أحد الأقارب احتاج لعملية قلب مفتوح تغيير صمام أو شيء من هذا القبيل. وصارت الاجتماعات تعقد في الأسرة والخيارات تطرح يعمل العملية في الهند أم في السعودية أم الأردن أم مصر، وخيار السودان كان من يقدمه يعرض نفسه لعدة (صرات وش). بعد تقليب كل الخيارات والزمن لا يسمح كان لابد من عملها في مستشفى أحمد قاسم للقلب والكلى، ما شاء الله، مستشفى في غاية الكمال وكوادر طبية عالية المستوى ويعملون في صمت. يومياً عمليات قلب بكل أنواعها تقريباً 21 عملية قلب أسبوعياً وزراعة كلى ست عمليات تقريباً أسبوعياً ما شاء الله. مستشفى أحمد قاسم هنا مثالاً وهناك عدة مستشفيات حكومية وخاصة تقدم كثيرا من الخدمات الطبية بدرجات متفاوتة. (وبأسعار متفاوتة طبعاً لن نسمي مستشفىً خاصاً ولا عاما، عملاً بالمثل السوداني الخواف ربى عياله). باستعراض بسيط للمنطقة التي من حولي أجد كثيراً من الذين يتعالجون في الخارج لعوامل اجتماعية (نحن أقل من منو ما نسفر مريضنا بره) وبعضهم مسألة وجاهة اجتماعية (أنا فلان دا اتعالج في السودان؟) هذا وهناك فعلاً حاجة لعلاج في الخارج إما لعدم توفر الأجهزة او الاختصاصيين وهذه قليلة طبعاً وتخرج عن طريق القمسيون الطبي. بعد أن يقرر المختصون عدم توفر العلاج بالداخل ذاكرين الأسباب. أها يا ناس الحقل الطبي قصرت معاكم تعالوا للعيوب. أشعر بعدم استقرار في الحقل الصحي الأطباء مبعثرون بين العيادات الخاصة والمستشفيات الحكومية والخاصة. ماذا لو تكاملوا في مجمعات صحية ضخمة متوفر كل شيء فيها من أجهزة ومختبرات وغرف عمليات وكوادر طبية (طبعاً مؤهلة هذه لا يشك فيها أحد فعُمر كلية الطب قارب القرن من الزمان). وسمعة أطبائنا شهد بها كثير من دول العالم في مقدمتهم بريطانيا والمملكة العربية السعودية التي كررت في تقاريرها السنوية خلو قائمة الأخطاء الطبية من الأطباء السودانيين. يتحدثون عن تجميع البنوك والصحف أو لملمة الصغار ليصبحوا كباراً أي بنكين مش ولابد يضموا مع بعض أي صحيفتين فيهما (كاني ماني) يدمجوا مع بعض. الآن ندعو للملمة المنشآت الصحية مع بعضها البعض لتقدم خدمات طبية سريعة (ورخيصة). حتى نوفر هذه العملات التي تذهب لدول الجوار حيث يعود المرضى إما بنفس التشخيص أو الدواء أو على صناديق بطائرات تاركو (بارك الله فيهم إذ أن تاركو للطيران متبرعون بحمل جثامين الموتى مجاناً). توطين العلاج بالداخل يحتاج إلى مجهود كبير أولاً على الصعيد الاجتماعي بلاش قشرات بالمرض. ويحتاج من الأطباء تجويد التشخيص والتأني في ذلك إذ لا يعقل أن يكون زمن المريض مع الطبيب 3 دقائق. وعلى الدولة أن تجود منشآتها الصحية وتعطي الأطباء والكوادر الطبية ما يستحقون إذ لا يعقل أن يكون راتب الاختصاصي 100 دولار طبعاً لا نقارنه براتبه في دول المهجر.