كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(السوداني) تروي القصة الكاملة لمقتل الطالب ربيع ..!
نشر في السوداني يوم 16 - 12 - 2011

قتيل جامعة القرآن الكريم....حينما يختلف الإخوان...!
(السوداني) تروي القصة الكاملة لمقتل الطالب ربيع ..!
تقرير: هاجر سليمان
ثلاثة من الطلاب الاسلاميين الوطنيين انهالوا على (أخيهم) ضربا مبرحا، ففارق الحياة بين أيديهم، فوقفوا مذهولين أمام جثمانه لما يقارب الست ساعات حتى أكملت مركزية طلاب المؤتمر الوطني ترتيباتها بعد أن تبرأت من الطلاب الثلاثة الذين تحولوا بقدرة قادر من طلاب يحملون تلك الصفة الى جناة دفعت بهم مركزيتهم للعدالة. هكذا كان المشهد قبل أن تحمل صحف اليوم التالي خبر مقتل الطالب بجامعة القرآن الكريم كلية الشريعة والقانون ربيع احمد عبد المولى على يد أربعة من طلاب المؤتمر الوطني من بينهم أمين التنظيم بالجامعة داخل مباني اتحاد الطلاب.
تلقت شرطة قسم أم درمان شمال بلاغاً من الحرس الجامعي لجامعة القرآن الكريم أفاد فيه أن مجموعة من الطلاب اعتدوا على زميلهم طالب المستوى الثالث بالكلية ضرباً وركلاً الى أن لقي مصرعه لتهب الشرطة الى موقع الحادث داخل حرم كلية التربية بجامعة القرآن الكريم حيث عثروا على القتيل ملقياً على الأرض ليتم رفع الجثمان الى مشرحة أم درمان لتبدأ التحريات حول مرتكبي الحادثة.
في السياق تأكد ل(السوداني) أن اجتماعاً مهماً كان من المقرر أن يعقده السيد نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف مع طلاب من قيادات طلاب الوطني بأمانة الإعلام ظهيرة الاربعاء الماضي ولكنه تأجل لسبب ما قالت المصادر إن لقاء بين النائبين الأول (بوصفه الأمين العام للحركة الاسلامية) والثاني سيسبق اجتماعه بقادة القطاع الطلابي للحزب.
أوراق التحري
وقد أشارت التحريات الى مشاجرة نشبت بين المجني عليه والجناة وهم مجموعة من زملائه تعود أسبابها الى أن الطالب كان أحد كوادر الاتحاد السابق وفى الدورة الحالية تم استبعاده ليقع الخلاف بينه وبين كوادر الاتحاد الحالي وكشفت التحريات ل(السوداني) عن نقاش دار بين المجني عليه والجناة حول عدم اكتمال النصاب وقضايا أخرى لتحتدم النقاشات بينهم فقام على إثرها المتهمون وعددهم (5) بضرب المجني عليه بالسياط والعصي الى أن فقد وعيه وسقط أرضاً ليقوم الحرس الجامعي بالاتصال بالشرطة التى حضرت الى موقع الحادث وأحالت الجثمان الى المشرحة وهنالك مكث الجثمان يوما ونصف اليوم الى أن تم تشريحه حيث جاء قرار الطبيب الشرعي بأن أسباب الوفاة تعود الى نزيف داخلي نتيجة الضرب بآلة صلبة ليتم بعدها تسليم الجثمان الى ذويه وبالتحري تم القبض على المتهمين وتم التحفظ على أدوات الجريمة السياط والعصي ووجهت للمتهمين تهماً تحت المواد 21/130 ق ج الاشتراك الجنائي والقتل العمد ويجري تكملة ملف القضية تمهيداً لتقديمه للمحكمة للفصل فيه.
حالة قلق
حالة من القلق ضربت قطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني فى أعقاب الحادثة خوفا من تسونامي الحادثة وتداعياتها على القطاع، وكما كان متوقعاً فقد أدت الحادثة لشد الأنظار لقطاع الطلاب، ورغم أن مركزية طلاب المؤتمر الوطني فعلت من آلياتها لتجاوز الحادثة دون ضجيج، إلا أن مساعيها وجدت الكثير من الانتقادات لقيادات القطاع وأساليب عملهم وقالت مصادر قريبة من القطاع ل(السوداني) إن عمل القطاع الطلابي يتم دون اجتهاد بحثي لتدابير الأزمة وتوصيف المشكلة باعتباره ظاهرة نادرة الحدوث أن يعتدي طلاب اجتمعوا تحت لافتة (الاسلاميين الوطنيين) تعد الحادثة الأبرز منذ صدام جامعة الخرطوم بعد المفاصلة. وأضافت ذات المصادر – التى فضلت حجب اسمها- أن المتابع لعمل القطاع كان يتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر، فليس بعيدا عن المشهد السابق ما حدث فى جامعة النيلين قبل أقل من عام بعد اشتباك طلاب الوطني ووصول صداماتهم حتى عمارة دوسة خارج الجامعة فى أعقاب الصراع على قيادتها.
وشهد القطاع الطلابي للمؤتمر الوطني بالجامعات في الآونة الأخيرة اختلافات بين أعضائه بعدد من الجامعات قادت البعض للانشقاق وتكوين جسم طلابي مواز كان أخطرها الانشقاق الذي تعرض له التنظيم بجامعة أم درمان الأهلية (تمت معالجته)، كذلك في جامعة كسلا بعد أن انشقت مجموعة من الكيان الطلابي بالجامعة وسمت نفسها التيار الجارف، إضافة الى أن تلك الاختلافات لم تقف عند الجامعة ككيان واسع بل امتد ليسيطر حتى على مستوى الكليات وخير مثال على ذلك الانشقاق بكلية القانون جامعة النيلين أو ما يعرف بجناحي "أمجد وفائق" .
من جهته قال نائب الأمين العام لقطاع طلاب المؤتمر الوطني الفاتح الحسن المهدي في حديثه ل(السوداني) إن الذين ارتكبوا الحادثة طلاب منتمين للتنظيم وهو خطأ كبير في الإجراءات المتبعة تجاه زميل نتيجة لتباين حول الرؤى، مشيراً الى أنه ليس كل أشكال البرامج الإدارى متفق عليها، مقراً بأن إدارة الخلاف في حالة الطالب (ربيع) خطأ لم يتم بإجراء تنظيمي، معتبراً أن القطاع لا يميل لإجراءات عقابية لعضويته وإنما يقوم بإجراءات يستخدم فيها عقوبات ذات طابع تربوي يهذب السلوك ويسمو بالروح معتبراً الحادثة دخيلة على القطاع وأدبيات الإسلاميين رافضاً بشدة تسمية ماحدث (بالأزمة)، مشيرا الى أنه حادث لا يمثل أزمة للقطاع وهو معزول نتيجة لأخطاء فردية وقال إن الاسلاميين يستخدمون في إجراءاتهم التأديبية؛ مؤسسات ولجان تحقيق ترفع توصياتها لأجهزتها.
وقال المهدي إن واحدة من أهم الأشياء التي يجب أن تسود القطاع الطلابي هو حكم القانون، مجدداً التزام قطاعه بالقانون وحكمه ومؤسساته وقال: (لاحماية لشخص يقوم بعمل سياسي طوعي ويجب محاسبة من يخطئ سواء كان خطأ صغيراً او كبيراً) وقال إنهم قد ذهبوا لذوي القتيل وأخبروهم بأن الجناة كما ابنهم ينتمون (للتنظيم) ولكن الذي حدث لا يمثلهم، معتبراً أن تلك هي الأخرى بمثابة رسالة قوية لمن هم داخل التنظيم او خارجه بأن كل من يرتكب جناية في الوسط السياسي يجب أن يقدم للعدالة سواء كانت جرائم قتل او إتلاف للممتلكات العامة او خلافه من الجرائم ذات الطابع الجنائي. وزاد أن العنف موجود فى الوسط الطلابي وما حدث بمثابة تصرف فردي ومعزول، ولا توجد حصانة لمن يرتكب جريمة.
ورفض الفاتح الحسن تدخل مركزية القطاع في الإدارة الشورية وعملية الاختيار التي يجب أن تتم من داخل الوسط الطلابي، معتبراً أن لجامعة القرآن الكريم أمين منتخب لم يكمل دورته التنظيمية وإنما غادر سوح الجامعة لتلقي العلاج بعد إصابيته مما أدى لتكليف أمين عام مؤقت لتسيير شئون الأمانة، مشدداً على أن الانتخابات التنظيمية داخل الأمانة العامة تحكمها لوائح، مضيفاً: (ومن يحتج لديه مؤسساته التي يمكن أن يحتج فيها).
شحنات عنف
ولكن فيما يبدو فإن عددا من طلاب المؤتمر الوطني مصحوبون بشحنات عنف كثيراً ما تؤدي لصدامات داخل الجامعات؛ الأمر الذي قاد خصومهم في الحركة الطلابية للقول: (أينما توفر العنف بالجامعات كان طلاب المؤتمر الوطني طرفاً فيه) وقد يقود ذلك للحديث عن طبيعة تكوين القطاع الطلابي الذي يأخذ كثيراً الطابع (العسكري) وهو ما أقر به نائب الأمين العام الفاتح الحسن قائلاً: "إن الطلاب قد ساهموا في العمليات العسكرية بالجنوب وقد تركت تلك التجربة أثرها على عدد من طلاب الوطني"، مضيفاً: ( هو أثر موجود) لكنه عاد وقال إن تكوينات جديدة للفصائل المسلحة بالجامعات كثيراً ما يفرض على الإسلاميين استخدام أدوات مغايرة وغير سلمية، ( قال ذلك في معرض توصيفه للمشكلة)، مضيفا " تلك التكوينات تحاول فرض واقع جديد يجب التعامل معه".
إلا أن كثيراً من المراقبين بما فيهم من ينتمون لمؤسسات المؤتمر الوطني ما زالوا يحذرون من تسلل ما أسموه بالأمراض (المناطقية والقبلية) على قطاع ظل عصياً على تلك الأمراض لأكثر من عشرين عاماً واعتبروا أن تلك الأمراض حال تسللها لقطاع تربوي كالقطاع الطلابي ستقود لاستمرار العنف داخل التنظيم إلا أن الفاتح الحسن يقول إن تنظيمهم من أكثر التنظيمات انتشاراً وسط طلاب السودان، مشيراً الى أن كل التنظيمات الطلابية (عرضة للأمراض) مشيرا الى عدة برامج متبعة في قطاع طلاب الوطني وعلى رأسها البرامج التربوية والتزكوية.
سلاسل الامتياز
كثيرة هي الأحاديث التي راجت عن تمتع قطاع طلاب المؤتمر الوطني بإمكانيات مالية ضخمة ويسعون بتلك الأحاديث لربط القطاع بطبيعة الحزب الحاكم ويستخدمونها كدليل دامغ على استشراء الفساد وقد يعزز من تلك الأحاديث بروز طبقات مستفزة بالوسط الطلابي تجعل من عمليات تولي المواقع النقابية والتنظيمية منطقة للتنافس الداخلي الشرس بين من يطالبون بها ومن يرفضون تسليمها لهم لكن نائب أمين الطلاب قد ارتفعت حدة صوته في هذه الجزئية قائلاً " ليس هناك امتيازات في الوسط الطلابي"، مبيناً أن ماهو موجود مكرس بالأساس لخدمة الطلاب، مقراً بأن هناك من يتطلعون للمواقع لكنه قال إن ميزانيات النقابات الطلابية تدار تحت سمع وبصر إدارات الجامعات.
وهنا لابد من الإشارة الى أنه وفي خضم المناقشات الطلابية الصاخبة برزت للوسط الطلابي بالوطني تيارات جديدة ظلت تجابه بالرفض وعدم المشروعية السياسية والقانونية والأخلاقية. تلك التيارات تنتمي للجماعات والحركات المسلحة وهي من أكثر الفئات الطلابية اصطداماً مع طلاب الوطني على مر السنوات، وكانت جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية واحدة من مسارح عديدة دارت فيها الاشتباكات بين طلاب تلك التيارات وطلاب المؤتمر الوطني (الإسلاميين الوطنيين)! كانت نتيجة آخر تلك الأحداث إصابة الأمين العام لطلاب الوطني إصابات بالغة أدت لجروح جسده ولتشويه وجهه الأمر الذي دفع مركزية القطاع الطلابي للوطني بالدفع بآخر لتولي موقع الأمين العام في مخالفة صريحة للنظام الأساسي الذي يدعوا لعقد جمعية عامة تمكن المنتمين باسم الحزب لاختيار الأمين العام.
وكان الطالب القتيل قد عارض ذلك الشخص المكلف بقوة وبذل قصارى جهده لتصحيح مسار حركته بالجامعة بالدعوة الشديدة اللهجة للاحتكام للأسس والأطر التنظيمية. أثارت تلك التحركات حفيظة الأمين العام المكلف وعناصر مؤيدة له داخل الجامعة مما جعله عرضة للمراقبة والاستفزازات، وفي يوم الحادث وجه الأمين العام (حسب إفاداته) ثلاثة من الكوادر الخاصة لطلاب الوطني بالجامعة (بحسم) القتيل. غير أن ثلاثتهم ربما التقطوا تلك التوجيهات (بالحسم) بصورة مغايرة فما كان منهم إلا (خمشه) وإيداعه إحدى الغرف بأحد المكاتب، ومن ثم الانهيال عليه ضربا.
ودعا الفاتح المهدي لجملة من المعالجات تشتمل على مؤسسات التعليم العالي تفعيل عمادات الطلاب برامج التثقيف والتوعية، القطاع يضم 800 ألف طالب قطاع واسع. ولتطوير الممارسة السياسية ووصلا للممارسة الرشيدة. ونبه أيضا الى أنه لا بد من ضبط سياسات القبول العام لجودة المخرجات التعليمية وهناك طلاب يمكثون مدة طويلة داخل الجامعات ولابد للوائح من حسم كل التفلتات والسلوك الشائه.
في السياق قال رئيس اتحاد طلاب ولاية الخرطوم خالد عبد الله أبو سن إن تفاصيل الحادث تعود لخلاف تنظيمي بين أعضاء حركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين بالجامعة نتج عنه أعمال عنف راح ضحيتها الطالب ربيع وأشار الى أن الإجراءات القانونية بدأت من قبل السلطات المختصة للتحقيق في القضية التي سيلقى كل مخطىء فيها جزاءه وأضاف: "تم الاتصال بأسرة المتوفي"، الجدير بالذكر أن القتيل من أبناء مدينة القضارف حي الثورة.
متلازمات العنف
يرى الكثير من المهتمين بقضايا العنف الطلابي، أن ثمة ثلاثة أسباب رئيسية وراء معظم أحداث العنف، تتلخص فى متلازمات المنبر النقابي (الاتحادات، الانتخابات، الخ...)، الرسوم الدراسية والمستحقات الأكاديمية، وقضايا السكن والداخليات.
غير أن رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الأسبق محمد حسن التعايشي يرى أن العنف داخل الجامعات قد يكون بمثابة انعكاس للعنف فى الدولة، وفى كل الحقب التى اشتد فيها العنف فى الجامعات كان نتيجة لاشتداد العنف فى الشارع تجاه السلطة. ويضيف التعايشي فى حديثه ل(السوداني) أن العنف دائماً ما تتزايد وتيرته فى الحكومات الشمولية، ويمضي التعايشي فى حديثه ويقول: "هنالك عنف إجرائي متعلق بطبيعة المشاكل الداخلية للطلاب بالجامعة "الرسوم – التعريب – السكن -الإعاشة –الحرس الجامعي -حرية النشاط السياسي"، علاوة على ذلك يتصدر قائمة إشكال العنف ما يتعلق بالانتخابات والتنافس حولها بالإضافة لوجود تنظيم غير مقر بالطريقة الديمقراطية للانتخابات مما يجعله يتعمد افتعال العنف وقمع الآخرين"، موضحاً ارتباط هذا الشكل بتنظيم السلطة، أو أن الانتخابات التى أجريت فى جامعة ما " تفتقد لمعايير النزاهة والشفافية ويشوبها نوع من التزوير وفى هذه الحالة يجنح الطلاب للعنف، ومن جانبها تتدخل الشرطة والأمن ويقع العنف.
من جهة أخرى يقول القيادي الطلابي الإسلامي السابق حسن ادريس ل(السوداني) إن العنف بات لصيقاً بالقضايا الخدمية والمطلبية، كذلك فإن عملية إجراء الانتخابات تكون محل تشكيك لذلك يندلع العنف، لاسيما وأن التنظيمات السياسية المعارضة التي تدعي الديمقراطية –الحديث مازال لإدريس- ولكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك فهي لا تعترف بنتيجة العملية الانتخابية إذا جاءت لغير صالحهم.
انعكاس الشارع
من جهة أخرى يرى كثير من الطلاب أن ارتباط الوضع السياسي داخل الجامعة بالواقع الخارجي هو من أهم مسببات العنف والصدام بين الطلاب، إذ أن الكثير من التنظيمات السياسية تريد أن تُصفي حساباتها مع خصومها باستخدام الطلاب أيادٍ في هذا الصراع، وبالتالي أصبح الصراع السياسي داخل الجامعة هو تنفيذ لرغبات السياسيين، الذين لهم أغراض ورغبات تختلف وطبيعة الحال عن رغبات الطلاب ومصالحهم؛ مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات وبالتالي اللجوء إلى استخدام العنف. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن هذه الظاهرة لن تختفي إذا لم تترك القوى السياسية للطلاب إدارة شئونهم بأنفسهم وعليها ألا تتدخل في خصوصيات الوضع الطلابي.
وفى ذات الوقت يرى الكثيرون ضرورة تعزيز الثقافة الديمقراطية فى الأوساط الطلابية من خلال مختلف المراحل التعليمية عبر إدخال ثقافة الحوار وفض النزاعات في المناهج الدراسية حتى ينشأ عندنا جيل مشبع بثقافة الحوار وأدبياته، جيل ينبذ العنف ويدير خلافاته عن طريق الحوار.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم د.عطا البطحاني أن الأحزاب السياسية عبارة عن حيوانات سياسية تسعى للقوة وتبحث عن مصادرها أياً كانت، ويبني البطحاني رؤيته على قانون القوة الذى صاغه ديفيد لانديز ويمضي البطحاني فى شرح رؤيته ضمن ذات فعاليات المؤتمر القومي الأول لاستشراء العنف السياسي ليقول إن الأمر يزداد بصورة خاصة وسط المجموعات التى تقاتل من أجل مصالحها الخاصة، وتقبل التضحية ولها استعداد كبير لدفع ثمن التضحية، وقادة الأحزاب والحركات السياسية يبحثون دائماً عنها، أو المجموعات التى فى سبيل تحقيق مصلحتها تقدم التضحيات.
ويقول البطحاني إن رغبة التنظيمات الطلابية فى الحراك من أجل مصالح طلابها أو أحزابها تعززه التغيرات التي حدثت فى الجسم الطلابي فى الفترة ما بعد حكم الإنقاذ ،الى مجموعة من التغيرات الكمية والنوعية والتى أفرزت بدورها بنية اجتماعية جديدة بدأت خصائصها ومميزاتها فى البروز الى السطح ما بعد العام 1995 التى انعكست مباشرة على فعالية الحركة الطلابية ومدى تفاعلها مع المجتمع وقضاياه الملحة ودورها التاريخي فى الحياة السياسية فى السودان.
* بمشاركة احمد عبد المنعم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.