ثمّنا من قبل تواصل الأستاذ كمال عبد اللطيف وزير المعادن مع قبيلة الصحفيين وهو تواصل فريد من نوعه إذ أنه يطوف عليهم في إفطارات رمضانية اجتماعية ويدور نقاش ممتاز بينه وبين الصحفيين حول دور الإعلام في التنمية والاستقرار وقد كنا شهودا على إفطار في منزل الزميلة لينا يعقوب رمضان قبل الفائت واستمتعت حينها بالأنس مع السفير عبد المحمود عبد الحليم حول دهاليز وكواليس مجلس الأمن ومعاركه مع الآفل (أوكامبو) ... والبركة في كمال ولينا اللذين جمعانا. أيضا يتميز الأستاذ كمال بعدم التمييز بين الصحافيين (إسلاميين ومحايدين ويساريين وعلمانيين وهلم جرا) الصحفي عنده صحفي والتقييم يبدأ وينتهي بقربه وبعده من قضايا الوطن ..! أيضا يجب علينا الإشادة برعاية وزارة المعادن للتكريم الذهبي ل (رائدات المهنة) وهن خمس عشرة إعلامية تم تكريمهن في اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو 2012 بالاتحاد العام للصحفيين السودانيين وعلى رأس القائمة سعاد الفاتح وفاطمة أحمد إبراهيم ... ألم أقل لكم إن الرجل ذكي ومنفتح ..! هذه المرة أود أن أنتقد وأنصح الأستاذ كمال عبد اللطيف في أمرين (وجل من لا يخطيء) ... الأول أنه لم يدعُ الوزير السابق د. عبد الباقي الجيلاني لافتتاح مصفاة الذهب ومن المعلوم أن عبد الباقي ... التنفيذي النزيه والقدير والجيولوجي النحرير هو مؤسس وزارة المعادن في عهد (شح البترول) والرجل صمد أمام أقسى الحملات الصحفية التي كانت تسخر من الذهب في السودان وتعتبره مجرد (أحلام زلوط!) كما كان الصادق المهدي يقول في بواكير الإنقاذ حول النفط. وعبد الباقي طاف السودان شرقا وغربا على اللاندوكروزر والبكاسي في الدروب الوعرة وليس بطائرة خاصة لتفتيش مواقع التعدين الأهلي واجتهد ووضع الخطط وصمم التصاميم وجذب للسودان 50 شركة لتعدين المعادن والذهب. أضف إلى كل هذا أن مصفاة الذهب بدأت في عهده ... فكرة وخطة ومشروعا .... لذلك ما حدث له جزاء سنمار يا سعادة الوزير..! ترددت قبل أن أعتمد على خبر صغير في الزميلة (آخر لحظة) عن عدم دعوة عبد الباقي ثم اتصلت به فقال لي إنه لم تأته دعوة وأن اتحاد الصاغة اتصل به مستفسرا ثم اتصل بالوزارة مستفسرا وقالوا إن ما حدث نسيان غير مقصود وأنهم سيتصلون عليه هاتفيا غدا صباحا ... قال لي عبد الباقي تواضعت وانتظرت الاتصال الذي لو جاءني لذهبت (دون انتظار كرت مذهب) حتى أرى الحلم الذي كنت أحلم به ولكن لم يتصلوا بي فاكتفيت بمتابعة الاخبار عبر التلفزيون ... وعبد الباقي عندنا لا يكذب فهو يستيقظ صباحا ليؤدي الفجر في مسجد المنشية ويقرأ أوراده إلى شروق الشمس. حقيقة فكرت في التماس العذر لأستاذ كمال عبد اللطيف ولكنني أعلم أن الرجل يتابع التفاصيل ولا يتركها لمعاونيه ولو أخطأوا فإنه يعنفهم ويحاسبهم (حساب نكير في القبير) ..! الأمر الثاني هو ما دار بين الوزير كمال عبد اللطيف والزميل الصحفي محمد خليفة في (المقال سبب الأزمة!) الذي نشر في المحرر ثم انتشر في الإنترنت... لن نورد التفاصيل ولكن سنأتي لاحقا على نصائح عامة إذ لا تسرنا المواجهة بين الوزير كمال وأي صحفي!