أمس الأول الجمعة، بدا أن السودان موعود بوصول ضيف ثقيل لطالما تضرع الجميع بألا يتسلل إلى بلد يكابد الأمرين، اذ اعلنت وزارة الصحة رسميا وفاة مواطن بمرض (الكورونا).. وقال وزير الصحة، الدكتور أكرم التوم، في مؤتمر صحافي، الجمعة، إنه تقرر "إيقاف جميع المؤتمرات الحكومية، وإقامة كل الفعاليات الرياضية بدون جمهور حتى إشعار آخر". وأشار إلى أن الحكومة تبحث تأجيل الامتحانات وإغلاق الجامعات. وقال الوزير إن "الجيش حدد أماكن إيواء وعلاج للمواطنين العائدين من الخارج". إغلاق الرئة الضيف القاتل أينما حل انتشر الرعب والذعر والموت لينضم السودان إلى الكثير من الدول التي اعلنت اصابتها بهذا الفيروس، وبدا أمرا مسلما به أن الضيف خفيف الخطى وسريع الوصول اقترب كثيرا من بلدان الجوار مما تطلب اجراء تدابير احترازية اعلنتها الخرطوم تباعا. الخرطوم المحاصرة بالأزمات التي تجر بعضها بعضا ك(تركة ثقيلة) للنظام البائد وتقاتل في جبهات عدة للبقاء على رجليها، إلا أن كثيرين يرون أنه لا خيار لها الا أن تقاتل وبقوة هذا العدو الفتاك الذي تحدى كبرى بلدان العالم، لذلك فإن اهم خطوات هذه الحرب هو اغلاق الرئة التي يتسلل منها هذا القاتل وهي المطارات والمعابر. ضحايا كورونا (إن لم يصبك هذا الفيروس في جسدك فهذا لا يعني انك نجوت منه) تظل القاعدة التي يتبناها الجميع في الشوارع رهبة وقلقا وخوفا، فالمرض يجيد فن التسلل إلى جميع مرافق الحياة ليشلها تماما كما فعل بالكثيرين، لتأتي اسرع خطوات الحكومة الانتقالية باتخاذ قرار اغلاق المعابر الحدودية مع مصر بسبب كورونا، مما اوقف حياة الكثيرين الذين ارتبطت ارزقاهم عبر تلك المنافذ التي اغلقت تماما جراء ذلك الفايروس. اسرع نتائج القرار تترجمت في وجود المئات من العالقين في تلك المعابر ومطار القاهرة ليصبحوا احد ضحايا هذا الضيف القاتل. غرفة طوارئ القائم بأعمال السفارة السودانية بالقاهرة السفير خالد الشيخ قال ل( السودانى) امس، انهم ومنذ أن علموا بقرار اغلاق المعابر واغلاق الاجواء السودانية أمام أي طيران قادم من مصر، سارعوا إلى تكوين غرفة طوارئ وعمليات تعمل على مدار الساعة، وشرعوا فورا في الوقوف على اوضاع الذين تأثروا بالقرار حيث قاموا بتعيين مندوب من السفارة للوقوف على اوضاع العالقين في مطار القاهرة الدولى. وكشف خالد عن أنهم رفعوا تقارير عاجلة لكل من وزارة الخارجية واللجنة العليا لمتابعة اوضاع العالقين لشرح اوضاع هؤلاء العالقين وظروفهم الصحية اذ بينهم كبار في السن والبعض معه اطفال والظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء العالقون خاصة وانه ليست امامهم أي فرصة للعودة إلى القاهرة مجددا بعد أن اكملوا مدتهم وانجزوا مهامهم التي اتوا من اجلها وأضاف: بالتالي وهو الامر المؤكد بانهم استنفدوا اموالهم خاصة المرضى منهم وليس في مقدورهم العودة بأي حال من الاحوال. ونوه القائم بأعمال السفارة إلى وجود تباشير انفراج لأزمة هؤلاء العالقين، واضاف: علمنا بان اللجنة العليا درست هذه التقارير جيدا، مؤكدا توقعهم انفراجا في القريب العاجل بصدور قرار بإجلاء هولاء العالقين إلى السودان وقطعا ستجرى لهم التدابير الطبية في المطار بعد وصولهم. أوضاع المعابر وحول اوضاع السودانيين العالقين في المعابر المشتركة بين السودان ومصر ( ارقين- اشكيت) نوه السفير خالد الشيخ بأنهم على تواصل مستمر مع طاقم قنصلية السودان في اسوان، واضاف: علمنا من القنصل العام بوجود نحو (20) بصا في موقف كركر والمعابر الأخرى، معربا عن امله بالسماح لهم بالدخول إلى السودان بعد اجراء كافة الفحوصات الطبية والمعملية في المعابر لضمان عدم تسلل الفيروس إلى السودان ولضمان سلامة الجميع.