شهدت مدارس العاصمة غياباً كبيراً في أول أيامها حيث لم تتجاوز نسبة الحضور في معظم المدارس ال50% على ذِمة ما جاء من حديث بعض المعلمين ومديري المدارس بمحلية الخرطوم بحري، حيث تحدثت مديرة مدرسة أساس الزهراء للبنات ثريا مصطفى بمنطقة شمبات، وقالت إن نسبة الحضور لطالباتها كانت أقلَّ من المتوقع أو غير (مشجعة) - على حد وصفها - وأضافت: "نسبة حضور المعلمين كانت كبيرة وتم توزيع بعض الطالبات لفصولهن وتم إجلاسهن، لكن لم يشهد اليوم الدراسي أي عمل، فلم يبدأ اليوم بالطابور الصباحي وذلك لرداءة الطقس والبيئة وتجمع المياه في فناء المدرسة، كذلك هنالك بعض الفصول اخترقتها المياه من السقف والجدران، كما أن الرياح الشديدة التي سبقت الأمطار تسببت في فصل بعض الأسلاك الكهربائية، مما أدى إلى سقوطها أرضاً بالقرب من مداخل بعض الفصول، لذلك عملنا على فصل التيار من كل المدرسة، وما كان مني إلا أن أقوم بإنهاء اليوم الدراسي منذ الثانية عشرة ظهراً رغم عدم حضور الطلاب". واختتمت حديثها بالقول: (غايتو دي أول مطرة وما عارفين البحصل تاني شنو). انهيار سور المدرسة وفي منطقة الحلفايا تسببت الأمطار في انهيار السور الفاصل بين مدرستي الحلفايا للبنات ومدرسة مصطفى عبد العال للبنين، حيث تفاقم الوضع بمدرسة البنين لدرجة أن المياه غمرت السور ولم يستطع الطلاب الدخول إليها وتجاوزتها نحو بعض الفصول، ورغم أن نسبة الحضور للطلاب كانت ضعيفة على حسب إفادة مدير المدرسة، إلا أن الدراسة انتظمت وسار اليوم طبيعياً حتى الحصة السادسة، وكان انصراف الطلاب عند الواحدة ظهراً، وعلى النقيض تماماً فقد خلت مدرسة البنات جوارها من الطالبات. وأضاف خفير مدرسة البنات: (لا أحد بالمدرسة الآن، فقد غادر الجميع منذ الثانية عشرة، ونسبة حضور الطالبات والمعلمين كانت ضعيفة)، كذلك الحال بمدرسة شمبات الثانوية الحكومية للبنين فقد قال أحد المعلمين بالمدرسة في حديثه ل(السوداني) إن نسبة حضور الطلاب كانت أقل من النصف بكثير، والبيئة الدراسية سيئة تحديداً بفصل الخريف، فهنالك بعض الفصول على حافة السقوط، وأضاف: (قمنا بصرف الطلاب مبكراً لأن التيار الكهربائي مقطوع ونتخوف من استخدام (الأزيار) للشرب خوفاً من وباء الإسهال المائي لذلك فقط نستخدم المبردات المائية). منطقة محظورة منطقة السامراب مربع 8 ظلت منطقة محظورة، وتعثرت إطارات السيارة من الدخول إليها فما كان مِنا إلا أن نعبرها بالأرجل لأن كل المرافق العامة بالحي مُحاطة بالمياه والمدارس مغلقة تماماً كما أن الطرق الرئيسية ظلت متوقفة عن الحركة وداخل المنازل لا يختلف كثيراً عن خارجها فكلها محاطة بالمياه. وبحسب إفادة عدد من المواطنين فإن هنالك بعض المنازل بمنطقة ريفي بحري قد تعرضت للانهيار التام، كما أن ذات المشاهد متكررة بمعظم أحياء الخرطوم بحري على رأسها الحلفايا والمزاد والصافية والسامراب وشمبات منها ما وصل حد الأزمة.