وفي سياق مختلف، ظلت (الباروكة) تشكل هاجساً يؤرق مضاجع كثير من النساء الباحثات عن الجمال الشيء الذي أدى إلى أن تكون تجارة رابحة يتوافد نحوها عدد من التجار، وداخل سوق سعد قشرة ببحري واثناء بحثنا عن اصحاب تلك المهنة لفت أنظارنا مشهد من على البعد أكد لنا أننا وجدنا مبتغانا اذ كان أمامنا فتاة برفقتها أخرى تعمل على وضع باروكة بشعرها وكأنها تختبر بها منظرها وكانت رفيقتها هي مراتها العاكسة وبعد أن اقتربنا منهما وصل إلى مسامعنا حديثها قائلة: (ما سمحة عليك رجعيها)، وانتهى الحوار بينها وبين البائع دون طائل. (2) إبراهيم علي الذي يعمل ببهذه المهنة لفترة تقارب ال12 عاما، كشف عن هوس النساء بشكل غريب وبحثهن الدوؤب عن انواع الشعر الطبيعي من غيره، وعن اسعار الشعر قال إن الاسعار تتفاوت حسب نوع الشعر والمقاس اذ أن الباروكة المصنعة من الشعر الطبيعي مقاس 18 يبلغ سعرها 6 الف جنيه اما مقاس 16 يبلغ ثمنها 4 الف جنيه فيما يبلغ ثمن مقاس 14 ثلاثة الاف، لافتا إلى أن للباروكة زبائن من طبقة معينة اما الباروكة العادية فتبدأ اسعارها من الف جنيه إلى 150 جنيهاً، مشيراً إلى أن استيراد البواريك من كينيا والصين مشيراً إلى انه من الصعب دخولها إلى البلاد الا عن طريق المطار، وزاد إبراهيم: إن الاثيوبيين هم الأكثر اقبالا على شراء الشعر الطبيعي والبورايك ومن قبلهم كان الجنوبيين الا أنه أكد أن الغالبية من النساء اصبح الشعر هاجس بالنسبه لهن، وختم ضاحكا: (ما في بنت ماشة صلعة ولا لونها أخضر والفضل يرجع لينا خلينا البنات سمحات)!. (3) على الجانب الآخر كان زميله محمد الحضور منهمكاً في بيع (المشابك) والتي عليها اقبال كبير، ويقول محمد: إن بيع البواريك لا يتوقف على موسم بعينه لكن يزداد الاقبال عليه في الأعياد ورأس السنة والمولد النبوي الشريف مشيراً إلى أن اكثر المشابك والبواريك طلباً هي (الكيرلي) و(شاكيرا) و(العروس) اذ تتفاوت الاسعار ما بين 150 و80 و50 وزبائنهم من الفتيات أما النساء المتزوجات فيملن إلى شراء الشعر وشكا محمد من صعوبة دخول البواريك ومصادرتها من المطار، فيما يرد بعضها براً عن طريق جوبا ودارفور.