لم يخيب سعادة الوزير كمال عبد اللطيف حسن ظني فيه، وحسن ظن القيادة السياسية التي أسندت إليه هذه المواقع المتتالية، فقد أتصل بي موضحا ملابسات غياب الوزير السابق الدكتور عبد الباقي الجيلاني من إفتتاح مصفاة الذهب. لم يختبيء كمال عبد اللطيف وراء أصبعه ويكذب كعادة السياسيين ويرمي بالخطأ في السكرتارية والمراسم كما يفعل كثيرون لقد قال لي أن زحمة العمل جعلته ينسى بعض الشخصيات والقامات المهمة جدا في هذا الحدث الكبير ... وزادني قائلا: (ليس عبد الباقي وحده فقط ولكن آلمني جدا عتاب عبد الرحيم حمدي الذي كان يرغب المجيء وإنتظر الدعوة و كذلك عدد من الشخصيات ذات الصلة وبالذات عبد الباقي لأنه شخصية مقدرة جدا عندنا في هذا المجال!) وقال كمال أنه سيخصص له زمنا كافيا في إحتفال يخص الوزارة لتكريمه على ما قدم في الوزارة وقطاع التعدين من مجهودات لا ينكرها أحد .. وكذلك وزير الدولة السابق في الوزارة. بالتأكيد الوزير كمال معذور فقد قامت الدنيا ولم تقعد قبل شهر بسبب (شنطة وجيهة) و (قلم حبر) وزعه في البرلمان مع تقرير الوزارة وأشهر الكثيرون في وجهه سلاح التقشف فلو أقام كمال حفلا أسطوريا لمصفاة الذهب لقال الناس فيه ما لم يقل مالك في الخمر (بالمناسبة مالك قال شنو؟) ولو حدد عدد المدعوين من (الفي آي بي) سلفا فإنه سيلتزم بمعايير دستورية وبروتوكولية جدا ... ولو استثنى البعض لأوغر صدور البعض ... وهذا هو ما غاب عني وعن كثيرين من منتقدي الوزير ..! من باب الفائدة هذه هي الفقرة التي انتقدنا فيها الوزير في العمود السابق: (هذه المرة أود أن أنتقد وأنصح الأستاذ كمال عبد اللطيف في أمرين (وجل من لا يخطيء) ... الأول أنه لم يدعُ الوزير السابق د. عبد الباقي الجيلاني لافتتاح مصفاة الذهب ومن المعلوم أن عبد الباقي ... التنفيذي النزيه والقدير والجيولوجي النحرير هو مؤسس وزارة المعادن في عهد شح البترول والرجل صمد أمام أقسى الحملات الصحفية التي كانت تسخر من الذهب في السودان وتعتبره مجرد (أحلام زلوط!) كما كان الصادق المهدي يقول في بواكير الإنقاذ حول النفط. وعبد الباقي طاف السودان شرقا وغربا على اللاندوكروزر والبكاسي في الدروب الوعرة وليس بطائرة خاصة لتفتيش مواقع التعدين الأهلي واجتهد ووضع الخطط وصمم التصاميم وجذب للسودان 50 شركة لتعدين المعادن والذهب. أضف إلى كل هذا أن مصفاة الذهب بدأت في عهده ... فكرة وخطة ومشروعا .... لذلك ما حدث له جزاء سنمار يا سعادة الوزير! عزيزي القاريء صفينا الأمر الأول ... وشرعنا في الثاني بالقسطاس المستقيم ولكن قبل ذلك دعوني أشرح ما الذي قاله مالك في الخمر؟ قال: لو أدخل شخص إبرة في خمر ومصها فإنه يجلد ... وعلى نقيض مالك بعض الأحناف الذين لديهم رأي لن نذكره مختصرا هنا حتى لا يفتح بابا للدغمسة ..!