ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قتيل جامعة القرآن الكريم....حينما يختلف الإخوان...!
نشر في السوداني يوم 16 - 12 - 2011

(السوداني) تروي القصة الكاملة لمقتل الطالب ربيع ..!
تقرير: هاجر سليمان ثلاثة من الطلاب الاسلاميين الوطنيين انهالوا على (أخيهم) ضربا مبرحا، ففارق الحياة بين أيديهم، فوقفوا مذهولين أمام جثمانه لما يقارب الست ساعات حتى أكملت مركزية طلاب المؤتمر الوطني ترتيباتها بعد أن تبرأت من الطلاب الثلاثة الذين تحولوا بقدرة قادر من طلاب يحملون تلك الصفة الى جناة دفعت بهم مركزيتهم للعدالة. هكذا كان المشهد قبل أن تحمل صحف اليوم التالي خبر مقتل الطالب بجامعة القرآن الكريم كلية الشريعة والقانون ربيع احمد عبد المولى على يد أربعة من طلاب المؤتمر الوطني من بينهم أمين التنظيم بالجامعة داخل مباني اتحاد الطلاب.
تلقت شرطة قسم أم درمان شمال بلاغاً من الحرس الجامعي لجامعة القرآن الكريم أفاد فيه أن مجموعة من الطلاب اعتدوا على زميلهم طالب المستوى الثالث بالكلية ضرباً وركلاً الى أن لقي مصرعه لتهب الشرطة الى موقع الحادث داخل حرم كلية التربية بجامعة القرآن الكريم حيث عثروا على القتيل ملقياً على الأرض ليتم رفع الجثمان الى مشرحة أم درمان لتبدأ التحريات حول مرتكبي الحادثة.
في السياق تأكد ل(السوداني) أن اجتماعاً مهماً كان من المقرر أن يعقده السيد نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف مع طلاب من قيادات طلاب الوطني بأمانة الإعلام ظهيرة الاربعاء الماضي ولكنه تأجل لسبب ما قالت المصادر إن لقاء بين النائبين الأول (بوصفه الأمين العام للحركة الاسلامية) والثاني سيسبق اجتماعه بقادة القطاع الطلابي للحزب.
أوراق التحري
وقد أشارت التحريات الى مشاجرة نشبت بين المجني عليه والجناة وهم مجموعة من زملائه تعود أسبابها الى أن الطالب كان أحد كوادر الاتحاد السابق وفى الدورة الحالية تم استبعاده ليقع الخلاف بينه وبين كوادر الاتحاد الحالي وكشفت التحريات ل(السوداني) عن نقاش دار بين المجني عليه والجناة حول عدم اكتمال النصاب وقضايا أخرى لتحتدم النقاشات بينهم فقام على إثرها المتهمون وعددهم (5) بضرب المجني عليه بالسياط والعصي الى أن فقد وعيه وسقط أرضاً ليقوم الحرس الجامعي بالاتصال بالشرطة التى حضرت الى موقع الحادث وأحالت الجثمان الى المشرحة وهنالك مكث الجثمان يوما ونصف اليوم الى أن تم تشريحه حيث جاء قرار الطبيب الشرعي بأن أسباب الوفاة تعود الى نزيف داخلي نتيجة الضرب بآلة صلبة ليتم بعدها تسليم الجثمان الى ذويه وبالتحري تم القبض على المتهمين وتم التحفظ على أدوات الجريمة السياط والعصي ووجهت للمتهمين تهماً تحت المواد 21/130 ق ج الاشتراك الجنائي والقتل العمد ويجري تكملة ملف القضية تمهيداً لتقديمه للمحكمة للفصل فيه.
حالة قلق
حالة من القلق ضربت قطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني فى أعقاب الحادثة خوفا من تسونامي الحادثة وتداعياتها على القطاع، وكما كان متوقعاً فقد أدت الحادثة لشد الأنظار لقطاع الطلاب، ورغم أن مركزية طلاب المؤتمر الوطني فعلت من آلياتها لتجاوز الحادثة دون ضجيج، إلا أن مساعيها وجدت الكثير من الانتقادات لقيادات القطاع وأساليب عملهم وقالت مصادر قريبة من القطاع ل(السوداني) إن عمل القطاع الطلابي يتم دون اجتهاد بحثي لتدابير الأزمة وتوصيف المشكلة باعتباره ظاهرة نادرة الحدوث أن يعتدي طلاب اجتمعوا تحت لافتة (الاسلاميين الوطنيين) تعد الحادثة الأبرز منذ صدام جامعة الخرطوم بعد المفاصلة. وأضافت ذات المصادر – التى فضلت حجب اسمها- أن المتابع لعمل القطاع كان يتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر، فليس بعيدا عن المشهد السابق ما حدث فى جامعة النيلين قبل أقل من عام بعد اشتباك طلاب الوطني ووصول صداماتهم حتى عمارة دوسة خارج الجامعة فى أعقاب الصراع على قيادتها.
وشهد القطاع الطلابي للمؤتمر الوطني بالجامعات في الآونة الأخيرة اختلافات بين أعضائه بعدد من الجامعات قادت البعض للانشقاق وتكوين جسم طلابي مواز كان أخطرها الانشقاق الذي تعرض له التنظيم بجامعة أم درمان الأهلية (تمت معالجته)، كذلك في جامعة كسلا بعد أن انشقت مجموعة من الكيان الطلابي بالجامعة وسمت نفسها التيار الجارف، إضافة الى أن تلك الاختلافات لم تقف عند الجامعة ككيان واسع بل امتد ليسيطر حتى على مستوى الكليات وخير مثال على ذلك الانشقاق بكلية القانون جامعة النيلين أو ما يعرف بجناحي "أمجد وفائق" .
من جهته قال نائب الأمين العام لقطاع طلاب المؤتمر الوطني الفاتح الحسن المهدي في حديثه ل(السوداني) إن الذين ارتكبوا الحادثة طلاب منتمين للتنظيم وهو خطأ كبير في الإجراءات المتبعة تجاه زميل نتيجة لتباين حول الرؤى، مشيراً الى أنه ليس كل أشكال البرامج الإدارى متفق عليها، مقراً بأن إدارة الخلاف في حالة الطالب (ربيع) خطأ لم يتم بإجراء تنظيمي، معتبراً أن القطاع لا يميل لإجراءات عقابية لعضويته وإنما يقوم بإجراءات يستخدم فيها عقوبات ذات طابع تربوي يهذب السلوك ويسمو بالروح معتبراً الحادثة دخيلة على القطاع وأدبيات الإسلاميين رافضاً بشدة تسمية ماحدث (بالأزمة)، مشيرا الى أنه حادث لا يمثل أزمة للقطاع وهو معزول نتيجة لأخطاء فردية وقال إن الاسلاميين يستخدمون في إجراءاتهم التأديبية؛ مؤسسات ولجان تحقيق ترفع توصياتها لأجهزتها.
وقال المهدي إن واحدة من أهم الأشياء التي يجب أن تسود القطاع الطلابي هو حكم القانون، مجدداً التزام قطاعه بالقانون وحكمه ومؤسساته وقال: (لاحماية لشخص يقوم بعمل سياسي طوعي ويجب محاسبة من يخطئ سواء كان خطأ صغيراً او كبيراً) وقال إنهم قد ذهبوا لذوي القتيل وأخبروهم بأن الجناة كما ابنهم ينتمون (للتنظيم) ولكن الذي حدث لا يمثلهم، معتبراً أن تلك هي الأخرى بمثابة رسالة قوية لمن هم داخل التنظيم او خارجه بأن كل من يرتكب جناية في الوسط السياسي يجب أن يقدم للعدالة سواء كانت جرائم قتل او إتلاف للممتلكات العامة او خلافه من الجرائم ذات الطابع الجنائي. وزاد أن العنف موجود فى الوسط الطلابي وما حدث بمثابة تصرف فردي ومعزول، ولا توجد حصانة لمن يرتكب جريمة.
ورفض الفاتح الحسن تدخل مركزية القطاع في الإدارة الشورية وعملية الاختيار التي يجب أن تتم من داخل الوسط الطلابي، معتبراً أن لجامعة القرآن الكريم أمين منتخب لم يكمل دورته التنظيمية وإنما غادر سوح الجامعة لتلقي العلاج بعد إصابيته مما أدى لتكليف أمين عام مؤقت لتسيير شئون الأمانة، مشدداً على أن الانتخابات التنظيمية داخل الأمانة العامة تحكمها لوائح، مضيفاً: (ومن يحتج لديه مؤسساته التي يمكن أن يحتج فيها).
شحنات عنف
ولكن فيما يبدو فإن عددا من طلاب المؤتمر الوطني مصحوبون بشحنات عنف كثيراً ما تؤدي لصدامات داخل الجامعات؛ الأمر الذي قاد خصومهم في الحركة الطلابية للقول: (أينما توفر العنف بالجامعات كان طلاب المؤتمر الوطني طرفاً فيه) وقد يقود ذلك للحديث عن طبيعة تكوين القطاع الطلابي الذي يأخذ كثيراً الطابع (العسكري) وهو ما أقر به نائب الأمين العام الفاتح الحسن قائلاً: "إن الطلاب قد ساهموا في العمليات العسكرية بالجنوب وقد تركت تلك التجربة أثرها على عدد من طلاب الوطني"، مضيفاً: ( هو أثر موجود) لكنه عاد وقال إن تكوينات جديدة للفصائل المسلحة بالجامعات كثيراً ما يفرض على الإسلاميين استخدام أدوات مغايرة وغير سلمية، ( قال ذلك في معرض توصيفه للمشكلة)، مضيفا " تلك التكوينات تحاول فرض واقع جديد يجب التعامل معه".
إلا أن كثيراً من المراقبين بما فيهم من ينتمون لمؤسسات المؤتمر الوطني ما زالوا يحذرون من تسلل ما أسموه بالأمراض (المناطقية والقبلية) على قطاع ظل عصياً على تلك الأمراض لأكثر من عشرين عاماً واعتبروا أن تلك الأمراض حال تسللها لقطاع تربوي كالقطاع الطلابي ستقود لاستمرار العنف داخل التنظيم إلا أن الفاتح الحسن يقول إن تنظيمهم من أكثر التنظيمات انتشاراً وسط طلاب السودان، مشيراً الى أن كل التنظيمات الطلابية (عرضة للأمراض) مشيرا الى عدة برامج متبعة في قطاع طلاب الوطني وعلى رأسها البرامج التربوية والتزكوية.
سلاسل الامتياز
كثيرة هي الأحاديث التي راجت عن تمتع قطاع طلاب المؤتمر الوطني بإمكانيات مالية ضخمة ويسعون بتلك الأحاديث لربط القطاع بطبيعة الحزب الحاكم ويستخدمونها كدليل دامغ على استشراء الفساد وقد يعزز من تلك الأحاديث بروز طبقات مستفزة بالوسط الطلابي تجعل من عمليات تولي المواقع النقابية والتنظيمية منطقة للتنافس الداخلي الشرس بين من يطالبون بها ومن يرفضون تسليمها لهم لكن نائب أمين الطلاب قد ارتفعت حدة صوته في هذه الجزئية قائلاً " ليس هناك امتيازات في الوسط الطلابي"، مبيناً أن ماهو موجود مكرس بالأساس لخدمة الطلاب، مقراً بأن هناك من يتطلعون للمواقع لكنه قال إن ميزانيات النقابات الطلابية تدار تحت سمع وبصر إدارات الجامعات.
وهنا لابد من الإشارة الى أنه وفي خضم المناقشات الطلابية الصاخبة برزت للوسط الطلابي بالوطني تيارات جديدة ظلت تجابه بالرفض وعدم المشروعية السياسية والقانونية والأخلاقية. تلك التيارات تنتمي للجماعات والحركات المسلحة وهي من أكثر الفئات الطلابية اصطداماً مع طلاب الوطني على مر السنوات، وكانت جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية واحدة من مسارح عديدة دارت فيها الاشتباكات بين طلاب تلك التيارات وطلاب المؤتمر الوطني (الإسلاميين الوطنيين)! كانت نتيجة آخر تلك الأحداث إصابة الأمين العام لطلاب الوطني إصابات بالغة أدت لجروح جسده ولتشويه وجهه الأمر الذي دفع مركزية القطاع الطلابي للوطني بالدفع بآخر لتولي موقع الأمين العام في مخالفة صريحة للنظام الأساسي الذي يدعوا لعقد جمعية عامة تمكن المنتمين باسم الحزب لاختيار الأمين العام.
وكان الطالب القتيل قد عارض ذلك الشخص المكلف بقوة وبذل قصارى جهده لتصحيح مسار حركته بالجامعة بالدعوة الشديدة اللهجة للاحتكام للأسس والأطر التنظيمية. أثارت تلك التحركات حفيظة الأمين العام المكلف وعناصر مؤيدة له داخل الجامعة مما جعله عرضة للمراقبة والاستفزازات، وفي يوم الحادث وجه الأمين العام (حسب إفاداته) ثلاثة من الكوادر الخاصة لطلاب الوطني بالجامعة (بحسم) القتيل. غير أن ثلاثتهم ربما التقطوا تلك التوجيهات (بالحسم) بصورة مغايرة فما كان منهم إلا (خمشه) وإيداعه إحدى الغرف بأحد المكاتب، ومن ثم الانهيال عليه ضربا.
ودعا الفاتح المهدي لجملة من المعالجات تشتمل على مؤسسات التعليم العالي تفعيل عمادات الطلاب برامج التثقيف والتوعية، القطاع يضم 800 ألف طالب قطاع واسع. ولتطوير الممارسة السياسية ووصلا للممارسة الرشيدة. ونبه أيضا الى أنه لا بد من ضبط سياسات القبول العام لجودة المخرجات التعليمية وهناك طلاب يمكثون مدة طويلة داخل الجامعات ولابد للوائح من حسم كل التفلتات والسلوك الشائه.
في السياق قال رئيس اتحاد طلاب ولاية الخرطوم خالد عبد الله أبو سن إن تفاصيل الحادث تعود لخلاف تنظيمي بين أعضاء حركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين بالجامعة نتج عنه أعمال عنف راح ضحيتها الطالب ربيع وأشار الى أن الإجراءات القانونية بدأت من قبل السلطات المختصة للتحقيق في القضية التي سيلقى كل مخطىء فيها جزاءه وأضاف: "تم الاتصال بأسرة المتوفي"، الجدير بالذكر أن القتيل من أبناء مدينة القضارف حي الثورة.
متلازمات العنف
يرى الكثير من المهتمين بقضايا العنف الطلابي، أن ثمة ثلاثة أسباب رئيسية وراء معظم أحداث العنف، تتلخص فى متلازمات المنبر النقابي (الاتحادات، الانتخابات، الخ...)، الرسوم الدراسية والمستحقات الأكاديمية، وقضايا السكن والداخليات.
غير أن رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الأسبق محمد حسن التعايشي يرى أن العنف داخل الجامعات قد يكون بمثابة انعكاس للعنف فى الدولة، وفى كل الحقب التى اشتد فيها العنف فى الجامعات كان نتيجة لاشتداد العنف فى الشارع تجاه السلطة. ويضيف التعايشي فى حديثه ل(السوداني) أن العنف دائماً ما تتزايد وتيرته فى الحكومات الشمولية، ويمضي التعايشي فى حديثه ويقول: "هنالك عنف إجرائي متعلق بطبيعة المشاكل الداخلية للطلاب بالجامعة "الرسوم – التعريب – السكن -الإعاشة –الحرس الجامعي -حرية النشاط السياسي"، علاوة على ذلك يتصدر قائمة إشكال العنف ما يتعلق بالانتخابات والتنافس حولها بالإضافة لوجود تنظيم غير مقر بالطريقة الديمقراطية للانتخابات مما يجعله يتعمد افتعال العنف وقمع الآخرين"، موضحاً ارتباط هذا الشكل بتنظيم السلطة، أو أن الانتخابات التى أجريت فى جامعة ما " تفتقد لمعايير النزاهة والشفافية ويشوبها نوع من التزوير وفى هذه الحالة يجنح الطلاب للعنف، ومن جانبها تتدخل الشرطة والأمن ويقع العنف.
من جهة أخرى يقول القيادي الطلابي الإسلامي السابق حسن ادريس ل(السوداني) إن العنف بات لصيقاً بالقضايا الخدمية والمطلبية، كذلك فإن عملية إجراء الانتخابات تكون محل تشكيك لذلك يندلع العنف، لاسيما وأن التنظيمات السياسية المعارضة التي تدعي الديمقراطية –الحديث مازال لإدريس- ولكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك فهي لا تعترف بنتيجة العملية الانتخابية إذا جاءت لغير صالحهم.
انعكاس الشارع
من جهة أخرى يرى كثير من الطلاب أن ارتباط الوضع السياسي داخل الجامعة بالواقع الخارجي هو من أهم مسببات العنف والصدام بين الطلاب، إذ أن الكثير من التنظيمات السياسية تريد أن تُصفي حساباتها مع خصومها باستخدام الطلاب أيادٍ في هذا الصراع، وبالتالي أصبح الصراع السياسي داخل الجامعة هو تنفيذ لرغبات السياسيين، الذين لهم أغراض ورغبات تختلف وطبيعة الحال عن رغبات الطلاب ومصالحهم؛ مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات وبالتالي اللجوء إلى استخدام العنف. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن هذه الظاهرة لن تختفي إذا لم تترك القوى السياسية للطلاب إدارة شئونهم بأنفسهم وعليها ألا تتدخل في خصوصيات الوضع الطلابي.
وفى ذات الوقت يرى الكثيرون ضرورة تعزيز الثقافة الديمقراطية فى الأوساط الطلابية من خلال مختلف المراحل التعليمية عبر إدخال ثقافة الحوار وفض النزاعات في المناهج الدراسية حتى ينشأ عندنا جيل مشبع بثقافة الحوار وأدبياته، جيل ينبذ العنف ويدير خلافاته عن طريق الحوار.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم د.عطا البطحاني أن الأحزاب السياسية عبارة عن حيوانات سياسية تسعى للقوة وتبحث عن مصادرها أياً كانت، ويبني البطحاني رؤيته على قانون القوة الذى صاغه ديفيد لانديز ويمضي البطحاني فى شرح رؤيته ضمن ذات فعاليات المؤتمر القومي الأول لاستشراء العنف السياسي ليقول إن الأمر يزداد بصورة خاصة وسط المجموعات التى تقاتل من أجل مصالحها الخاصة، وتقبل التضحية ولها استعداد كبير لدفع ثمن التضحية، وقادة الأحزاب والحركات السياسية يبحثون دائماً عنها، أو المجموعات التى فى سبيل تحقيق مصلحتها تقدم التضحيات.
ويقول البطحاني إن رغبة التنظيمات الطلابية فى الحراك من أجل مصالح طلابها أو أحزابها تعززه التغيرات التي حدثت فى الجسم الطلابي فى الفترة ما بعد حكم الإنقاذ ،الى مجموعة من التغيرات الكمية والنوعية والتى أفرزت بدورها بنية اجتماعية جديدة بدأت خصائصها ومميزاتها فى البروز الى السطح ما بعد العام 1995 التى انعكست مباشرة على فعالية الحركة الطلابية ومدى تفاعلها مع المجتمع وقضاياه الملحة ودورها التاريخي فى الحياة السياسية فى السودان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.