ياسر عبدالله عروس (طرِد)..!! هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته يقيم في احدى دول الخليج ويشغل وظيفة مرموقة، في جلسة مع زملائه من السودانيين وهو يشاهد حفل زواج بالفيديو لاحد اصدقائه بالسودان، شاهدها في الحفل وخفق قلبه، والمصور ما قصر ركز شديد عليها، عقب انتهاء المشاهدة سأل منها وعرف اسرتها واتصل سريعاً في اليوم الثاني باسرته باحدى ولايات السودان لخطبتها، فرحت الأسرة جداً بخطوته لانه كان من عتاة (العزابة) وكلما يحضر الاجازة للسودان يطلب منه والده الزواج ويكون رده، اصبروا علي شوية لحدي ما أكون نفسي كويس، وكلو حاجة بزمنها. المهم بسرعة البرق حصل على اجازة من عمله لثلاثة أشهر ووصل الشاب الأربعيني الى السودان واكمل مراسم الزواج بذات الفتاة التي شاهدها في شريط الفيديو، وبعد ان التقي بها وجها لوجه بعيداً عن (الشاشة الغشاشة) وجد انها (طلعت ماسورة وشيييينة)، وجد نفسه في مأزق صعب جداً (لانو طريقة تراجع مافي)، وحصاد عشر سنوات من الغربة راحت في شربة (عرسة مخستكة)، تمالك نفسه و(قطعها في مصارينو)، لكنه قرر بعد خمسة عشر يوماً قطع اجازته والعودة الي مقر عمله بالدولة الخليجية، وفي المطار اثناء وداعه زرفت زوجته (الماسورة) كما سماها هو لاصدقائه المقربين الدموع بغزارة وظلت تبكي بحرقة شديدة ، فحزن هو كذلك ولكن ليس لحزنها ولكن علي (عرسته المهببة)، وهي مازالت تبكي غضب وخاطبها قائلاً:( بتبكي شديد كده مالك يا مها). مغترب آخر قرر الزواج فاتصل باسرته وطلب منها البحث له عن عروس ( بيضا وشعرها طويل وعيونها كبيرة)، بعد رحلة بحث استمرت ثلاثة أشهر وجدوها وارسلوا له صورتها فوافق واكملوا المراسم وارسلت له كما يقول اهلنا (طرد)، استقبلها في المطار واعجب جداً بشكلها وجمالها الأخاذ وطولها الفارع ولونها الأبيض الجذاب، ففرح الرجل جداً بانه وجد مواصفات شريكة حياته التي حددها، ولكن كانت المفاجأة المدوية عندما اجتمع بها في منزل الزوجية وتحت سقف واحد فاتضح انها (عويييييرة)، ولاتعرف لباقة الحديث ، فادخلته في احراج كبير جداً خاصة عندما يزورهم ضيف بالمنزل، فكلامها (دراب عديل كده)، وهو ينظر لضيوفه يرى في اعينهم ابتسامات الاستهزاء ، وبعد رحلة زوجية قصيرة استمرت لثلاثة أشهر، طلقها وأعادها للسودان بذات الطريقة التي قدمت بها له (طرد يعني). المغترب كان يمثل أمنية كل فتاة سودانية مقبلة علي الزواج، والمدهش ان الأسر لا تمحص كثيراً في ملفه قبل الموافقة عليه، لا تسأل عن مهنته ووظيفته وعن شخصيته والاسئلة الكثيرة التي تحدد الاجابات عليها الموافقة او الرفض فكلمة مغترب تبعد عنك كل الأسئلة الحرجة ورحلة البحث المضنية عن شخصيتك واسرتك واخلاقك...الخ، وعريس الداخل طبعاً ب(حكوها معاهو لمن تجيب الدم) للموافقة عليه، لكن الأن تغيرت صورة المغترب واصبح يخضع لاسئلة اصعب من تلك التي يخضع لها زوج الداخل بعد الكثير من التجارب المريرة التي حدثت لكثيرات. المغترب المغلوب علي أمره الآن ليس ذلك المغترب قبل عشرين عاماً الذي كان يستطيع تشييد منزل فاره ويملك سيارة بذات الفراهة، اما المغترب الحالي فهو يعاني الأمرين الغربة وصعوبة الأوضاع ، بل بعضهم عندما يتصل بالسودان بقي (يعمل مسكول) والله حالة صعبة شديد. الزواج مشروع مصيري رحلة حياة يتقاسم فيه الزوجان حلو الحياة ومرها، تضمهما قواسم مشتركة في التفكير والمواقف والمستوى التعليمي، ولايمكن حصر رباط مقدس بالاطلاع على صورة او مشاهدة شريط فيديو لاختيار شريكة الحياة، فاحذري من هذين النموذجين اللذين ذكرتهما للبعض الذي يحصر تفكيره في المرأة بشكلها الخارجي فقط كقطعة الأثاث في المنزل، فمن تختاريه يجب ان يحترم عقلك وتفكيرك وشخصيتك وله الاستعداد الكامل على قضاء بقية عمره معك لانه يحترمك ، لان الاحترام اعلى درجة من الحب، اما من يختارك بهذه السطحية فتأكدي انك ستندمين كثيراً وتدفعين الثمن غالياً، وتكون على نفسها جنت براقش.