استقبال جديد بمحلية الدامر حاضرة الولاية، التي خطَّ فيها اتباعه صورة رسمت الدهشة على وجوه الوفد المصاحب، حين الوصول في الثانية عشر من نهار السبت، فأعداد المستقبلين تُقدر بالمئات، كانوا حضوراً عند مدخل الدامر، لم يجد المهدي خياراً سوى الترجُّل من على متن عربته سبيلاً، وامتطاء أخرى مكشوفة لدخول المدينة، صحبة أعضاء الحزب وأعضاء الحكومة، ليستهل خطابه بميدان الأنصار، الذين ألقي على مسامعهم جملة:" حكومة نهر النيل تعاملت معنا وفق السّمات السودانية، رغماً عن أوج الخلاف بيننا وبينهم" معتبراً أن حرارة اللُقيَّا البادية على محيَّا حكومة الولاية، بمثابة برهان على سماحة أهل السودان، المحتكمين على بروتوكل سوداني، جعل مجتمعهم نسيجاً وحده، يغلب أخلاقه على غضبه، مشيراً إلى أنه مهما يجري من خلاف قد يصل حد الاحتراب، الا أن السودانيين لم يقاطعوا بعضهم . لا يبدو مدهشاً استقبال الأنصار أيضاً لا يبدو مدهشاً للمهدي، كما أدهش بقية المرافقين له في الرحلة، وهي دهشة بددَّها أمير الأنصار بالولاية، طه أحمد سعد، في حديثه ل (السوداني) بالقول:" الاحتفاء بزيارة المهدي التي تندرج في إطار برنامج الطواف على الولايات، والتي دشَّنها منذ عودته من القاهرة في يناير الماضي، ليس بمستغربة على جموع الأنصار المتقاطرة للترحيب بالحبيب، الذي يعود لزيارة الولاية بعد انقطاعٍ دام سنوات، لم يأتْ فيها لمعاودة جماهير الحزب ميدانياً، نسبةً لانشغاله بأمور الحزب، مضيفاً: نهر النيل كانت متشوقة لزيارة الصادق، وما أظهرته من ضخامة استقبال ينم عما تكنه لشخص الإمام، وأن تدافع الأنصار ما هو الا تأكيد على أنهم بولاية نهر النيل، متمسكين بالمبدأ رغم ما شهدته الساحة من أحداث نسفت بالبعض وألقته خارج الحلبة السياسية، مشيراً إلى نجاح زيارة الإمام التي لامست تمسك القواعد بالحزب ومبادئه . المجاذيب يرحبِّون زيارة الإمام التي تحمل الرقم (5)، والتي كانت من نصيب محلية الدامر، لم يقتصر الترحيب فيها بمقدمه على الحكومة، وأنصار حزبه، وإنما امتد ليشمل ترحيباً آخر، كان أوله بمنزل الأمير عوض حسن علي، أحد عُمد الدامر ممن احتفوا بوفد الإمام، بإقامة مأدبة غداء على شرف حضوره، ليتوجه بعدها المهدي لزيارة ديوان عائلة المجاذيب، ممن اجتمعوا على تحية الإمام والترحيب به، والإلتقاء بعميد أسرة المجذوب الشيخ أحمد البشير، الذي أكد في حديثه ل(السوداني): إن ما بين أسرته والبيت المهدوي، تاريخ كبير بدأ منذ مبايعة الشيخ عبد الله ومباركته لثورة الإمام محمد أحمد المهدي، فضلاً عن أُسر أخرى ترقبت طلة الإمام عليها، ليكون احتفاء الكل على طريقته بمقدم زعيم حزب الأمة، والذي منذ أن وطأت قدميه محلية الدامر، وهو في حراكٍ من دارٍ الى أخرى، ملبياً دعوات أعضاء حزبه بالولاية وأهل المدينة . احتفاء حكومي مجدداً ختام الاحتفاء بالإمام كان من قبل الحكومة، التي استضافته والوفد المرافق له ببيت الضيافة، في جلسة مسائية لم تخلو من النقاش حول الشأن السياسي، استهلَّها الوالي حاتم الوسيلة، مجدداً الترحيب بالصادق المهدي، قبل أن يقول إن ولايته تستقبل رمزاً من الرموز السودانية، في المجال السياسي، مشيراً إلى أن ما قامت به الحكومة ما هو الا دليلٌ على عافية الحياة السياسية، التي ازدانت بزيارة الإمام لولايته، مشيداً بما يقوم به حزب الأمة في نهر النيل، واعتبره حزباً راشداً ومدركاً لأدواره التي يؤديها تجاه مجتمع الولاية، لينفضّ سامر الجلسة بوداع الإمام عند بوابة المدينة .