هبطت بنا الطائرة الرئاسية صباح أمس مطار الضعين.. كانت المدينة لحظتها قد (فركت) عينيها وطار منها التثاؤب وهي تستقبل مساعد رئيس الجمهورية اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي، بكل همة ونشاط وحيوية كالتي يتحلى بها نجل المهدي والذي يتولى نيابة اللجنة الرئاسية الخاصة بالمشروع الشبابي للبناء الوطني، والتي يترأسها نائب رئيس الجمهورية، وقد دشن عبد الرحمن الصادق، فعاليات المشروع الخاص بالولاية. استعرض أنس عمر عضلات التنمية، من خلال البني التحتية التي يجري التأسيس لها في الولاية حيث تفقد عبد الرحمن المهدي مقار وزارتي المالية والشؤون الاجتماعية المتعددة الطوابق، وبيت الضيافة، والمسجد الكبير، ومشروع تأهيل سبعين مدرسة بالولاية، منها عشرون بمدينة الضعين، زار مساعد الرئيس ثلاث منها ن كما وقف على سير العمل في أول منتزه بالولاية، ولعل كثيرا من المشروعات والبنى التحتية تخرج من باطن الأرض لأول مرة فالولاية قيد التأسيس رغم أن أنس هو الوالي الرابع الذي يدير شؤونها. أهداف المشروع جاءت خطوة تدشين المشروع الشبابي للبناء الوطني، بشرق دارفور في توقيت مناسب، وذلك مع انتقال الولاية وشبابها تحديداً من مربع الحرب والتفلت إلى التنمية بعد تمدد حالة الاستقرار، وهو الأمر الذي أشار إليه ممثل والي الخرطوم، وزير الشباب والرياضة إليسع صديق التاج في كلمته في احتفال تدشين المشروع: (زمان من الولاية خبر كلو شين واليوم كلو زين)، وتعهد بتسيير قافلة من الخرطوم إلى شرق دارفور قريباً، فيما باهى معتمد الضعين علي الطاهر شارف بدور شباب الولاية في مشروعات النفير مستشهداً بتوفير الشباب لمليون طوبة دعماً للمباني الجديدة لجامعة الضعين التي أصبحت واقعاً معاشاً. وبحسب رئيس الاتحاد الوطني للشباب د.شوقار بشار فإن المشروع يوفر برامج في مجالات التدريب الحرفي والزواج الجماعي، ومسابقات ومنافسات في المجالات الإبداعية والثقافية ومعارض للتراث بجانب تعزيز قيم الولاء الوطني. وأضاف شوقار أن "فعاليات المشروع تستهدف تفجير طاقات شباب السودان وتوظيفها لصالح خدمة المجتمعات المحلية لأننا نريد التنمية في الإنسان أولاً". وشهد مساعد الرئيس أمس في إطار تدشين المشروع زواجاً جماعياً حيث كان وكيلاً لأحد الأزواج، وكذلك شوقار والوالي أنس والذي قال كلمة رصينة، ودعا الشباب لأن يتركوا (الفزع والجري وراء الفارغة والمقدودة) وأن يمضوا إلى الأمام بالتعليم الذي يوليه أنس اهتماماً خاصاً جعل نتيجة الأساس لهذا العام بالولاية ترتفع إلى (85.1)%، بينما قال شوقار إن التعليم سيحل مشكلات، بينما امتدح مساعد الرئيس عبد الرحمن الصادق توجه الولاية بإمكاناتها نحو التعليم وقال: (دي الزراعة الفيها الفايدة)، وأضاف: (نريد أن تمتلئ نفوس الناس بالعلم لا بالقبيلة دون التعدي وما عاوزين زول ياخد حقو بيده)، مؤكداً دعم رئاسة الجمهورية لكل مشروعات الاتحاد وخاصة مشروع البناء الوطني والذي دُشن في نحو سبعة ولايات على يد نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن ومساعدَي الرئيس إبراهيم محمود وعبد الرحمن المهدي ما يدل على أهميته. ومهما كان من أمر فبعد أن كان صوت نسوة شرق دارفور عالياً، مُحرِّضاً للرجال على الفزع والقتال، علا صوتهن أمس بزغاريدهن بمناسبة الزواج الجماعي وحالة الفرح عامة السائدة في الولاية والتي على رأسها أنس عمر.