نظرة سريعة لذات الشخص الذي شغل هذا المنصب قبيل تصاعد خلافات الحركة وانقسامها، ياسر عرمان كبير مفاضي الحكومة الشعبية الذي عُرف عنهُ مقدرتهُ الخطابية تلك التي اكتسبها خلال الجامعة إذ تشير سيرتهُ إلى أنهُ من طينة السياسيين الذين خرجوا من رحم النقاشات بين التيارات الطلابية في الجامعات إضافةٍ إلى تمتعه بعلاقات واسعة، وبدت الأخيرةُ صفةٌ متكررة أيضًا لدى التنقيب حول سيرة الأمين العام للحركة الشعبية "جناح الحلو" عمار أمون دلدوم إذ تشير سيرة الرجل الذاتية إلى أنه يتمتع بثقل جماهيري واسع في مناطق الحركة الشعبية إلى جانب علاقات إقليمية ودولية،، ومما يضاف إلى رصيد سيرته التجربة السياسية والإدارية داخل الحركة الشعبية والحكومة الانتقالية إذ عُرف عنهُ امتيازه وقدرته على بناء الهياكل التنظيمية وبناء التحالفات السياسية والعسكرية ويصفه الصحفي والمحلل السياسي فيصل سعد بالمفاوض المحنك والمقاتل الشرس. سيرته الذاتية انضم عمار أمون دلدوم السكرتير العام المنتخب للحركة الشعبية شمال عبر المؤتمر الاستثنائي 2017 للحركة الشعبية، في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وبعد توقيع اتفاقية السلام الشامل اختير عضوًا بالبرلمان القومي في الفترة الانتقالية، وبحسب فيصل سعد في حديثه ل(السوداني) أمس كان عمار عضوًا في البرلمان القومي عن دائرة الدلنج في انتخابات 2010م بعد أن استطاع الفوز على مرشح الحكومة في انتخابات 2010م إبراهيم نايل إيدام، وفي البرلمان عين رئيساً للجنة الطرق والاتصالات، وانسحب من البرلمان عقب تفجر الأوضاع بكادوقلي في العام 2011م ويشير سعد إلى تقلد عمار لمنصب مسؤول الشؤون الإنسانية للحركة الشعبية لتحرير السودان، ورئاسة مجلس إدارة منظمة جبال للتنمية وإعادة التعمير، والسكرتير العام للحركة الشعبية جنوب كردفان. الرجل الذي وصف بالمفاوض المحنك كان نائب رئيس وفد الحركة الشعبية المفاوض 2015م ومقررًا للعديد من اللجان بالحركة الشعبية ورئيس وفد الحركة الشعبية 2017 المبعوث لمقابلة الآلية الإفريقية الرفيعة. النشأة والمولد عمار الذي يعتبر من أبرز منظري جدل الهوية السودانية بالحركة الشعبية مقاتل شرس منذ سنين الحركة الشعبية الأولى بحسب فيصل سعد، ولد عمار في العام 1963م في منطقة والي بجبال النوبة درس في مدرسة نتل الأولية، والمرحلة الوسطى في سلارا، والثانوية في تلو، انتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية حيث درس في جامعة عين شمس كلية الآداب. تحديات وتوقعات ورغم عدم معرفة جزء من الناشطين به بحسب عضو اللجنة المركزية للشيوعي السوداني والمحلل السياسي فيصل الباقر قد تواجهه بعض الصعوبات لكنهُ يرى أن اختيار عمار أمون من قبل المؤتمر سيشكل ذلك مصدر قوة لأمون، وأضاف فيصل في حديثه ل(السوداني) أمس بعد تشكيل مؤسسات الحركة واستفادتها من التحربة السابقة سيكون من السهل مواصلته في المنصب فهو معروف من قبل بعض القادة وله تاريخ جيد داخل الحركة الشعبية. وفي ذات السياق توقع الصحفي والمحلل السياسي فيصل سعد أن يبدأ الأمين العام المنتخب في عملية بناء هياكل الحركة الشعبية التي غابت منذ أن تم حل المؤسسات في العام 2011م .. معززًا تلك الفكرة بقوله إن عمار أمون من أكثر المتشددين في المؤسسية لذا سيكون بناء المؤسسات وفق الدستور هو أولى الخطوات. متوقعًا في حديثه ل(السوداني) أمس أن يرأس أمون وفد الحركة الشعبية المفاوض، عازيًا ذلك لعدة أسباب أولها لأنه الأمين العام وثانيها أنهُ هو الأكثر دراية وإلمامًا بملفات التفاوض فضلًا عن معرفته الجيدة لفن التفاوض وخبرته الطويلة داخل أروقة البرلمان،، لافتًا إلى أنهُ يتوقع منه أن يبدأ بترتيب البيت الداخلي في الحركة والشروع الفوري في بناء التحالفات الاستراتيجية والمرحلية للحركة الشعبية، ويرى سعد أنهُ ستنتعش في فترة أموم العلاقات الدبلوماسية للحركة الشعبية، متوقعًا في ذات الوقت أن تنشط الحركة في هذه الفترة على مستوى العلاقات في العمق الإفريقي للأبعاد المعرفية لرئيسها وأمينها بالبان افركانيزم لأن رؤية عموم إفريقيا هي الأصلح لمخاطبة جذور المشكل السوداني.