هذه المرة، دفعت رئاسة الشرطة إدارة المخدرات أمس بقوات قدرت بكتيبتين قوامها أكثر من (1600) شرطي مقاتل لإبادة مزارع حظيرة الردوم والسيطرة على المزارع قبل حصادها، وتتكون تلك القوات من قوات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وقوات الإحتياطي المركزي، وتلقت تلك القوات تدريباً متقدماً في مجال القتال الميداني وكورسات مكثفة في القتال بالمناطق المغلقة والمفتوحة والمدن، كما تم تسليحها بأحدث الأسلحة الثقيلة والخفيفة والآليات. القوات المتجهة للردوم تم تجهيزها تجهيزاً كاملاً بأحدث أنواع الأسلحة القتالية وتم تزويدها ب(5) طائرات بينها طائرة أنتينوف وطائرتيّ هليكوبتر بجانب طائرتين بلا طيار للاستكشاف وتحديد إحداثيات المزارع، وتحديد أماكن تواجد العصابات والمزارعين، بجانب تحديد أنواع الأسلحة التي تستخدمها عصابات المخدرات وتقوم بالتصوير وتزويد القوات بالمعلومات المطلوبة من على بعد (25) كلم، أما طائرات الانتينوف والهليكوبتر فقد تم تزويدها بقوات إنزال مظلي، وتم تزويدها بأسلحة ثقيلة بإمكانها القيام بغارات جوية وعمليات قصف جوي في حال احتدم القتال بين قوات المشاة وعصابات المخدرات. ما يميز حملة هذا العام أنها أُعتبرت حملة غير مسبوقة من حيث العدد والعتاد الحربي، وشاركت فيها أكثر من (100) مقاتلة بجانب أعداد كبيرة من الآليات والعتاد الهندسي والتراكتورات والمعدات المصاحبة، والتي سهلت عملية دخول الحظيرة، كما تم تجهيز (2) مركب بماكينة لنقل القوات وتمكينها من عبور النهر إلى داخل الحظيرة، وتم تجهيز (100) حمار تستغلها القوات في نقل الأسلحة والمدافع إلى داخل الحظيرة . سبقت هذه الحملة الكبرى حملات توعوية بمخاطر المخدرات استهدفت مواطني الردوم بولاية جنوب دارفور التي تقع حظيرة الردوم في محيطها، وحثتهم السلطات على الإتجاه لزراعة محاصيل نقدية بدلاً عن زراعة البنقو، وأسفرت الحملات التوعوية عن استجابة عدد من مزارعي الردوم وتخليهم عن زراعة البنقو، الا أن المعلومات الواردة تشير إلى زيادة المساحات التي تمت زراعتها بمحصول البنقو هذا العام، وأن مساحتها فاقت المساحات التي أُبيدت في العام الماضي، والتي بلغت آنذاك (6.5) ألف كلم مربع، ويتراوح حجم المزرعة الواحدة ما بين (5-10) فدان تم تصويرها جواً ووضع خرط لها وأصبحت معلومة بالنسبة للقوات، وتدل مؤشرات زيادة المساحات المزروعة إلى أن هنالك أعداد أكبر من المزارعين والعصابات ينتشرون داخل الحظيرة، وربما يشير ذلك إلى أن عمليات الإبادة ربما تخللتها عمليات حربية شرسة من قبل العصابات في محاولة لمنع الشرطة من الوصول إلى مزارعها وإبادتها. عصابات مُموِّلة مزارع البنقو بالردوم تمولها عصابات سودانية لديها إمكانيات هائلة وتمتلك أموالاً طائلة تحصلت عليها من أرباح مبيعات المخدرات، وأصبحت تلك العصابات تشكل قوة وخطورة على المجتمع، لا سيما وأنها تمتلك من الأسلحة القتالية ما يمكنها من مقاومة القوات النظامية والاحتكاك بها، بل والدخول معها في معارك شرسة للحفاظ على منتوجها من الحشيش، حيث تشير التقارير الواردة إلى أن الحملة السابقة بحظيرة الردوم شهدت معارك ضارية بين الشرطة والعصابات المنتشرة بالمنطقة، وأسفرت تلك المعارك عن إصابة (5) أشخاص بينهم (3) من عناصر الشرطة و(2) من عناصر العصابات، وألقت الشرطة القبض على (8) متهمين بينهم المصابون. محمية الردوم هي محمية طبيعية تبلغ مساحتها (13.600) كلم مربع ذات طبيعة قاسية، حيث تتخللها أنهار موسمية تجري لمدة ستة أشهر تبدأ من منتصف العام وتستمر حتى نهاية ديسمبر، ويصعب عبور تلك الأنهار التي تحيط بالحظيرة من كل الجوانب، الأمر الذي يجعل الوصول إلى المزارع أمراً مستحيلاً وتكتنفه المخاطر. وضعت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات هذا العام خطة كبرى سيتم تنفيذها عقب الفراغ من إبادة مزارع الردوم، وتقوم الخطة على الدفع بقوات محاربة بأعداد كبيرة لمداهمة أضخم مخازن المخدرات بولايتي شرق وجنوب دارفور، وتم الإعداد للخطة وتحديد القوات التي ستنفذ المداهمات، وتم تدريبها تدريباً قتالياً ونالت تلك القوات تدريبات عالمية في مجال الاقتحام والمداهمة، وسيتم تسليحها بأحدث الأسلحة القتالية لتنفيذ مهمتها التي تستهدف أوكار التخزين ومعاقل أخطر ممولي مزارع الردوم. يُذكر أن مدير عام الشرطة، الفريق أول هاشم عثمان الحسين، ومدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، قد قاما بزيارة لدولتي أثيوبياوتشاد وتم التنسيق مع الدولتين لتنفيذ عمل مشترك بقوات مشتركة في الحدود، وذلك لمنع تسرب المخدرات والعقاقير الكيميائية عبر الحدود إلى السودان، حيث يتم تهريب (القات والشاشمندي) من أثيوبيا للسودان، ويتم تهريب الحبوب المخدرة والخرشة والعقاقير الفاسدة عبر الحدود التشادية إلى السودان، وتأتي تلك الأنواع من دول غرب أفريقيا، وعبر تشاد تعبر إلى البلاد. تقارير الإبادة تشير التقارير الجنائية للعام 2016م، إلى ضبط وإبادة (58) طناً من الحشيش (البنقو) من بينها (45) طناً أُبيدت في حظيرة الردوم، وفي شهر يناير من مطلع هذا العام 2017م، تمكنت قوات مكافحة المخدرات من ضبط (20) طن من البذور (التقاوى)، تم ضبطها داخل حظيرة الردوم حيث كانت مخبأة بطريقة مستحدثة واحترافية، وتم دفنها في الرمال لضمان نموئها هذا العام، وتشير ذات التقارير إلى أنه منذ مطلع العام وحتى الشهر الجاري، تم ضبط أكثر من (37) طناً من البنقو بكافة ولايات السودان.