وزارة الخارجية استفسرت القائم بأعمال السفارة المصرية بالخرطوم عن خطوة بلاده منع الصحفيين دخول الأراضي المصرية. مصدر دبلوماسيٌّ رفيع أوضح ل(السوداني) أن الوزارة شرعت في ترتيبات مع كُلٍّ من وزارة الخارجية المصرية وسفارتها بالخرطوم من أجل إلغاء قائمة حظر بحق الصحفيين السودانيين، وأضاف أن الغرض من الترتيبات هو إزالة "الاحتقان" الإعلامي بين البلدين حتى لا تضطر الخارجية السودانية والجهات ذات الصلة لاستخدام مبدأ التعامل بالمثل واتخاذ ما تراه مناسباً تجاه الصحفيين المصريين الذين "يتجرأون" على السودان وأنشطته الخارجية. صحفيون في خط الصراع لأول مرة تلجأ الحكومة المصرية لحظر دخول الإعلاميين والصحفيين السودانيين إلى أراضيها، وعلى الرغم من أن الخرطوم سبق وخلال حقبة حكم الرئيس السابق محمد مرسي في العام 2012 أن اعتقلت الصحافية المصرية شيماء عادل المحررة بجريدة (الوطن) المصرية، إلا أنها لم تحظرها من الدخول وأداء عملها، حيث سرعان ما أطلقت سراحها وأُعيدت إلى بلادها. غير أن السلطات المصرية الآن وضعت قائمة سوداء لصحفيين سودانيين في مطارات القاهرة ومعابرها وطلبت عدم دخولهم حيث نُفِّذَ الأمر على كاتب الرأي بصحيفة (الانتباهة) الطاهر ساتي فيما رفضت الملحقية الإعلامية بالسفارة المصرية منح هيثم عثمان تأشيرةً للمشاركة في ذات المنشط الذي سافرت من أجله إيمان كمال الدين، وأُعيدت كما الطاهر ساتي من مطار القاهرة. اتحاد الصحفيين نشط رواد منصات التواصل الاجتماعي في قيادة حملة دعت الحكومة لاستخدام المعاملة بالمثل ومنع صحفيين وإعلاميين مصريين أساءوا لسودان ورموزه وحضارته. أمس وفي ثاني بيان له طلب اتحاد الصحفيين السودانيين، من الحكومة طرد جميع ممثلي المؤسسات الصحفية المصرية بالبلاد، وأعلن تبرؤه من تبني أو توقيع ميثاق شرف مع الإعلام المصري، ودعا البيان الحكومة السودانية، لإعمال مبدأ المعاملة بالمثل، بطرد جميع الممثّليات الإعلامية والصحفية المصرية من السودان، الرسمية والخاصة، ومنع دخول المطبوعات المصرية وإصدار الأمر لوسائل الإعلام السودانية المشاهدة والمسموعة والمقروءة بعدم بث أي محتوى مصري. إلغاء دعوة شكري اتحاد الصحافيين أكد "تبرّؤه من تبني أو التوقيع على أي ميثاق شرف مشترك مع الإعلام المصري قبل أن يستعيد الأخير رُشد التعامل مع الصحفيين السودانيين الذين لا يرضون الضيم والتقليل من قدراتهم في قيادة التنوير في دولة مستقلة وسيدة قرارها"، وطالب الاتحاد جميع عضويته، بالتوقف عن السفر إلى مصر، وأبدى استعداده لتوفير المساعدة لمنسوبيه في محورَي العلاج والسياحة إلى وجهات أخرى "تحترم حملة الأقلام، لا إهانتهم وحبسهم وطردهم وتكبيدهم الخسائر المادية والنفسية. البيان استنكر بشدّة استمرار المخابرات المصرية في احتجاز الصحفيّين السودانيّين بمخافرها في مطار القاهرة ومنعهم من الدخول لمصر، وإبعادهم لبلادهم في ظروف بالغة السوء، وقال إن الإجراء المصري يعرّضهم وأسرهم للترويع والإهانة والحط من الكرامة وتقييد حرية التنقل التي كفلتها المواثيق الدولية. واعتبر الاتحاد، احتجاز وطرد الصحفية (إيمان كمال الدين) بمطار القاهرة مساء الاثنين بعد 24 ساعة من إبعاد الكاتب الصحفي الطاهر ساتي، استهدافاً واضحاً للصحفيين السودانيين بلا استثناء، وتأكيداً لسعي المخابرات المصرية إلى تحميل الصحفيين السودانيين "ما حصدته القاهرة من غرس فاشل نتاج تدابيرها الفاشلة ضد السودان". عبد المحمود يبدي أسفه السفير السوداني بمصر عبد المحمود عبد الحليم ظل ومنذ ظهور أزمة الصحافيين يقود جهوداً جبارة، حيث أجرى وفي وقت لاحق من ليل الاثنين، اتصالاً بمساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان وجنوب السودان أحمد فاضل، ونقل له استياءه من الإجراءات التي طالت عدد من الصحفيين اليومين الماضيين. تضامن إعلامي واسع وسائل إعلام عالمية وقنوات ووكالات تناقلت وخلال نشراتها الرسمية خبر إبعاد الصحافيين السودانيين، فيما أبدت المنظمة السودانية أسفها واستنكارها من تلك الخطوة ودعت في بيان تضامني لها أمس مع المُبعدين إلى معالجة القضايا العالقة بين البلدين بالحكمة وتجنب التصعيد.