكس على وقت النوم، ويزيد من الاضطرابات النفسية والعصبية لدى الأطفال. من الملاحظ أن السهر اضحى السمة الغالبة على كثير من الأطفال, خاصة الطلاب في مرحلتي (الروضة والأساس ). وبات مشكلة تعاني منها الأسر مع بداية كل عام دراسي. ويجد بعض الآباء صعوبة في إيقاظ أبنائهم صباحاً لدرجة تصل إلى مرحلة الضرب، في ظل مقاومة الأطفال ورفضهم الذهاب إلى المدرسة, لان النعاس ما زال مسيطراً عليهم وبالتالي تتغيرالأجواء الصباحية الجميلة، ويكون طابعها التوتر والبكاء. واستغرب لدور الآباء السلبي حيال ظاهرة السهر والتي يفترض إعداد العدة لمقابلتها مبكراً ، بدلاً عن الصراع اليومي مع الأطفال ، ولابد أن تدرك الأسر أن السهر يؤثر على نفسية التلميذ وعلى مزاجه و ينعكس سلباً على التركيز والتحصيل الدراسي ، وقلة عدد ساعات النوم ليلاً تجعله عصبياً وشرساً ومثيراً للمشاكل. فتأخير وقت النوم لدى الأطفال فوق سن الرابعة،اضحى ظاهرة، القضاء عليها أمر متعذر لكن تخفيفها أمر ممكن.